طرابلس - روعة الرفاعي:
منذ العام 2016، ومشروع تأهيل شبكات الكهرباء، مياه الأمطار، والمجارير في منطقة بولفار طرابلس، لا تزال قائمة حتى الساعة، ما أرهق أصحاب المحلات التجارية المنتشرة على طول المدخل الجنوبي للمدينة.
المشروع «بحيويته» يهدف إلى تأهيل الشبكات، وربط شبكة مياه الأمطار بمحطة التكرير القائمة في منطقة الميناء، لكن السؤال المطروح في أذهان المواطنين عن أي محطة تكرير يتحدّثون؟؟!.. هذه المحطة التي جار عليها الزمن، وأكل الصدأ والاهتراء كل الماكينات الموجودة فيها!!!
المتابِع لقضية الحفريات القائمة والمدّة الزمنية الطويلة التي استغرقتها الأعمال، وما ترافق معها من أزمات سير خانقة وركود اقتصادي كبير في صفوف التجار، الذين يدفعون إيجارات مرتفعة كبدل عن محلاتهم، يدرك وبما لا يقبل الشك أنّ مصلحة الناس لم تعد لتهم أصحاب الشأن، والذين يتفنّنون بإطلاق الحجج حول أهمية المشروع بالنسبة إلى مدينة طرابلس، ومعاناة اليوم ستتبدّد مع غدٍ مشرق يعود بالنفع على أبناء المدينة ككل.
الملفت أنّ هذه الأعمال، والتي تمتد لسنتين، تارة تتوقّف وتارة تعود، والسبب في ذلك يعود إلى استحصال الشركة المتعهدة على إذن المباشرة من قِبل بلدية طرابلس، وهذا الأسبوع عادت الأعمال لتمتد من أمام بنك عودة صعوداً باتجاه غرفة التجارة، حيث عملت الآليات على فتح الطريق أمام المحلات والمصارف الموجودة، ولم يعد بإمكان المارّة اجتياز الطريق بسهولة إنْ هم أرادوا، بيد أنّ المتعهد يشدّد على أهمية انتهاء العمل خلال شهرين فقط لا غير، وهذا بالفعل ما فرضته عليهم بلدية طرابلس، لكن الأهالي اعتادوا على مثل هذه الوعود، وتحديد الموعد للإنتهاء من الأعمال ليس شرطاً والأمثلة على ذلك كثيرة حينما لم تلتزم الشركة بالوعود، معلّلة السبب بالمشاكل الكثيرة التي تطالعها بعد إجراء الحفريات.
وبناء على ذلك، فإنّ أصحاب المحلات ومدراء المصارف يؤكدون أنّ كارثة «تحل بهم» جرّاء توقف أعمالهم بسبب عدم قدرة الزبائن من الوصول اليهم.
شكوى مواطن
{ المواطن الجعيدي (صاحب مؤسسة لتأجير السيارات) قال: «بالنسبة للحفريات القائمة فإنّنا نعاني الأمرّين، كوننا ننتظر الموسم طيلة السنة بغية تأجير السيارات، فماذا عسانا نفعل؟؟؟ ومَنْ هو الزبون الذي سيجاهد في سبيل الوصول إلينا؟؟؟ نقول بأن أوضاعنا الاقتصادية سيئة للغاية، وإذ بالشركة المتعهدة، ومن دون سابق إنذار تحفر الطريق، وتقطعها ضاربة بعرض الحائط مصالحنا، نناشد الجميع ضرورة التعويض علينا كونه لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل، أو أقله إعفائنا من الرسوم البلدية والتي ندفعها بانتظام بيد اننا لا نحصل على خدمات في المقابل».
{ من جهته أحد المواطنين قال: «نرفع الصوت ولا نعرف إن كان هناك من جهة تسمعنا، نحن في المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس نعاني منذ سنتين، وما من مسؤول يلتفت الينا، ولا حتى بلدية طرابلس تهتم، الشركة المتعهدة لا يهمها أنيننا، جل همها تأمين الأرباح بدليل أن العمال يتوقفون عند ساعات معينة بسبب عدم دفع الرواتب لهم، المشروع حيوي ومهم، ولكن لا يجوز أن يقضي علينا، الجميع عليه أن يضحي وليس التجار لوحدهم».
وتابع: «الرسوم البلدية تأتي كما هي في السابق، وأحداً لا يرى أننا لا نعمل بشكل صحيح منذ سنتين، أما تنفيذ المشروع فحدِّث ولا حرج منذ العام 2016، وما يجري لا يمكن حصوله في أي دولة في العالم، المشروع الحيوي يتطلّب تدخّل كل المسؤولين لإتمامه على أكمل وجه، لا أن تترك الشركة المتعهدة على هواها».
قمر الدين
{ رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين قال: «نحن على يقين تام بأنّ مشاريع البنى التحتية مزعجة للناس، لاسيما أنّ شوارعنا ضيّقة ما يضطرنا لإقفال الشارع، هذه الحفرية في البولفار هي استكمال للمشروع الكبير، وبمساحة 250 متراً، تم توقيف الشركة المتعهدة عن العمل خلال فصل الشتاء، ومن ثم كان شهر رمضان المبارك والعيد، واليوم منحنا اذن المباشرة شرط أن يكون هناك دوامان بغية الاسراع بالأعمال والتي ستنتهي خلال شهرين».
وتابع: «المشكلة أنّ هناك العديد من مشاريع البنى التحتية في المدينة، وعلى أهلنا تفهمنا لحين القضاء على مشاكل فيضانات مياه الأمطار. نحن نقوم بكل ما يلزم لجهة المتابعة مع الشركة المتعهدة».
الشركة المتعهدة
{ أما المسؤول عن الأعمال في الشركة المتعهدة، والذي رفض الإدلاء بإسمه أكد أن «المشروع كبير جداً، وبالطبع المواطن ارهق منه، بيد اننا سنقوم بمتابعة العمل ليل نهار لإنهائه بأسرع وقت ممكن، ونحن نشكر شرطة بلدية طرابلس والقوى الأمنية التي تبذل جهوداً جبارة في سبيل القضاء على أزمات السير الحاصلة والتي يخلفها ضغط السيارات في هذه المنطقة».