بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تموز 2018 12:05ص ردود فعل داعمة لـ«جمعية المقاصد» وعدم السماح بإقفال مدارسها

وارتياح لمبادرة الحريري بتسريع دفع مستحقاتها لدى «المالية»

حجم الخط
استمرت أمس ردود الفعل الداعمة لجمعية المقاصد الاسلامية للخروج من أزمتها المالية، لما ترمز اليه في وجدان الامة وأبناء بيروت، وما تمثّله من ركيزة اساسية من ركائز المجتمع البيروتي، كما نفّذ اعتصام رفضاً لقرار إقفال مدرسة الصويرة في البقاع الغربي التابعة لجمعية المقاصد، وأبدى الجميع الارتياح لما قام به رئيس مجلس الوزراء المكلف سعد الحريري لتسريع دفع مستحقات الجمعية لدى وزارة المال.
 وأجرى الرئيس تمام سلام الموجود خارج لبنان، اتصالا هاتفيا بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وتباحث معه في التطورات التي تشهدها جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، مثنيا على «الجهود التي يبذلها سماحته في سبيل مساعدة الجمعية على مواجهة أزمتها المالية».
وأبدى الرئيس سلام ارتياحه للخطوة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري «من أجل تسريع دفع مستحقات الجمعية لدى وزارة المال»، مشدّدا على «أهمية تضافر كل الجهود الخيرة من أجل معاضدة هذه المؤسسة التاريخية العريقة، لما ترمز إليه في وجدان المسلمين عموما وأبناء بيروت خصوصا، ومساعدتها على مواصلة رسالتها المشرفة».
واستقبل المفتي الجمهورية دريان في دار الفتوى، رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي يرافقه المدير العام لمؤسسة مخزومي سامر صفح، وعرض معه التطورات المحلية وشؤون دار الفتوى.
وقال مخزومي بعد اللقاء: «تداولنا خصوصا في أزمة مدارس المقاصد»، مثمّنا «رعاية المفتي دريان لاجتماع معلمي مدرسة خديجة الكبرى بحضور وزير التربية مروان حمادة ونائب بيروت نزيه نجم ورئيس جمعية المقاصد فيصل سنو، وهو شخصيا».
وجدّد مخزومي ثقته «بدور المفتي في الحفاظ على وحدة الطائفة واللبنانيين والمؤسسات الإسلامية»، متمنيا أن «تأخذ هذه القضية اهتماما من الفاعليات الإسلامية لما للمقاصد من دور في التعليم عبر الأجيال ولضرورة الالتفات الجدي إلى قضية المعلمين».
{ وأفاد مراسل «اللواء» إبراهيم الشوباصي بأنّه على خلفية الأزمة المالية التي تضرب مدارس المقاصد الخيرية الاسلامية، شمل القرار إقفال مدرسة الصويرة في البقاع الغربي التي أنشئت عام 1929، تداعى أهالي البلدة معلّمين وطلاب من القرى المجاورة ونفّذوا اعتصاماً عند مدخل البلدة، تقدّمهم عضو كتلة المستقبل النائب محمد القرعاوي ورئيس بلدية الصويري حسين عامر ومشايخ وحشد من فعاليات المنطقة، واقفلوا الطريق الرئيسية لبعض الوقت. 
النائب محمد القرعاوي تحدّث بإسمه وبإسم الرئيس سعد الحريري قائلاً: «نحن في تيار المستقبل لن نسمح بتشريد الطلاب في الشوارع ولا المعلمين بقرار صرف ادارية، ولن نسمح بإقفال المدرسة لا اليوم ولا الغد».
وإذ لفت إلى أنّ «الرئيس الحريري من الخارج اتصل بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وتمنى عليه معالجة الأمر فوراً، كما أعطى توجيهاته الفورية لوزير المالية بصرف سلفة 5 مليارات ليرة لادارة المقاصد لمعالجة الأمر فوراً»، شدّد على أنّ «مؤسسة المقاصد هي مؤسسة الطائفة السنية والرئيس الحريري رأس الطائفة لن يسمح بإقفالها لا بالغمز السياسي ولا بالغمز المالي، وسنبقى على تواصل جميعاً لن تقفل مدرسة في البقاع».
وكان قد تحدّث بإسم الكادر التعليمي عمر شبلي، فلفت الى ان هذه المدرسة تأسّست عام 1929، وساهمت في تخريج العشرات من المعلمين، رافضا «القرار الجائر، وسنواجهه باللحم الحي».
بدوره، أكد رئيس البلدية حسين عامر أن التحرك شمل كل المستويات في الدوائر الرسمية بدءاً من رئيس الحكومة ومفتي الجمهورية، واضعاً هذا الملف في عهدة الرئيس سعد الحريري. 
وقال: «بدلاً من أن يعمل على توسيع نطاقها التعليمي من ابتدائية الى متوسطة وثانوية وجامعة، نبلغ بإغلاق المدرسة، لذلك نرفض رفض تام إقفال المدرسة ونضعه برسم الرؤوساء الثلاثة ورسم وزير التربية».
أما الشيخ خالد عبد الفتاح فاعتبر أن إقفال مدرسة هو افتتاح معاهد لتعليم الجريمة. 
{ وأصدرت عضو كتلة «المستقبل» النائب رولا الطبش جارودي بيانا، توجهت فيه الى اهالي بيروت، قائلة: «أهلي واعزائي الكرام في بيروت، إن جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية ركيزة اساسية من ركائز مجتمعنا البيروتي الكريم، لا يمكن إلا ان نقف إلى جانبها وجانب مدارسها واسرتها التربوية التي ضحت بالغالي والنفيس وما زالت، من اجل اجيالنا وابنائنا من الطلاب الذين نفتخر بهم وبإنتمائهم لهذا الصرح التربوي الكبير».
أضافت: «وإذ أفتخر بأنني تلقيت تعليمي من على مقاعد هذا الصرح العريق، اقف معكم اليوم وإلى جانبكم لنقدم للمقاصد ونعطيها من جهودنا ووقتنا ما استطعنا لهذا سبيلا. ومن موقعي المسؤول الذي اوصلتموني إليه، لن اوفر جهدا إلا لأتابع مطالبكم المحقة، المؤتمن عليها ايضا والغيور عليها رئيس مجلس امنائها الجديد فيصل سنو ومعه جميع زملائه من الأعضاء الكرام. فكل الدعم لكم ولهم ولكل الجهود الرامية للوصول الى مخارج هادئة وحكيمة ومشرفة تحفظكم وتحفظ مقاصدنا بكل خير».
ونوّهت الطبش بـ»التحرك السريع للرئيس سعد الحريري ولجهود مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة ووزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، لما في ذلك من آثار إيجابية لحل المشكلة المادية التي تعاني منها الجمعية.. نحن المقاصديون لن نتخلى عن شعارنا دائما: للمقاصد رب يحميها.. فحمى الله المقاصد وإدارتها وأساتذتها وتلامذتها».
{ واعتبر عضو قيادة «جبهة العمل الاسلامي» في لبنان الشيخ شريف توتيو في تصريح امس، أن «قضية اقفال مدرسة خديجة الكبرى التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية وصرف الأساتذة والمعلمين هي قضية وطنية حركت المواجع والمآسي إضافة إلى التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان».
ولفت إلى أن «المقاصد ركن أساسي من أركان بناء لبنان ونهضته، وأن رسالة التعليم رسالة مقدسة ينبغي الحفاظ عليها لا التضييق عليها»، مطالبا بـ»ضرورة السعي الحثيث من قبل الجهات المختصة من أجل حل هذه القضية وإعادة فتح المدارس المغلقة».
{ وأسفت هيئة بيروت في تجمّع اللجان والروابط الشعبية، في بيان، أنْ «نرى صرحا مقاصديا عاليا، هو مدرسة «خديجة الكبرى» يقفل كما غيرها من المدارس المقاصدية في البقاع، فيما نرى المليارات من الدولارات تهدر هنا وهناك في صفقات الفساد او تنفق لتغذية حروب وفتن وشتى انواع التحريض الطائفي والمذهبي والعرقي».
ورأت أنّ «جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية في لبنان»، داعية إلى «أوسع تحرك لبناني وعربي واسلامي لانقاذ هذه الجمعية من أزمتها الراهنة».
كما دعت الى «التجاوب الاهلي والرسمي مع مساعي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لايجاد حل يليق بهذه المؤسسة العريقة بعيدا عن اي مخطط لاقفالها او لتقليص خدماتها التعليمية والصحية او تهميش استقلاليتها».