بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2018 12:05ص رغم العثرات: العام الدراسي ينطلق مع تواصل التسجيل في «الرسمي»

يرق يجول متفقّداً.. والدوام المسائي يُنقِذُ جيلاً من السوريِّين

حجم الخط
زينة أرزوني
العودة إلى المدرسة استحقاق سنوي محتّم، لا ينتظر الظروف السياسية، ولا يتأثّر بالأزمات، باعتبار أنّ التعليم حق مكرّس في الدستور، وفي الشرعة العالمية لحقوق الإنسان، بزخم انطلق العام الدراسي في المدارس الرسمية، بعدما كان قد مدّد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده فترة التسجيل أسبوعاً إضافياً بسبب الإقبال على الرسمي هذا العام. 
ورغم العثرات في الثانويات والمدارس الرسمية مع إعلان 2128 أستاذاً متمرّناً أنجزوا دورة كلية التربية الإضراب المفتوح، وعدم دخول الصفوف ما لم تتحقّق مطالبهم، إلا أنّ المدارس فتحت أبوابها مستقبلة الطلاب، وحاملة هموم الاساتذة ومطالبهم من عام الى عام.
وحدهم التلامذة انقسموا الى قسمين، فمنهم مَنْ فرح بالعودة الى المدرسة لملاقاة اصدقائهم، ومنهم مَنْ تذمّر وبكى في اول يوم دراسي، اما الاهالي فتنفّسوا الصعداء بعد العطلة الصيفية، وتأمين مستلزمات اولادهم لانطلاقة طبيعية للدراسة.
الإقبال الكثيف على الرسمي، وجده البعض طبيعاً بسبب الازمة الاقتصادية التي تطال البلد، وعجز شريحة كبيرة من اللبنانيين عن تأمين المستلزمات المدرسية ودفع الاقاساط في المدارس الخاصة التي تزداد كل عام، ومنهم مَنْ رأى ان الرسمي استطاع كسب ثقة الناس وخصوصا الثانويات بفضل النتائج التي اظهرتها الامتحانات الرسمية، فبات الاهالي يختارون ثانويات نموذجية وذات صيت جيد.
حنان عوالي (والدة لأربعة أولاد)، تؤكد ان مستوى المدرسة الرسمية جيدة جداً، «فإبني أحمد نجح في البروفيه بدرجة جيد، وهو تلميذ المدرسة الرسمية وتأسّس فيها»، متسائلة: «لماذا يخاف الاهالي من هذه المدارس؟، فالجهد ينصبُّ على طريقة التربية في البيت، وكيفية متابعة الطالب»، مشيرة الى انها توفّر بتدريس الاولاد الاربعة في الرسمي عوضاً عن الخاص مبلغاً لا يُستهان به، وتقوم بتوفيره لهم للدخول الى الجامعة او لافتتاح مشروع صغير لهم بعد التخرّج من الثانوية.
أما أم علي فرحات فلديها طريقة أخرى بالتفكير، معتبرة «الدراسة في جميع المدارس متشابهة، وإبني سيُمتحن هذا العام بشهادة البروفيه، فقرّرتُ تسجيله بالرسمي، وآخر شهرين دراسة سيبدأ بأخذ دروس خصوصية للتقوية، ليس استهانة بالمدرسة الرسمية»، لأنه بحسب تأكيدها أنّ شقيقته الكبرى نجحت في شهادة البكالوريا بتفوّق وهي من تلامذة الرسمي منذ الصغر.
تغريد ح. (معلّمة في مدرسة المريجة الرسمية)، تؤكد ان الاقبال هذا العام تضاعف والمقاعد الدراسية باتت تكتمل قبل انتهاء فترة التسجيل، مشيرة الى ان هناك تعميما باستقبال التلامذة، وحتى وإنْ اكتمل العدد، ومستشهدة بكلام الوزير حمادة بأنّ «عنوان هذا العام لا تلميذ خارج المدرسة الرسمية أو الخاصة»، ولافتة الى انها نصحت اكثر من عائلة لنقل اولادهم الى مدرسة قريبة من منزلهم بعد اطلاعها على ورقة السكن من المختار، وذلك للمساهمة في توزيع التلامذة على المدارس ولتأمين مقعد دراسي لكل طالب.
وعن استقبال طلبات تلامذة من امهات لبنانيات أيّاً كانت جنسية الوالد، اشارت الى ان «المدرسة كانت العام الماضي تنفّذ هذا القرار، وهي مقيدة فيه هذا العام»، لافتة الى انه «ليس هناك رقم كبير لمثل هذه الحالات».
أما عن التلامذة اللاجئين السوريين، فيؤكد وزير التربية أنّه «تمَّ إنقاذ جيل سوري من الضياع بفعل العمل الذي قامت به الوزارة ودوائرها والأمم المتحدة»، منذ بدء الازمة السورية، وتعمل معظم المدارس الرسمية بدوامين من أجل استقبال الأطفال السوريين، منذ السابعة والنصف صباحا حتى الثانية ظهرا تستقبل المدرسة الأطفال اللبنانيين وبعض الأجانب من جنسيات أخرى يُفترض نظريا ألا تتجاوز نسبتهم الـ 50 بالمئة، ثم من الثانية ظهرا حتى السابعة مساء تفتح المدرسة أبوابها للأطفال السوريين.
وبفضل هذا النظام المدرسي، تمَّ تسجيل 158 ألف لاجئ مجانا في المدارس الحكومية وهذا العدد يزداد كل عام، وبحسب الإحصاءات فهناك طفل سوري ضمن كل ثلاثة أطفال في المدارس اللبنانية، وهو رقم قياسي لا نجده في أي بلد آخر ويعكس حجم اللاجئين السوريين بين سكان لبنان.
وللاطلاع على الترتيبات اللوجستية والمعلوماتية التي ترافق عملية التسجيل المستمرة للتلامذة، والإطمئنان إلى توافر المستلزمات البشرية من أساتذة ومتعاقدين، جال المدير العام للتربية فادي يرق ومديرة التعليم الثانوي جمال بغدادي والمستشار الإعلامي ألبير شمعون على ثانوية جبران غسان تويني في الأشرفية وثانوية رياض الصلح في بشارة الخوري وتفقد التلامذة في حضور المدير سمير حداد والمديرة عبير حمصي.
وأكد يرق «أهمية المواد التي يتعلمها التلامذة من أجل الحياة واختيار الإختصاص ومن بعد ذلك في سوق العمل».
وشجّع التلامذة على «الأنشطة الرياضية والكشفية، لاسيما أنّ كشاف التربية الوطنية موجود في كل المدارس والثانويات الرسمية»، كما سأل عن التلامذة الذين يرغبون بتطوير مواهبهم الفنية من موسيقى ورسم وإنشاد، وكلف الإدارة متابعة تعزيز هذه الأنشطة.
وجال على المختبرات العلمية من فيزياء وكيمياء وعلوم الحياة وتحدث إلى الإدارة والمعلمين والمدربين عن مشاركة التلامذة في الإختبارات وفي مسابقات الروبوطيات، مشددا على أن «تكون المدرسة مساحة للتواصل والحوار والتشجيع على احترام القانون والنظام، وتعزيز المواطنة عبر الحياة المدرسية اليومية وعبر الأنشطة الصفية والاصفية»، داعيا التلامذة إلى «إنشاد النشيد الوطني»، ومعتبرا أنه «خير ما نبدأ به العام الدراسي الجديد، الذي نأمل أن يكون عاما منتجا ومثمرا ومستقرا وأن يتوج بالنجاح في المدرسة وفي الإمتحانات الرسمية».
وذكّر يرق «بعدم التدخين وعدم استخدام الهواتف الخلوية في المدرسة والتركيز على البرنامج وعلى الأنشطة التي تعزز القيم»، متمنيا للجميع «عاما دراسيا جيدا».