بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2019 12:03ص ضاهر عاد عن إستقالته وتوجَّه إلى «الهيئة العامة» لتقرير مصير الإضراب

إعتصام حاشد لأساتذة «اللبنانية» ومسيرة للطلاب إلى مقر رابطة المتفرِّغين

مسيرة الطلاب دعماً للأساتذة ودفاعاً عن الجامعة (تصوير: طلال سلمان) مسيرة الطلاب دعماً للأساتذة ودفاعاً عن الجامعة (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
تحت ضغط الهتافات من المعتصمين امام مقر رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، عاد رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور جورج ضاهر والاعضاء المستقيلون عن استقالتهم، لأنهم لن يتركوا الساحة، ووعدوا المندوبين الذين تداعوا الى اللقاء في مقر الرابطة بالاجتماع والتوصية، بعقد هيئة عامة تقرّر مصير الاضراب المفتوح، لكن ما بقي غير واضح هل ستعود الكليات غداً الى التدريس، بعد القرار الاخير من الهيئة التنفيذية بتعليق الاضراب مؤقتاً، والذي كاد يتسبب بانقسام في جسم الرابطة، واستطاعت الرابطة تلافيه بفعل وعي الاساتذة لمصالحهم ومصلحة الجامعة.

وبدأ الأساتذة من مندوبين (وصل عددهم الى 65 مندوباً) ومتفرّغين ومتعاقدين بالتجمع امام مقر الرابطة لكنهم فوجئوا بإقفال باب الرابطة، وتململ الاساتذة من اقفال الباب في وجههم وبدأت الاتصالات مع رئيس الهيئة التنفيذية الذي أكد أنه سيحضر الى المقر ليفتح الابواب، وتحدثت دكتورة رولا فأكدت أننا لن نرضخ لأي ضغوط والهيئة العامة هي الهيئة الشرعية للبت بمصير الاضراب، مشدّدة على ان الاساتذة يد واحدة وغير تابعين للسلطة وان موضوع انقسام الرابطة تروّج له السلطة وهذا ليس صحيحاً وما يحصل ليس سوى تصحيح مسار داخلي.

وكان طلاب الجامعة اللبنانية والاندية المستقلة قد تجمّعوا بدعوة من تكتل طلاب الجامعة اللبنانية، امام وزارة التربية والتعليم العالي منذ التاسعة صباحاً تحضيرا للانطلاق بمسيرة الى امام مقر الرابطة في بئر حسن، وسارت المسيرة بمواكبة القوى الامنية، رفع خلالها الطلاب اللافتات منها: «نريد موازنتنا من الـ400 مليار من تجهيزات مكاتبكم»، «لن نقبل المس بصندوق التعاضد»، «ما ضاع حق وراءه مطالب»، «كفى مراوغة والاعيب لعبكن مكشوف»، «ارفعوا ايديكم عن جامعة الوطن».. وردّد المشاركون كلمات «علم حرية عدالة اجتماعية دكاترة طلاب مكملين بالاضراب»، كما أنشدوا النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية. وقبل وصولهم الى مقر الرابطة لاقاهم الاساتذة وساروا معهم حتى مقر الرابطة.

أما الدكتور داود نوفل فأكد ان الاساتذة والطلاب جاؤوا ليدعموا الرابطة ومجلس المندوبين، وما حصل اننا اختلفنا في الرؤى وليس في الموقف، لذلك طلب من رئيس الهيئة التنفيذية العودة عن الاستقالة لأن الوقت هو وقت العمل فهو استقال ليس من مهامه بل من الضغط النفسي الذي تعرض له، كما اننا لا نشكك بمجلس المندوبين والدكتور علي رحال رئيس شرعي طلبنا منه ان يأتي لنتخاطب وجهاً لوجه، ووفق القانون يحق لثلث اعضاء المجلس الدعوة الى اجتماع، ولفت الى ان عودة القضاة عن الاعتكاف لأنهم اخذوا وعداً قاطعاً بعدم المس بصندوقهم، ويجب ان نتوحد حتى لا يمسوا بصندوقنا ايضاً.

وعند وصول رئيس الرابطة الدكتور يوسف ضاهر استقبله الطلاب والاساتذة بالتصفيق بعد ان هتفوا مطالبين اياه بالعودة عن الاستقالة فأعلن تراجعه عن الإستقالة، مشددا على أن «صندوق التعاضد​ خط أحمر وموازنة الجامعة يجب مضاعفتها وهذا الأمر بحاجة الى نضال مرير وهذه المسألة مستمرة منذ العام 1958»، ومؤكدا أنّ «حقوق الطلاب قبل حقوق ​الاساتذة​، فنحن ذاهبون والتلامذة هم الباقون وسيحملون الجامعة على أكتافهم من دون طموحات شخصية ومادية، والجامعة من دونهم ليست موجودة»، وجازما بأن «ملف التفرغ يجب أن يبصر النور بسرعة والأساتذة المتفرغين يجب أن يشعروا بالإستقرار والأمان الاجتماعي من خلال ادخالهم الى الملاك، وسننطلق من جديد سوية من اجل تحقيق هذه المطالب».

ولفت ضاهر الى أن «هذه الحركة التي جرت خلال ​التحرك ​ يجب بلورتها، وأن يكون هناك رابطة واتحاد وطني»، داعيا الى عقة هيئة عامة»، ومشيرا الى أن «الإضراب مستمر الى يوم الخميس وانه ستتم الدعوة الى اجتماع للهيئة العامة غدا وسيتقرر مصير الاضراب».

كما تحدّث الدكتور جورج قزي، الذي عاد وزميله بشير عصمت عن الاستقالة ايضاً، فقال: الشعب اللبناني عرف بعد هذا التحرك اننا من يكافح الفساد وليس السلطة، وعندما يقولون لنا عودوا الى مقاعد التدريس لتدرسوا الطلاب نقول لهم اننا الآن ندرسهم ليس مواد الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بل نعلمهم الحرية وكيف يأخذون حقوقهم وينتموا للجامعة ويدافعون عنها، وتعلمت من التجربة واعود عن استقالتي لأنني اقتنعت انني لا استطيع ترك الساحة.

وشكرت الدكتورة ميرفت بلوط الاعضاء والرئيس لعودتهم عن الاستقالة ووجهت تحية الى الطلاب لدفاعهم عن جامعتهم.

أما الدكتور هاني صافي فاعتبر ان العودة عن الاستقالة تؤكد ان الرهان على انقسامنا لم ينجح.

وتحدّث جواد حمية بإسم الطلاب، فلفت الى ان السلطة تريد ان تكون الجامعة مثل المستشفيات الحكومية، وقال: معركتنا بدأت لاسترجاع استقلالية الجامعة وانتزاع الحقوق من سلطة تستهين بها، ولأخذ وعد من الاساتذة اننا مكملين بالاضراب، فهذه حركة طلابية نضالية ونواةلحركة طلابية كبيرة، وهذا يوم مشرق بتاريخ الجامعة ونعلنها حرباً شعواء على مشروع خصخصة الجامعة.

وفتح دكتور ضاهر مقر الرابطة الذي كان مقفلاً بوجه الاساتذة والمندوبين الذين كانوا تداعو الى عقد جلسة رداً على تأجيل جلسة مجلس المندوبين الى السبت المقبل، فأوضح دكتور ضاهر ان رئيس مجلس المندبين منتخب شرعياً من الاساتذة وهو من يحق له الدعوة الى مجلس المندوبين ومن الافضل تسمية هذا الاجتماع بلقاء للمندوبين، وستبقى الجلسة كما دعا اليها رحال قائمة يوم السبت، وقد تجتمع الهيئة التنفيذية اليوم وتدعو الى هيئة عامة كما يطالب الاساتذة.

وبعد لقاء المندوبين صدر بيان بإسمهم لفت الى انهم اجتمعوا بعد الاعتصام امام مقر الرابطة وتداولوا في مسألة الجمعيات العمومية المنعقدة في الكليات واتفقوا على توحيد التوصيات ورفعها الى رئيس مجلس المندوبين الدكتور علي رحال والطلب بادراجها على جدول اعمال جلسة المجلس يوم السبت لارتباطها المباشر بالبند المقرر في دعوة الجلسة (نقض قرار الهيئة التنفيذية).

وطالبوا اساتذة الجامعة الى الالتزام باعلان استمرار الاضراب المفتوح التزاماً بقرار الهيئة العامة، والاصرار على نقض قرار الهيئة التنفيذية لمخالفته النظام الداخلي، واعتبار كافة المطالب المدرجة في الجمعيات العمومية مطالب محقة واساسية ويجب الاسراع في انجازها، ورفض التخفيضات التي ستطال صندوق تعاضد الاساتذة لأنه خط احمر، وطلبوا من القيمين مواكبة جلسات لجنة المال والموازنة خلال مناقشة بند صندوق التعاضد مواكبة متينة ومستمرة. ونوهوا بقرار رجوع دكتور ضاهر والاعضاء المستقيلين عن استقالتهم وطلبوا من الهيئة التنفيذية عقد جلسة مستعجلة للعودة عن قرار تعليق الاضراب كما الدعوة الى هيئة عامة للبت بمصير الاضراب المفتوح.