بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 شباط 2018 06:17م "مؤسسة أديان" تحصد الجائزة العالمية "نيوانو للسلام"

حجم الخط
منحت مؤسسة نيوانو للسلام جائزتها العالمية الـ 35، لمؤسسة أديان، تقديرا لإسهامها في تعزيز المواطنة والعيش في المجتمعات المتنوعة.

وللمناسبة، تحدث رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو، معتبرا أنه"مع اختيار مؤسّسة أديان كفائز بجائزة نيوانو للسلام الخامسة والثلاثين، يخطو لبنان خطوة ثابتة نحو الاعتراف به مركزًا عالميًّا للحوار بين الأديان والثقافات".

وأضاف "لهذا السبب، وبعد تقديم الشكر إلى القيمين على مؤسسة نيوانو، وإلى اللجنة الخاصة بالجائزة، على تقديرهم لنا وثقتهم بنا، لمنحهم "أديان" هذه الجائزة المهمّة، والتي نالتها من قبلنا ثلّة من كبار الشخصيات العالميّة والمؤسّسات الدوليّة، كرئيس الأساقفة البرازيلي هيلدر كامارا، والأمير الحسن بن طلال، واللاهوتي هانس كونغ، ومؤتمر العالم الإسلامي، ومؤسّسة سانت إيجيديو، وغيرهم، أريد أن أقدّم هذه الجائزة إلى لبنان شعبًا ومؤسّسات، لكي نستعيد الثقة بهويتنا الوطنيّة والأمل برسالتنا الحضارية"..

وأوضح أن "السلام له إسم خاص في لبنان، هو "العيش المشترك". أتمنى أن يكون حصولُ "أديان" على هذه الجائزة العالمية، فرصةً لنا جميعًا لإعادة العمل على توضيح هذا المفهوم، وترسيخه في ممارساتنا اليومية وسياساتنا الوطنية. فالسلم الأهلي الذي يريد اللبنانيون المحافظة عليه برموش عيونهم، لأنهم خبروا ويلات الصراعات والحروب، لا يقتصر على ربط النزاع بين أطراف يشدُّ كلٌ منها البلدَ باتجاه حتى يكاد يتمزّق، ولا يتحقق عبر تقاسم المناصب والمنافعَ بين زعماء الطوائف وأتباعهم. إنّ بعض الكلام الطائفي بحجّة الدفاع عن حقوق هذه الطائفة أو تلك، يدّل وكأنّهم يختلفون على تركة ميت، بينما نريد أن تكون هذه الجائزةُ تجديدًا لإيماننا بهذا الوطن الحيّ، وبقدرتنا على العمل معًا للنهوض به إلى مستوى دعوته الحقيقية ورسالته الكونيّة. لقد خبر اللبنانيون ما يكفي أنّ الطائفيّة أفقدتهم كرامة العيش وبركة الشراكة. عسى أن يكون فوز أديان ولبنان بجائزة نيوانو للسلام دافعًا في الإسهام في تحقيق هذا المسار التاريخي، الذي طال انتظاره، للعبور بلبنان من واقعه الطائفي إلى "دولة المواطنة الحاضنة للتنوّع".

وتابع "السلام عالميًّا إسمه اليوم العدل ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة ووقف زجّ الدين بالخيارات السياسيّة وربطه بالعنف والتطرّف. لقد سعت "أديان" منذ تأسيسها إلى الانتقال بالحوار بين الأديان من المناظرات الدفاعية والتبريرية، والمجاملات الشعبويّة، إلى العمل معًا للاضطلاع بما نسمّيه "المسؤولية الاجتماعية للأديان". نعم من المهم جدًّا التعرّف على المشترك بين الأديان، والترويج له عبر التربية والإعلام. والأهمّ أن نتعرّف أيضًا على مكامن الاختلاف بين الأديان، وعلى تربية الناس وخاصة الفئات الشابة، على احترام هذه الاختلافات، تعبيرًا عن إيماننا بحريّة المعتقد ورفضنا لكل أشكال الإكراه والتكفير. وهذا ما ميّز العديد من برامج "أديان" التربويّة والإعلاميّة.

وقال: "لكننا اليوم نرى أنّ الواقع المأزوم في المنطقة والعالم، يدفعنا إلى التقدّم خطوة إضافيّة إلى الأمام، لتعزيز التضامن بين الأديان في مواجهة التطرّف والظلم تجاه أيّ إنسان. فالظلم المتواصل تجاه الشعب الفلسطيني، والإرهاب الذي تعرّض له الشعب العراقي، بما فيه التعرّض للإيزيديين والمسيحيين، والحرب في سوريا واليمن، والقمع والتهجير للروهينغا المسلمين في الميانمار، والإسلاموفوبيا في الغرب، والجوع الذي يعاني منه 11% من سكان العالم، كل ذلك وغيره من التحديات، يُسائِل مصداقيّتنا كمؤمنين، ويضعنا أمام مسؤوليتنا المشتركة في حماية الحياة والكرامة الإنسانية. لذلك سوف تتابع "أديان" مسيرتها في دعم الساعين إلى تحقيق نهضة دول المشرق العربي، وتبنّي التعدّدية كقيمة اجتماعية وسياسية في العالم العربي، وتعزيز المناعة في مواجهة سائر أشكال التطرّف، وتنمية الترابط الاجتماعي، والترابط الروحي، والتلاقي الحضاري، والاستقرار عالميًّا".

ولفت إلى "إنّنا لا نرى هذه الجائزة اعترافًا بما أنجزته مؤسّسة "أديان" وتكريمًا لها ولجهود كل الذي عملوا فيها، من المؤسسين والأعضاء وأعضاء الشرف والعاملين والمتطوعين والشبيبة والعائلات والخبراء والمستشارين، أو تعاونوا معها من شركاء وأصدقاء ومموّلين، لتحقيق ذلك وحسب، بل نجد فيها تأكيدًا على خياراتنا المستقبليّة وأهدافنا الإستراتيجية ودفعًا لمواصلة هذه المسيرة مهما كلّفت من جهد وتضحيات".

وأضاف أنه "في منح "أديان" جائزة نيوانو للسلام، اعتراف بدور المؤسّسة المحلّي والعالمي للإسهام في صنع السلام، ودعوة للبنان لتجديد الإيمان بذاته وقدراته وللارتقاء، عبر تغلّبه على الطائفيّة، إلى مستوى رسالته الحضارية كنموذج للحرية والتعددية".

وختم "جائزتنا الحقيقية هي الإسهام كلّ يوم في تحقيق التقدّم المطلوب على هذه المسارات العالمية والمحلية. ونأمل أن نبقى وإياكم، الإعلاميين، على موعد ليس وقت الاحتفالات بالانجازات وحسب، بل في التعاون معًا على تحقيقها".