بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2020 12:00ص نجم لبناني حلّق بين نجوم العلوم بـ«تنمية مخبرية للخلايا البشرية»

ملاعب لـ«اللـواء»: أطمح لتأسيس خط إنتاجي للشريحة

ملاعب الفائز بالموسم الـ12 لنجوم العلوم ملاعب الفائز بالموسم الـ12 لنجوم العلوم
حجم الخط
 
حلّق نجم من لبنان بين نجوم العلوم وخطف الأضواء بمشروعه العلمي حول التنمية المخبرية للخلايا البشرية، ففاز بمشروعه بالموسم 12 من برنامج «نجوم العلوم»، هو الشاب الطموح والشغوف بالمادة العلمية، الذي لم يكتف باختصاص هندسة الميكانيك، فأطلَّ على الطب من خلال هندسة الانسجة، مقدّما مشروعه الى مؤسسة قطر (نجوم العلوم)، ففاز بالجائزة التي بلغت 300 الف دولار، ويطمح من خلالها لتأسيس خط صناعي انتاجي للشريحة التي ستسهل على الباحثين وشركات الادوية تجربة العقاقير على عضو مجهري شبيه بالعضو البشري مما يجعل العقار او العلاج ادق وبالتالي يوفر مليارات الدولارات في مجال البحث. 

يعرف ملاعب نفسه لـ»اللواء» بأنّه وضّاح ملاعب مهندس ميكانيك وحامل ماجستير بالهندسة الميكانيكية من الجامعة الاميركية مع شهادات جانبية بالهندسة البيولوجية والرياضيات، أما كيف يمكن لمهندس ميكانيك ان يعمل بنطاق طبي فهذا هو السؤال، ويجيب: كنت في آخر سنة هندسة ميكانيكية أخذت كورس بالحظ إسمه هندسة نسيجية، أي كيف يمكن استخدام التقنية الجزعية لهندسة عضو كامل في المختبر، أي أخذ خلية جزعية من مريض الى المختبر والعمل على تكاثر الخلايا وتكوين عضو كامل مجهري من هذه الخلية، وأخذت الموضوع كمشروع تخرج في الجامعة الاميركية في بيروت.

ويضيف: مشروع التخرج هو مفاعل بيولوجي لتحفيز الخلايا في الغضروف المفصلي ليكون نسيجا غضروفيا نستطيع زرعه في الهندسة النسيجية، وبالطبع عملت على ابحاث طبية وبيولوجية، وما شجعني انني في الجامعة الاميركية في بيئة علمية تحث على البحث اضافة الى مجموعة من الدكاترة يعطون الطالب الشغف العلمي.

وعن مشاركته في برنامج «نجوم العلوم»، يخبرنا انه كان يعمل على بحث حول سرطان الثدي، ولاحق كيف يتكون هذا النسيج، وكانوا في المختبر يربون الخلايا بشكل مختلف، و»اكتشفتُ نطاقا علميا عمره اقل من عشر سنوات اسمه «الشرائح الحيوية» اي عضو على رقاقة، بمعنى بدل تربية خلايا بشكل عشوائي في المختبرات وبأعداد مهولة بالملايين، بدأ العمل على شيء مجهري اي نسيج مجهري يكون عملياً. أما كيف يمكن تكوين نسيج انبوبي؟، فهو تركيب ثلاثي الابعاد للنسيج وتركيب النسيج المحيط به بطريقة يمكن للخلايا ان تقرأ بعضها البعض، وعند البحث وجدتُ ان المختبرات تحاول الاقتراب من هذا النموذج فكانوا يصنعون رقاقات صغيرة يربون في داخلها انسجة مجهرية فعّالة تعمل عمل العضو، وهو ما نسميه «عضوا مجهريا»، ووجدت انهم يعملون على ذلك ليكون بديلاَ عن التجارب الحيوانية، فالتجربة على ما يشبه اعضاء الانسان تقلل الخطر على حياة الانسان وتوفر المليارات من التجارب البشرية وعشرات السنين لاكتشاف دواء واحد».

ويوضح ان «هذه الشريحة او الرقاقة يستفيد منها الباحثون، وشركات الادوية التي تتكلف 2.6 مليار دولار و12 عاماً لاكتشاف دواء واحد وهذه التقنية تعطي نتائج ادق لهم، اما المستفيد الثالث فهم الاطباء إذ بعد نجاح هذه التقنية يستطيع الطبيب ان يعطي الدواء المناسب والجرعة المناسبة بعد اخذ خزعة من المريض وزرعها في الرقاقة فتتكون انسجة مشابهة تماما لجسم المريض وتتم تجربة الدواء عليها، عندها يستطيع ان يعطي الدواء المناسب وبالجرعة المناسبة  للمريض».

ويشرح ما يميز شريحته او رقاقته عن البقية فيقول: استطعتُ ان اركّب النسيج الانبوبي بشكل دقيق جداً لم يستطع اي احد في العالم صنعه، فقد حافظت على عنصرين اساسيين وهما الشكل الانبوبي لهذا النسيج وتركيبة النسيج المحيط به، اما كيف جرى ذلك؟ فهناك شركات لا تركّب الشكل الانبوبي وهو ضروري جداً لأن الخلية تستطيع قراءة الخلية الموجودة الى جانبها، وعندما يكون لدينا نسيج دائري اي مقفل، فلا تعود الخلايا للتكاثر، فيتصرف العضو المجهري بشكل طبيعي لأن تكاثر الخلايا يعني تكاثر سرطاني عكس الخلايا التي تقرأ بعضها فلا تعود للتكاثر، والعنصر الثاني الاساسي هو النسيج المحيط بالانبوب وعمله يتكوّن من خلايا متنوّعة تفرز مواد معينة وتحفز الخلايا التي تقرأها للتصرف بشكل معين».

وعن وصوله الى «نجوم العلوم» فيقول بأنّه برنامج فريد من نوعه في العالم يمنحون الشباب المشارك كل شيء مجاناً، تصلهم آلاف الطلبات وتختار لجنة التحكيم ما بين 20 الى 30 مشروعا، وهذا العام تم قبول 22 مشروعا، وتذهب هذه المشاريع الى المجلس العلمي الذي يضم خبراء من مختلف المجالات يدرسون ملفات المشاركين الـ22 لاختيار افضل 8 مشاريع لجهة الابتكار، وهل هو قابل للتطبيق ام لا، وهل يستطيع تنفيذه إذا منحته المؤسسة كل مقومات التنفيذ خلال 4 أشهر؟، وبعد اختيار المشاريع وفّروا للمشاركين كل مقومات التنفيذ في «واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا»، وكل ثلاث او اربع اسابيع تمَّ تقييم العمل وجرت التصفيات على اساس ما تم إنجازه على اربع مراحل، ليصل العدد الى اربع مشاركين فقط تصوت لجنة التحكيم وتعطي 50% من العلامة والجمهور يعطي الـ50% الاخرى، وما فجأني ان الجمهور اعطاني علامة كبيرة واخذت 80% من الاصوات ولذلك اشكر كل من دعمني وصوّت لي».

وعن تسجيل براءة الاختراع يقول: «براءة الاختراع اميركية» USPTO US PROVISIONAL patent  «، من خلال المدينة التعليمية القطرية، التي تسمح بتعديل المشروع بمهلة سنة واحدة، أما ما بعد نجوم العلوم اصبح لدي هدف ان اؤسس لخط انتاج صناعي لهذه الشرائح لأصنع الاف الشرائح بفترة معينة وأبيعها الى المختبرات وشركات الادوية وفي المستقبل الأبعد الاطباء وفق بروتوكولات معينة.

وعن تمويل هذا الخط الانتاجي اوضح انه فاز ببرنامج نجوم العلوم بجائزة مادية قيمتها 300 الف دولار وهي ستخولني ان اخطو الخطوة الاولى اي 10% من الطريق، والتي تخولني ان احصل على تمويل لأخطوَ الخطوة الثانية، ومن أين سينطلق اوضح انه سينطلق من لبنان وقطر  سينفذ في لبنان ما يتوفر له من عناصر.

وعن إمكانية الاستفادة من مشروعه في البحث عن علاج لكورونا، يؤكد ان الامر يحتاج الى وقت طويل متمنياً ان يجدوا العلاج قبل ذلك.

وحول إمكانية تعامله مع المجلس الوطني للبحوث العلمية فهو لم يفكر في ذلك الا ان ما من شيء يمنع هذا التعامل، وفي الوقت المناسب قد أخطوَ هذه الخطوة وأتوصل مع المجلس.

وفي ما يتعلق بإمكانية تحقيق طموحاته واحلامه في لبنان بظل الظروف القاتمة كانت له نظرة تفاؤلية فلا يجب ان يقف اي شيء بوجه الشباب حتى الحدود عليه ان يبحث دائماً فان لم يستطع تنفيذ ما يطمح اليه هنا سأتطلع اين يمكن ان انفذه اما ما استطيع ان افعله في لبنان سأفعله حتماً خصوصاً ان بعض الاشياء يمكن توفرها باقل كلفة هنا، ومن المؤكد سأتوجه الى شركات الادوية في اميركا او اوروبا في المستقبل.

ويتحسّر ملاعب بأنه ليست لدينا بيئة حاضنة للعلم في لبنان، لكن التجربة التي يخوضها الشاب في لبنان تجعله صلباً وليناً في الوقت نفسه ليستطيع تخطي العقوبات، ويتحدث عن تجربته  فرغم الظروف الصعبة ذهب الى قطر و كان من بين المشاركين ايضاً لبنانيين بما نسبته 25 % اكثر من اي دولة اخرى مشاركة، معتبراً ان المشكلة هو عدم وجود دعم للبحث العلمي في لبنان مما يدفع الشباب للحاق بطموحاتهم في الخارج .