بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تموز 2019 12:03ص أبلسة التغيير وأنسنة التعتير..؟!

حجم الخط
كارثة بكل المقاييس حين تتحقق في أي مجتمع «أبلسة التغيير» ومن ثم تحويل كل من ينادي به إلى شياطين على شكل بشر، وفي الوقت الذي يتم فيه أنسنة التبعية و«التعتير» وتصويرها للناس وكانها فضيلة إسلامية كريمة..؟!

التغيير الذي جعله المولى تبارك وتعالى سنّة الكون وقيّد به تقدّم الأمة نحو الأفضل، أصبح في أيامنا وفي بلادنا وفي قومنا.. شيطنة مرفوضة ومحاربة..؟!

فكل منادٍ للتغيير.. هو شيطان رجيم..؟!

وكل مطالب به... هو فاسد عميل..؟!

وكل من يشجّع الناس عليه.. هو متآمر خائن..؟!

وهكذا حتى أدمن الناس كل موروث وإن كان فسادا، وعاشوا على كل «عادة» وإن كانت معصية.. ومع مرور الزمن واستقرار «الأبلسة» في فكرنا وحياتنا بات كل تغيير مرجوما بحجارة التخلّف والجمود والركود..؟!

تخيّلوا أيها السادة... 

التغيير الذي أمرنا به الحق جلّ وعلا في كتابه الكريم فقال {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.. هذا التغيير أصبح ذنبا يحاكم المرء في مجتمعنا على «فحش» ارتكابه و«فظاعة» المطالبة به..؟!

أما الذي يرضى بالذل والهوان...

ويداهن سلاطين العصر والأوان...

ويتقن الكذب فينافق بالفعل وباللسان...

ثم ينشر بين الناس فلسفة «التعتير» حتى تصبح شبه «مقدسة»... فهو المسلم الصالح التقي النقي... الذي يضرب المثل به..؟!

فهو «يأسلم» الفقر.. حتى تمتلئ جيوب أوليائه..!؟

ويجعل الخنوع «سنّة».. حتى تتحقق مصالح رؤسائه..؟!

بل ينادي زورا «بالزهد» وترك نِعَم الدنيا... فإذا بمن هو تابع لهم، يغرقون بـ «تلك النعم» من فوقهم ومن تحتهم وعن يمينهم وعن شمالهم..؟!

إنه زمن الإنقلاب في كل شيء..

وما زلنا ننقلب وننقلب حتى أضعنا موضع الرأس من القدم... فما عاد في العالم كله موضع قدم..؟!

إن التغيير- وبالفم الملآن نقول – هو شرع الله للأمة... وسنّة الله في الكون... ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين إلى يوم القيامة..

التغيير هو ضمان لحسن تفاعلنا مع كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وضمان لحسن الإستفادة من علم السلف الصالح.. وأيضا هو ضمان لحسن بناء المستقبل..؟!

ومن يرفض التغيير نحو الأفضل هو عدو للإسلام وللمسلمين... وهو عدو لماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم....

أما هؤلاء الذي يصفّقون لكل باطل ما دامت مصالحهم مصانة وأماكنهم محجوزة... فالتاريخ - ومعه الناس جميعا - كفيل بعدم ذكر أسمائهم إلا في المكان الصحيح..؟!

فيا كل المجتمع...

كفانا أبلسة للتغيير... وكفانا أنسنة للتعتير.. 

تعالوا لنعمل ونغيّر لعلنا ننجح مرة... فنحيا أعزّاء بعدما أدمنا العيش أذلّاء.. وصدّقوني... {وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

bahaasalam@yahoo.com