بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2017 12:03ص أعيدوا فلسطين إلى قلوبنا..؟!

حجم الخط
منذ طفولتنا ونحن نتغنى بحبنا لفلسطين ونتغزل بجمال جهادنا في سبيل تحرير كامل ترابها... ولكن مع مرور السنوات تبين لنا جميعا أننا فعلا وحقا لم نبرع سوى في الغناء والشعارات..؟!
سرنا طويلا في مسيرات نردد «فلسطين .. حرة عربية مستقلة..» و»الأقصى لنا ... والموت لهم ..» و»زحفا زحفا حتى النصر»، ثم اكتشفنا كل هذا ليس سوى شعارات كنا نظنها من طيبتنا حقيقة فإذا هي مجرد كلمات نعمل جميعا بعكس معانيها ومقتضياتها..
ولكن القضية ليس في الشعارات وإنما هي  انتماء كثير من أبناء العرب وفي فكرهم وفي أحاسيسهم وفي انفعالاتهم وفي اهتماماتهم بل وحتى في مشاعرهم  وربما الآتي أعظم..؟!
إرادة عامة المسلمين والعرب اليوم تنتفض كالأسد الهصور في وجه كل ظلم ... ولكنها انتفاضة «فايسبوكية» أو»تويترية» أو «انستغرامية» يقومون بها وهم جلوس أمام أجهزة التدفئة يتسلون بالبزورات الطازجة ويشربون كل ساخن لذيذ..؟!
فلسطين التي كانت القضية الأولى والمركزية لنا جميعا أصبحت اليوم عند عموم المسلمين مضافة  عنوة على لائحة الانتظار، لعلنا نجد لها في المستقبل الوقت فننظر إليها ونبحث في أمرها..؟!
نعم .. أيها السادة ... كل شيء أولية الآن .. إلا فلسطين والقدس والأقصى وكنيسة القيامة وما يحدث فيها..؟!
الكلام والشعارات والأغاني والأناشيد الحماسية وشد الهمم ورفع الأصوات وما لف لفها.. كلها تباع بالأطنان في بلادنا وبأغلى الأثمان.. أما الفعل المثمر والفعّال فهو كالطفل اليتيم الذي وقع لسوء حظه بين اللئام، فلا أحد يريد الاعتراف به ولا أحد يحتضنه ولا أحد يتكفل برعايته..؟! 
مشكلتنا الأساسية أننا غيبنا فلسطين وقضيتها عن وجداننا ووجدان الأجيال الصاعدة، ثم - وربما بفعل فاعل- أبعدناهم عن هويتهم العربية وعن حقيقة انتمائهم إليها، وبأسلوب مشبوه عملنا على ملء هذه النفوس بأخرى مزيفة لا تمت لتاريخنا ولا لديننا ولا لعروبتنا بصلة..
فلسطين التي تحترق منذ عقود غابت عن قلوب الناس.. وأصبح لاعب كرة القدم والمطرب والممثل أهم منها في مختلف المجالات...؟!
غابت فلسطين.. وبات النقاش حول الأثر النفسي لفستان الممثلة الفلانية أولى..؟!
بل اسمحوا لي أن أصحح الكلام لأقول... غيّبت فلسطين وقضيتها فوصلنا إلى ما وصلنا إليه..؟!
أننا ننادي بإعادة فلسطين وقضيتها إلى القلوب والعقول والنفوس قبل إعادتها إلى شاشات الإعلام وإلا - بكل خزي - سنبقى كما نحن أمة تقول وتقول وتقول .. ثم تنام بل وتتلذذ بنومها ولا تعمل ...؟!


bahaasalam@yahoo.com