بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الأول 2017 12:03ص أن نعيش في سبيل الله

حجم الخط
يقول الله وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وهذا الخطاب في الآية الكريمة هو خطاب عامٌ لكلّ المسلمين، وهكذا ينبغي أن تكون جميع أعمالنا وأفعالنا لخالقنا سبحانه فلا نؤدي شيئاً من العبادة والقصد والتوجّه إلا له – جَلّ وعزّ- ؛ فلا ندعو إلا الله، ولا نسأل إلا الله، ولا نعطي إلا لله، ولا نتوكل إلا على الله، ولا نصلي إلا طاعة لله ولا نفعل أي أمر من أمور حياتنا إلا لله تعالى،  وهكذا يتحقق المفهوم الشموليّ المتكامل للعبادة في دين الإسلام لأن الإسلام كلٌ لا يتجزّأ.
و من هنا نقول أنه ما تراجع المسلمون في مختلف جوانب حياتهم إلا حينما فصلوا حياتهم وممارساتهم اليومية عن الدين فتحولت العبادة إلى عادة وساءت تصرفاتنا وسلوكياتنا وساد الظلم و الفجور و التفلت مختلف جوانب الحياة.. 
فالعبادة هي ما أمر الله به ورسوله تقرباً إلى الله، وابتغاءً لثوابه، بينما العادة هي ما اعتاده الناس فيما بينهم من سلوكيات أو أفعال أو مطعم ومشرب وملبس ومعاملات وما شابه، والعبادات الأصل فيها المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنها من العبادات، بينما العادات الأصل فيها الحل إلا ما قام الدليل على منعه.
أما خطورة تحول العبادة إلى عادة فهي أنها تنزع الإخلاص من نفس العبد، وانها تفقد العبادة أثرها العملي والسلوكي، وأنها مع مرور الوقت تصبح العادة أشد صلابة في نفوس بعض الناس وربما من العبادة..؟!
إن الواجب الديني والإنساني يخبرنا أنه لا سبيل للخلاص من هذه الفجوة الحضارية التي نعيش فيها إلا من خلال العودة الصادقة والمتعلمة والواعية إلى دينننا الحنيف.. 
عودة إلى الأصل لا إلى العادة.. 
إلى القرآن والسنة لا إلى عادات موروثة من الأهل والأجداد...
عودة إلى صحيح الدين في زمن انتشر فيه الفساد حتى أصبح حلما يسعى الجميع إليه..؟!



أخبار ذات صلة