بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2017 08:52ص أيّتها المسلمة.. ماذا بعد الحجّ؟!

حجم الخط
سؤال يطرح كل عام بعد موسم الحج… لماذا تحج كثير من النساء ثم إذا ما عادت إلى بلادها عادت وكأن شيئا لم يكن..!؟
هل هي فعلا مشكلة خاصة بتلك المرأة ومثيلاتها.. أم يا ترى هي ثقافة عامة ابتلي بها الرجال والنساء والمجتمع عموما في بلادنا..؟!
الحقيقة.. أن الأمر أصبح صفة عامة تعدت المظاهر والأشكال الخارجية ووصلت إلى العقول والمفاهيم حتى استقرت واستوطنت النفوس، فأصبح الحاج وللأٍسف الشديد – لكثير من الرجال ومن النساء- مجرد لقب يسبق اسمه ولا نرى أثرا فعليا أخلاقيا واجتماعيا وسلوكيا له..!!
وهذه المشكلة ليست خاصة بفريضة الحج فحسب، بل هي بلوى عامة عمت كل أمور العبادة حتى أصبحنا نرى المصلي ونرى المزكي ونرى قارئ القرآن ونرى غيرهم بأفعالهم وسلوكياتهم يناقضون ما يقومون به من عبادات، وبالتالي صدق فينا قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}..
والمشكلة ليست فقط في حدوث هذا الأمر واستقراره في نفوس الكثيرين، ولكن المشكلة الأكبر أن هذا الأمر بات مقبولا ومتعارفا عليه من قبل الجميع، مما يعني أنه لم يعد فينا نفوس لوامة تسعى دائما إلى مراقبة الله والحفاظ على مفاعيل العبادة التي تؤدى!!
المشكلة الحقيقية أن هذه التجاوزات باتت مقبولة في المجتمع… وباتت أمرا عاديا لا شيء فيه، ومع مرور الوقت تشوهت معاني العبادة في النفوس والأذهان وانقلبت أهدافها…
فأصبح الحج عبادة خاصة بكبار السن…؟!
وأصبح الحجاب مرتبطا بمن هن فوق الخمسين أو الستين فقط..؟!
وصلاة الجماعة والتزام دروس المسجد لمن وصل إلى سن التقاعد..؟!
وهكذا تطور الأمر سلبيا… حتى صورنا الإسلام وكأنه دين العجزة وكبار السن والمرضى واليائسين..!!
أيها المسلمون جميعا… إن العبادة في الإسلام ليست مناسبة لتجديد «الطاقة الشريرة في النفوس»، بمعنى أن الحج مثلا ليس سببا في أن يعود المسلم إلى ارتكاب الذنوب من جديد تحت ستار أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه…!؟، بل هي مناسبة للتأكيد على الحياة الجديدة التي بدأ فيها الإنسان المؤمن بقلبه وأعماله وأفكاره ويسعى لبقائها نقية صافية خالية من كل الشوائب..
إذن.. مشكلتنا أبعد من كونها مشكلة أعمال ظاهرة أو سلوكيات واضحة، هي مشكلة فهم أعوج انتشر لسنوات عديدة حتى بات هو الأصل وبات الأصل منبوذا، والمطلوب اليوم أن نعود جميعا إلى الفهم الصحيح لمقاصد العبادة في الإسلام حتى تكون أعمالنا وعباداتنا مقبولة بإذن الله تعالى…