بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تموز 2020 12:01ص أيها المسؤولون... نعوذ بــالله منكم..؟!

حجم الخط
إلى كل مسؤول في بلادي المنكوبة...

وإلى كل من يدّعي زورا وبهتانا أنه مشارك في تحمّل مسؤولية ما في وطننا..

بكل صدق أقول لك...

أسأل الله تعالى أن يجزيك في الدنيا والآخرة ما تستحق جرّاء ما يعاني منه كل مواطن لبناني..؟!

فالواحد منا اليوم بات لا يختلط مع أحد من الناس ولا يسأل عن مشاكلهم أو يستفسر عن أوضاعهم إلا ويشعر بالهمِّ والحزن والحسرة على ما أصابهم...

وإذا استطاع أن يصل إلى مدّعيي المسؤولية.. والمطالبة بتحرّك لوقف الهم والحزن والظلم عن الناس ومساندتهم لرفع ما يعانون عنهم... وجد تحايلا.. بل قل تهرّبا من المسؤولية... أو حتى جُبنا... أو بخلا في كل عمل وفي كل إصلاح...؟!؟

بل وإن أصرّ على المطالبة بالإصلاح أو التقدّم أو العمل لما فيه منفعة الناس وجد أن (الكتل الطفيلية) التي (تمركزت) و(تمترست) ثم (تبغددت) و(تغطرست) حتى سيطرت، ثم تحالفت وكوّنت ما يعرف بـ (الردّيدة) والمطبلين... وجدهم يرمقونه بنظرات الحزن والأسى على ما سيؤول إليه حاله لأنه... فقط فكّر في إصلاح أمر الناس...؟!

ولذا.. ولما انقلب حال الناس وأيضا حال القائمين على أمرهم إلى هذا الأسلوب (الأعرج)، وساد أهل (اللا...) في كل شيء، وسيطر (اللامناسبون) و(اللامهيئون) (واللامستحقون) على المناصب والكراسي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وفي كل المجالات، ثم غرّتهم المراكز فجعلوها لخدمة مصالحهم الخاصة من خلال تسخير جهد وحقوق الناس لهم و(لأزلامهم)... بعد أن كانت إشرافا على إعادة الحق لأهله.. وبعد كل هذا.. ماذا كانت النتيجة...؟!؟

كانت المحصلة أن وقع أغلبية الناس - الذين من المفترض أن يُسْأل عنهم من قبل هؤلاء - وقعوا أسرى في سجن (ضغوطات الحياة الصعبة).. فراحوا يبحثون عن بديل فلم يجدوا...

بحثوا عمن يؤمّن لهم ولعائلاتهم فرص العمل.. فلم يجدوا...؟!

بحثوا عن مأوى لأبنائهم.. فما وجدوا..؟!

بحثوا عن مسكن لابن يرغب بالعفة والزواج والستر.. فلم يجدوا..؟!

بحثوا عن علاج لآبائهم وأمهاتهم... فلم يجدوا..؟!

نعم.. لقد بحثوا.. ثم بحثوا... ثم بحثوا.. فما وجدوا في النهاية سوى أبواب الدائنين... فأخذوا منها.. بنوك ربوية أو غيرها... صناديق تسليف أو ما شابه... مؤسسات قروض وما شاكلها.. ليس المهم... (المهم أن أعالج ابنتي المريضة)... و(المهم أن يسترني سقف منزل) و(المهم ألا أنام وأنا أسمع أبنائي يبكون من الجوع)...؟!؟

ونعم.. وقعت الناس تحت غلبة الدين... وقهر الجوع... وتحكّم بها كل أصناف الرجال من هنا ومن هناك... فأهانوا كرامتها وأساؤوا معاملتها وشهروا بسيرتها واستغلّوا حاجاتها...؟!

ولم لا.. والناس تأكل من صنع غيرها... وتلبس من نتاج غيرها... وتستهلك صناعات غيرها... بل إنها حتى تفكر بعقل غيرها... وتطبق ما يأمرها به غيرها...؟!

أيها القارئ الكريم... هذا ما أفهمه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه (اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)...

فيا ترى هل فهمه غيرنا ممن هم من أهل (اللا....)..؟!؟