بيروت - لبنان

26 شباط 2019 12:05ص إدانات واسعة لأحداث المسجد الأقصى: المجتمع الدولي مُطَاَلب بتنفيذ قراراته لوقف إنتهاكات دولة الإحتلال المتتالية

حجم الخط
أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية، أن لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في القدس قررت إغلاق «باب الرحمة» بهدف ترميم المصلى قبل أن تضع قوات الاحتلال يدها على المكان. 
وأوضح الشيخ صبري في تصريح أن قرار الأوقاف يأتي لتهدئة الأوضاع ولتفويت الفرصة على قوات الاحتلال والمتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستدركاً بالقول «سنبقى متواجدين في مصلى باب الرحمة ونؤدي الصلوات ونحن مستعدون لأي سيناريو قد تقدم عليه قوات الاحتلال».
ولفت إلى أن افضل طريقة للحفاظ على انجاز إعادة فتح باب الرحمة هي استمرار التواجد وشد الرحال تجاه المصلى، إضافة إلى تشكيل ضغط عربي وأردني لمنع تدهور الأوضاع في الأقصى.
وكشف الشيخ عكرمة صبري عن وجود أنباء تتحدث عن أن قوات الاحتلال وافقت على أن تتولى وزارة الأوقاف الأردنية ترميم مصلى باب الرحمة لأنه مهجور منذ عام 2003، لافتاً إلى أن المقدسيين سيُعيدون المصلى كما كان في السابق. 
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغلقت صباح السبت بشكل مفاجئ مصلى باب الرحمة، بحجة وجود احتكاك كهربائي، الأمر الذي نفاه الشيخ عكرمة صبري، كما تمكن المقدسيون الجمعة من الدخول إلى مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، وذلك عقب قيامهم بإزالة السلاسل الحديدية عن بواباته، لأول مرة بعد إغلاقه عام 2003 من قبل قوات الاحتلال.

أدعيس
{ من جانبه، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف إدعيس: إن حملة الاعتقالات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي وطالت رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائب مدير الأوقاف في القدس الشيخ ناجح بكيرات صباح يوم الأحد، ما هي إلا تعبير عن الفشل والأزمة التي يعيشها الاحتلال بعد النجاح الهام الذي حققته جماهير القدس وأوقافها في لحمتهم ووحدتهم في فتح أبواب مصلى باب الرحمة التي أغلقها هذا الاحتلال من العام 2003.
وأكد إدعيس في بيان، أن خطوة الاحتلال هذه في اعتقال مسؤولي الأوقاف، التي سبقتها بأيام قليلة اعتقالات في صفوف عشرات المقدسيين، تنذر بنيّة هذا الاحتلال في انتهاكات قادمة وخطيرة لن يعرف المدى الذي قد يصل إليه، والذي قد يعرض سيادة الأقصى بكافة ساحاته ومساجده للانتهاك، وتكريس ما يعمل عليه منذ فترة طويلة بتقسيمه زمنياً ومكانياً، في محاولة لسحب نموذج المسجد الإبراهيمي الذي يمر على المجزرة التي قام بها مستوطن مجرم، كما يمرّ على تقسيمه في يوم غد 25 عاماً.
وحذر وزير الأوقاف من نذر المرحلة القادمة التي يدفع هذا الاحتلال بحكومته اليمينية، وأحزابه المتطرفة باتجاه تصعيد الانتهاكات والاقتحامات، الأمر الذي يسير بخطى حثيثة نحو حرب دينية تحمل من الخطورة الشيء الكثير على المنطقة بأسرها.
وطالب إدعيس أبناء الشعب الفلسطيني بشد الرحال إلى المسجد الأقصى لدعم إخواننا المقدسيين في وقوفهم في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها.
حنا
{ من جهته عبّر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس عن شجب واستنكار اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الاقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين، موجها التحية للاخوة المرابطين في ساحات المسجد والذين يتصدون لهذه الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة والمتواصلة بحق مدينتنا المقدسة ومقدساتنا . 
وقال: كما اننا نقف الى جانب اخوتنا في مجلس الاوقاف الاسلامية والذين يدافعون عن المسجد الاقصى وباحاته بما في ذلك باب الرحمة المستهدف بشكل مباشر، فما يحدث في باحات المسجد الاقصى انما هو امر خطير للغاية حيث ان سلطات الاحتلال تسعى لفرض وقائع وحقائق جديدة على الارض مستغلة الوضع العربي المترهل والانحياز الامريكي اللامحدود».
وأكد «اننا ومن قلب مدينة القدس نؤكد كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين بأننا شعب واحد هكذا كنا وهكذا سنبقى والتعديات التي تستهدف المسجد الاقصى انما تستهدفنا جميعا ونحن نقف الى جانب اخوتنا في هيئة الاوقاف الاسلامية رافضين اجراءات الاحتلال بحق هذا المسجد وبحق باب الرحمة بشكل خاص والذي تم استهدافه في الاونة الاخيرة» .
وختم: «كما تستهدف الاوقاف الاسلامية وخاصة المسجد الاقصى هكذا أيضا تستهدف اوقافنا وعقاراتنا المسيحية، ولذلك وجب علينا جميعا ان نكون في خندق واحد وان نكون عائلة واحدة كما كنا دوما لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن مدينتنا وعن مقدساتنا واوقافنا المستهدفة والمستباحة».
التعاون الاسلامي
 { في السياق نفسه دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والإقدام على إغلاق باب الرحمة، والاعتداء بوحشية على المصلين المتواجدين في باحاته، في استفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية، وانتهاكٍ صارخٍ للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأكدت المنظمة مجدداً على أن المسجد الأقصى المبارك هو مكان عبادة خاص بالمسلمين وحدهم، وحملت إسرائيل، قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الاعتداءات المتكررة التي تغذي الصراع الديني والتطرف وحالة عدم الاستقرار في المنطقة.
كما دانت المنظمة مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 4416 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة على أن كل المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أرض دولة فلسطين المحتلة تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لاسيما القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 23 كانون الاول 2016م.
ودعت المنظمة، في الوقت نفسه، المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى إنفاذ قراراته وممارسة مسؤولياته تجاه حمل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على وقف انتهاكاتها المتتالية والالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وتدين الاعتقالات
وفي سياق متصل أدانت منظمة التعاون الإسلامي أيضا اعتقال السلطات الإسرائيلية لرئيس مجلس الأوقاف في القدس عبد العظيم سلهب، والمدير السابق للمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات، وإبعادهما عن الأقصى، مستنكرة في بيان: «اعتداءات إسرائيل، قوة الاحتلال، وممارساتها ضد الرموز الدينية في مدينة القدس».
واعتبرت إقدام «إسرائيل» على اعتقال وإبعاد «سلهب» و«بكيرات» في القدس يأتي «استمرارًا لسياسات التهويد التي تستهدف مدينة القدس المحتلة وترهيب أهلها المرابطين».
وحمّلت المنظمة «إسرائيل المسؤولية عن تبعات استمرار انتهاكاتها للأماكن المقدسة واعتداءاتها على حقوق الشعب الفلسطيني».
وطالبت «المجتمع الدولي بالتحرك فورًا لحمل إسرائيل على وقف اعتداءاتها المتكررة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة».
يذكر أنه فجر الأحد الماضي اعتقلت شرطة الاحتلال «سلهب» و«بكيرات» من منزليهما بالقدس لعدة ساعات قبل أن تفرج عنهما، وتقرر إبعادهما عن الأقصى، لمدة 7 أيام، دون عرضهما على المحكمة.