خاص «اللـــــــواء»:
أثار «البانو» الذي تمَّ تعليق كتابات مغلوطة فيه على ان أصل المسجد كنيسة والتي تزوّر تاريخ الجامع الكبير في وسط بيروت ردود فعل شاجبة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية حيث اعتبرته الأوساط البيروتية تزويراً لتاريخ بيروت وللمسجد وصادر عن جهة لا علم لها بتاريخ العاصمة مطالبين بلدية بيروت وشركة سوليدير بإزالتها فوراً وبفتح تحقيق لمعرفة من يقف وراء المعلومات المغلوطة.
الدكتور حسان حلاق
ولهذه الغاية أصدر الباحث الدكتور حسان حلاق بياناً موجّهاً إلى رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني تضمن فيه الحقيقة التاريخية لبناء المسجد معتبراً انه وللمرة الأولى يجري هذا التزوير الذي لا مبرّر له، وجاء في البيان الآتي:
سعادة الأستاذ جمال عيتاني المحترم
تحية طيبة،
منذ 1440 سنة لم يتم تزوير تاريخ الجامع العمري الكبير كما يتم اليوم ولم يجرؤ أحد من قبل على كتابة هذه المعلومات المغلوطة والتي تتضمن حذف تاريخ العرب والمسلمين من بيروت، منذ ما قبل المماليك المسلمون افتتحوا بلاد الشام ومن بينها بيروت عام 14 للهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وقد ابتنوا مسجداً صغيراً لأداء صلواتهم ولا يعقل أن لا يكون لهم مسجداً منذ دخولهم الى بيروت.
لقد حوّلوا معبد وثني قديم الى مسجد صغير ثم بدأ الخلفاء والولاة يوسّعون في هذا المسجد سواء في العهد الأموي أو العباسي أو الفاطمي أو الزنكي أو الأيوبي.
أين كان يصلي المسلمون منذ دخولهم الى بيروت ولفترة تمتد مئات الأعوام الالتباس الحاصل منذ سنوات طويلة هو ان الجامع العمري الكبير الذي صلَّى به المسلمون لمئات السنين احتله الافرنج الصليبيون لسنوات فحوّلوا الجامع لكنيسة ولكن بعد انتصار المماليك على الصليبيين نهائياً في عام 1291 في عهد الأشرف خليل بن قلاوون أعاد المماليك الجامع كما كان خلال مئات السنين أي أعادوه مسجداً كما كان.
من هنا يظن الجاهل بالتاريخ بان المماليك حوّلوا الكنيسة الى مسجد ولا يدرون بأن الكنيسة الصليبية كانت أساساً مسجداً وليس العكس.
ان المؤسسات الرسمية التي شاركت بوضع اللائحة أي «البانو» التي تضمنت تزويراً لتاريخ المسجد بانه كان كنيسة والمماليك حوّلوه الى مسجد يتحمّلون مسألة هذا التزوير والنتائج المترتبة عليه. لأنه لأول مرة في تاريخ الجامع العمري الكبير يجري مثل هذا التزوير الذي لا مبرّر له في وقت نسعى جميعاً لتكريس مبدأ العيش المشترك، مبدأ الإمام الأوزاعي رضي الله عنه.
مع احترام وتقدير.
... وبعد طلائه باللون الأحمر اعتراضاً
ردَّ المهندس عيتاني
ولاحقاً ردَّ المهندس عيتاني على البيان وأشار توضيحاً لما نشر من معلومات عن الجامع العمري الكبير بان من وضع «البانو» أمام الجامع العمري الكبير ومن وضع المعلومات حوله هي شركة سوليدير وليست بلدية بيروت فاقتضى التوضيح.
«البانو» الاستفزازي لم يسلم من آثار الأخبار المتداولة حيث تمّ طلاء المعلومات باللون الأحمر ولاحقاً تمّ إزالته بالكامل مع ما تضمَّن من معلومات.
وقد أبلغ شيخ القرّاء الشيخ محمود عكاوي الدكتور حلاق في وقت لاحق بان اللوحة المتضمنة تزويراً لتاريخ الجامع العمري الكبير قد أزيلت.
«البانو» بعد إزالته بالكامل