بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيار 2018 12:05ص إلى الطلاب وأهلهم على أبواب شهر الصوم

الإمتحانات لا تبرِّر الإفطار وعلى الأهل التوعية والإرشاد

حجم الخط
يطل علينا شهر رمضان في هذا العام بأيام حارة وأيام التحضير للامتحانات سواء المدرسية أو الرسمية ولذلك وكثيرون هم الذين يتمنون ان يمضوا رمضان بعيداً عن الدوام المدرسي والواجبات البيتية إذ يشكو البعض من عدم التركيز مع المعلم أثناء الشرح بسبب الصيام، ويتحدث البعض الآخر عن عدم الإمكانية في التوفيق بين تأدية العبادات في رمضان وتأدية الواجبات المدرسية وبهذه الحجج الواهية بعض الأمهات تطلب من أبنائها الإفطار في رمضان خوفاً من أن يشق عليهم الصيام مع الدراسة.
هذه الظاهرة نسمعها من الكثير من الأمهات اللواتي يقوم أولادهن بالتحضير للامتحانات الرسمية أو إمتحانات نهاية العام الدراسي.
كيف نحقق التوازن بين الواجب الديني والواجب الدراسي؟.
هذا ما سنطلع عليه بتحقيقنا التالي:

{ السيدة رنا عيتاني قالت: انها ستشجع أبناءها على صيام شهر رمضان رغم انه لديهم امتحانات رسمية وامتحانات نهاية العام الدراسي، ولكنها ستعتمد على برنامج وضعته لهم يساعدهم على الصيام والدراسة بشكل طبيعي، ولا يشعرهم بالتعب من الاثنين، وتقول ان الله سبحانه وتعالى يجزي كل إنسان حسب نيته وتتمنى التوفيق لابنائها في الامتحانات.
{ اما السيدة نوال. ش. فترى انها لا تجبر صيام أبنائها شهر رمضان وخصوصاً بوجود امتحانات ومناخ حار لأن ذلك سيؤثر على تفكيرهم ونشاطهم.
وتستطرد قائلة: ان الله غفور رحيم.
الشيخ وسيم مزوق
{ وفي هذا الإطار قال رئيس دائرة الفتاوى الشيخ وسيم مزوق:
- لقد أكرم الله تعالى هذه الأمة أمة سيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم  بنعمة شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن حيث يكتب لصائمه الأجر العظيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه». متفق عليه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: «المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى». وقال الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية النّاس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص.
واضاف: احتساباً أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه. ا هـ. وهنا لا بدّ أن نشير إلى قضية مهمة ألا وهي عدم استثقال العبادة والتأفف منها أو التضجر أو التكاسل أثناء القيام بالعبادات خاصة الصيام ولو كان لدينا عمل شاق أو دراسة سواء في المدرسة أو الجامعة، لأن من وجب عليه الصوم لا يجوز أن يفطر إلا إذا وجد العذر والمبرر الشرعي من مرض أو سفر أو.. وفق الضوابط الشرعية المذكورة في كتب الفقه، ففي هذا العام يأتي شهر رمضان والطلاب في المدرسة بل في فترة الامتحانات، وتأتينا الأسئلة من الطلاب والأهل إلى أمانة الفتوى في دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية حيث يسألون عن حكم الأفطار وعدم الصوم في رمضان بسبب الدراسة والامتحانات المدرسية والرسمية... فنقول لهم لا يعتبر ذلك من المبررات والأعذار الشرعية التي تسمح لكم بالإفطار بل على العكس الصوم يُساعد على التركيز وتنشيط الذاكرة ولا يؤثر على القدرات الذهنية، كل ذلك أثبته العلم الحديث ولكن البعض من المسلمين يقع في الواهم حيث يتبادر إلى ذهنه أن الصيام سيضعفه ويسلب قوته وإذا نظرنا إلى الدراسات العلمية الطبية نجد الفوائد العظيمة للصوم، فعلينا أولاً أن لا نستسلم إلى تلك الأوهام وأن لا نثبط العزائم.
وأشار إلى دور الأهل قائلاً: هنا دور الأهل بالتشجيع على الصوم وبيان الأجر والثواب العظيم لأولادهم عندما يصومون لأن بعض الآباء والأمهات يريد أن يُبرّر الإفطار لابنه في رمضان ويكون هذا الابن شاباً قوي البنية متعللاً بالامتحانات.
ثانياً: على المسلم أن يطبق السنة ويتبع هدي الحبيب  صلى الله عليه وسلم  بالاستعداد إلى رمضان وذلك بتدريب نفسه على الصيام بواسطة صوم النافلة الاثنين والخميس والأيام البيض... وخاصة أن يكثر من صيام شهر شعبان فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. قال: ذلك شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه النسائي.
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: «قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط».
ثالثاً: يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويطلب من الله تعالى المدد بأن يمده بالقوة والصحة والتوفيق في الدراسة وغيرها، قال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وأن يحصّن نفسه من وسواس الشيطان ومن النفس الأمارة بالسوء التي تزين له المعاصي ومن ذلك الإفطار عمداً في رمضان بغير مسوغ شرعي.
رابعاً: إدارة الوقت وتنظيمه، فالسهر المفرط وتضييع الأوقات بالأشياء الغير نافعة تهدر الوقت فلا يستطيع الطالب إنجاز الوظائف المدرسية أو الجامعية أو لا يستطيع التحضير للامتحانات بشكل جيد لأنه لم ينظم وقته ولم يقم باختيار الوقت المناسب للدراسة، يقول أحد أهل الاختصاص في المجال التربوي والصحي: «الفترة التي تعقب الإفطار بساعتين هي الفترة الذهبية للمذاكرة، وكذلك الفترة التي تعقب صلاة الفجر (لأنه لا يشعر بالجوع والعطش وقتها). وقال: إن على الأسرة ألا تضع شهر رمضان بمعزل عن المذاكرة بدعوى عدم الإثقال على أبنائها، مؤكداً أن رمضان يتمتع بأجواء روحانية ومثالية لصفاء القلب والذهن والروح، مما يجعله فرصة لا تفوت للمذاكرة».
خامساً: الاعتدال والتوازن، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}، فالمؤمن يوازن بين كل شيء في أمور حياته، ومن ذلك التوازن والاعتدال بين العبادة والمذاكرة والدراسة والعلاقات الاجتماعية كتأدية الصلوات في وقتها وتلاوة القرآن ومتابعة بعد البرامج النافعة والهادفة.
سادساً: قراءة الآيات القرآنية قبل البدء بالمذاكرة: وهذه طريقة مجربة حيث أثبت الباحثون في الإعجاز بالقرآن أن قارئه يتمتع بذاكرة أكبر من غيره وشهر رمضان هو شهر القرآن.
وإختتم قائلاً: أقول على المسلم أن يكون نشيطاً مجتهداً عبادة ودراسة يث لا يوجد تعارض بين الصوم والدراسة كما بينا في النقاط السابقة علماً أن المسلمين نصرهم الله تعالى في غزوة بدر وغيرها خلال شهر رمضان المبارك، فشهر رمضان شهر العمل والجد والاجتهاد والانتصار على النفس لا شهر الكسل والخمول والفشل والاستسلام للشهوات والتقاعس عن العبادات والافطار بسبب الدراسة والامتحانات.