بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2020 12:02ص إلى متى سنبقى نائمين..؟!

حجم الخط
تعالوا معا أيها السادة نستعرض إنجازاتنا الدينية والثقافية والاجتماعية وغيرها كمسلمين في لبنان خاصة على مدى أكثر من ثلاثين أو أربعين سنة مرَّت.. ما الذي قدّمناه وما الذي تركنا فيه بصمة مشرقة..؟!

حين نفكّر ونراجع.. سنفاجأ أننا فعلا - وليس تهجّما - لم نقدّم شيئا يذكر على أي من الأصعدة التي ذكرناها..!؟

فثقافيا... ازدادت الهوة مع المثقفين وأصبح كل مثقف مشروع «كافر» في نظرنا كمسلمين... فهجرنا الثقافة بكل معانيها النبيلة حتى خلت ساحاتها من أعمالنا وإبداعاتنا..؟!

واجتماعيا... لا أثر لأعمالنا في أي ميدان اجتماعي، اللهم إلا بعض النشاطات التقليدية النمطية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.. خاصة في المناسبات الدينية التي وأيضا لسوء فهمنا حوّلناها إلى احتفالات جوفاء ..؟! 

واقتصاديا... ما زلنا نلهث خلف ثقافة الاستهلاك والانفاق السلبي دون أن نبادر ولو لمرة في تحويل ثقافتنا الاقتصادية إلى ثقافة الإستثمار الإنتاجي، بل إنّا حتى في مشاريعنا الخيرية ما زالت عقلية لَمّ التبرعات مقدّمة على فكر الإنتاج المثمر الذي يؤمّن لنا بعضا من الإكتفاء الذاتي..!؟

أما على صعيد الفكر الديني.. فالأمر كارثي بكل ما للكلمة من معنى...؟!

فنحن ما زلنا إلى اليوم نرفض أي تفاعل حقيقي مع ديننا الحنيف ونأبى أي تعايش حضاري معه، وما زالت علاقتنا قائمة على استحضار الموروث الفقهي والديني عند أي مشكلة نواجهها لنبحث فيها عن حل لما نعانيه اليوم، وبدلا من أن نصنع بفكرنا وجهدنا ما يكون موروثا لأحفادنا في المستقبل كما فعل الأقدمون... فضّلنا الجلوس متكاسلين ننظّر على الناس ونكلف الأحكام حتى على النوايا.. بينما واقعنا أسود بلون الظلم الذي نعاني منه منذ سنوات..؟!

ولا يقول أحد أن الأمر صعب... لأنه يحتاج فقط إلى رؤية واضحة.. وخطة فعّالة... وعمل مخلص.. وهو ما نفتقده للأسف في بلادنا...؟!

إن ما شاهدنا على مدى سنوات طويلة من تراجع حياتي عام في كل الميادين ليس إلا إنعكاسا طبيعيا لتراجعنا في حقيقة العلاقة مع ديننا الحنيف، والمؤسف أن الاستمرار في الحالة العرجاء التي نحن فيها سيزيد التراجع تراجعا..؟!

وأقولها صراحة...

المشكلة ليست فيما مضى من سنوات ضاعت فيها أعمارنا كأمة هباء ودون جدوى.. ولكن المشكلة الحقيقية - بل مشكلة المشاكل - هي في السنوات التي ستضيع مستقبلاً منا إن بقينا على نفس العقلية ونفس الفكر ونفس «اللاعمل»... فإلى متى سنبقى نائمين...؟!



أخبار ذات صلة