بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آب 2019 12:03ص إنما يخشى الله من عباده العلماء

حجم الخط
* ما تفسير قول الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور}؟

منير عبلا - بيروت

- يُعنى بالعلماء الذين يخافون قدرة الله عزّ وجلّ، فالعالم عَلمَ ان الله عزّ وجلّ قدير، أيقن بمعاقبته على المعصية فإلتزم أوامر ربه وانتهى عما نهى الله عنه. وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» قال الذين علموا ان الله على كل شيء قدير، وقال الربيع بن أنس: من لم يخش الله تعالى فليس بعالم، وقال مجاهد «إنما العالم من خشي الله عزّ وجلّ». وعن ابن مسعود: كفى بخشية الله تعالى علماء بالاغترار جهلاً، وقيل لسعد بن إبراهيم: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أتقاهم لربه عزّ وجلّ، وعن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله عزّ وجلّ، وعن علي رضي الله عنه قال ان الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره أنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لفقه فيه ولا قراءة لا تدبّر فيها، فإن قلت فما وجه قراءة «إنما يخشى الله من عباده العلماء» بالنصب قلت الخشية من هذه القراءة استعارة والمعنى إنما يجلّهم ويعظّمهم كما يجلّ المهيب المخشى من الرجال بين الناس من بين جميع عباده وقال تعالى: (ان الله عزيز غفور) وتعليل لوجوب الخشية لدلالته على عقوبة العصاة وقهرهم وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب والمثيب حقه أن يخشى. وروي الإمام الترمذي بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم ان الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّم الناس الخير. «حديث حسن صحيح».
ويقول الإمام الفخر الرازي الخشية بقدر معرفة المخشي والعالم يعرف الله فيخافه ويرجوه وهذا دليل على أن العالم أعلى درجة من العابد لأن الله تعالى قال ان أكرمكم عند الله أتقاكم، فبيّن أن الكرامة بقدر التقوى والتقوى بقدر العلم فالكرامة بقدر العلم لا بقدر العمل، فالعالم إذا ترك العمل قدم ذلك في علمه وقوله تعالى ان الله عزيز غفور يوجب الخوف والرجاء، غفور يوجب الرجاء البالغ وقراءة من قرأ بنصب العلماء ورفع الله معناها إنما يعظّم ويبجّل، والله تعالى أعلم.
الحلفان بالباطل

* ما حكم من يكثر الحلف وفي كل مرة يقول «أكون على غير دين الإسلام ان قلت كذا» ثم يفعل عكس ما يقول؟

سامي م. - بيروت

- حرام على الإنسان أن يقول ان فعلت كذا فأنا برئ من الإسلام، فإذا قال له وأراد حقيقة تعليق خروجه عن الإسلام بذلك أصبح لديه مشكلة في إيمانه في الحال لأنه ارتكب شيئاً محرّماً، وبالتالي يجب عليه التوبة بأن يقلع في الحال عن معصيته ويندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود إليه أبداً ويستغفر الله تعالى ويبتعد كل البُعد عن هذا الأمر، والله أعلم.