عقدت اللجنة العليا لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، نهاية الأسبوع الفائت اجتماعها الثاني بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، كاشفة الكثير من التفاصيل عن مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، والذي سوف يتم إنشاؤه بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، ويعمل هذا البيت كمجتمع للتقريب والحوار بين الأديان، مما يعزّز قيم التعايش السلمي والقبول بين أصحاب المعتقدات والثقافات المختلفة.
ومن المتوقع أن يكون بيت العائلة الإبراهيمية والذي يُعد مبادرة تاريخية، مكاناً للتعلّم والفهم والعبادة، كما أنه سيكون مفتوحا للجميع، ومن المتوقع أن يشتمل هذا المجتمع على أربعة أماكن ممثلة لكل دين من الأديان السماوية الثلاثة، الجامع، الكنيسة، والكنيس اليهودي، بالإضافة إلى مكان رابع غير مرتبط بأي دين، سيكون بمثابة مركز إلتقاء لجميع الناس ذوي النوايا الحسنة، وهو ما يتيح الفرصة أمام الزائرين لرؤية الطقوس الدينية المختلفة، والاستماع للنصوص المقدسة من كل دين، وحضور البرامج والأحداث التي سوف يتم تصميمها للعرض في هذا المجتمع الإبراهيمي.
وأكدت اللجنة أن هذه المبادرة التاريخية، هي إنعكاس حقيقي لقيم التسامح والضيافة والاحتواء المعروفة عن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن هذا الاجتماع يعدّ الثاني من نوعه بعد الاجتماع الأول الذي عقد في الحادي عشر من أيلول الماضي، والذي اتخذت فيه اللجنة عددا من القرارات المهـمة، كان أبرزها دعوة الأمم المتحدة لتحديد يوم عالمي للأخوة الإنسانية، وضم الحاخام بروس لوستينج، كبير الحاخامات في المجمع العبري بواشنطن كأول عضو يهودي في اللجنة.
وقال المستشار محمد عبد السلام، أمين عام ومقرر اللجنة، إن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة في مدينة نيويورك، بالتزامن مع انعقاد الجلسة ٧٤ للجمعية العامة للأمم المتحدة، هي رسالة واضحة حول عزم اللجنة تسليط الضوء على عالمية الوثيقة، ورغبة من أعضائها في أن تؤثر الوثيقة بالإيجاب في حياة كل فرد حول العالم، مضيفاً أنه جاري التنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، للتعاون من أجل تفعيل مبادئ الوثيقة.
كما أكد العضو الجديد، الحاخام لوستيج، إن هذه الوثيقة بما تمتاز بالشمولية والقوة في التعبير عن آلام المشرّدين، وتأتى أهميتها في خلق رسالة أمل لدى المحتاجين، وتُعدّ نقطة تحوّل في التاريخ الإنساني الحديث، وفرصة حقيقية لكي يؤدّي كل منا دوره ومسؤوليته تجاه الإنسانية والإنسان، بشكل مجرّد من أي امتيازات عنصرية أو جنسية أو دينية.
وفي سياق متصل، قال محمد خليفة المبارك، عضو اللجنة العليا لتحقيق أهداف الوثيقة، إن هذه الوثيقة تُعد أبرز الوثائق الإنسانية التي تم توقيعها في عصرنا الحديث، مضيفاً أن إصرار دولة الإمارات على تحويل بنود وثيقة الأخوة الإنسانية إلى واقع ملموس، لهو امتداد للإسهامات الإنسانية التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة في نشر قيم التسامح ولم الشمل والمساواة بين البشر، كما أنه يعكس الدور الإقليمي والمحوري الذي تقوم به دولة الإمارات في نشر السلام العالمي والتقريب بين الثقافات المختلفة، وفي نهاية الاجتماع قرر أعضاء اللجنة ترجمة الوثيقة لكل لغات العالم.
زيارة النصب التذكاري لأحداث 11 أيلول
وكذلك زارت اللجنة النصب التذكاري لأحداث 11 من سبتمبر التي تعرّضت لها الولايات المتحدة الأميركية في عام 2001، والتي تُعدّ واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية التي شهدتها الإنسانية خلال الـ 18 عاما الماضية، لتكون الزيارة رسالة بأن الرغبة في السلام والتراحم والمحبة والأخوة الإنسانية هي ميثاق عمل اللجنة التي ستمضي وتجتهد في تحقيقه.
وأشار أعضاء اللجنة إلى أن وجودهم في هذا النصب التذكاري الذي شُيّد من أجل تكريم الضحايا الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم جرّاء الهجمات اللإنسانية، هو بمثابة خطوة لبعث روح الأمل نحو تغيير الواقع وبناء حاضر ومستقبل إنساني أفضل، وصلّى جميع أعضاء اللجنة كل بحسب ديانته من أجل كل ضحايا الإرهاب في العالم.