عن مُحاضرة اطلعنا عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية ومترجمة للغة العربيّة عبر فيديو مُصوّر، ألقاها البروفيسور الإسرائيلي «موشيه شارون» في جامعة بن غوريون في فلسطين المحتلة، وقد فاجأ الجميع بقوله: «إنّ الإسلام هو الدين الصحيح».
تمهيد
الإسلام هذا الدين العظيم المنتشر في جميع أنحاء العالم، والذي يجعله المسلمين ظهريّاً، وفيه تتجلى عظمة الخالق جلَّ وعلا، وما أنزله من البيّنات على رسوله الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا القرآن لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، إنْ كان على صعيد الإنسانيّة أم على صعيد الحياة الاجتماعيّة والحياة العلميّة والاقتصاديّة. لم يترك شيئاً إلا أنزله على رسوله الكريم ليبينه للنّاس بالحكمة والموعظه الحسنه والكلام الطيّب.
المسلمون الذين لم يفهموا روح الإسلام، ولم يؤمنوا بعظمه الله كان السبب في تأخّرهم، وأصبحوا في آخر الركب، إن وجدوا في آخره، وأصبحوا أعداء بعضهم يقتلون بعضهم بعضاً، ناسين أنّ مَنْ قتل مسلما متعمدا فهو خالد في النار.
تسلّم الملوك وهدفهم الأول التسلّط على تعاليم الإسلام وسحقها بحرق المكاتب وقتل من يعرفونه يتبع الإسلام الحنيف.
تسلّم الملوك المسار لإلهاء الناس بالشهوات لإبعادهم عن تعاليم الإسلام.
تسلّموا الأمر لسرقه أموال المسلمين والتنعّم بها، وترك الفقراء والمساكين يناجون أنفسهم في مجتمعاتهم الاسلامية. والعلوم التي أخذها الغرب عن الاسلام أخرجوا فيها عالمهم من الظلام إلى النور، ذاتها هذه العلوم أضاعها المسلمون وزهدوا بها ودخلوا في الظلام، حتى تعرّفنا على علمائنا من الكتب الغربية، وليس العربية كجابر بن حيان وغيره، حيث أخذوا هذه العلوم من منابع الاسلام الذي عمَّ كل شيء حتى الجزئيات والتفاصيل الصغيرة جدا على صعيد الابحاث العلمية والاخلاقية، وهي التي وصل بها العلماء إلى الفضاء.
نحن المسلمون بأمسِّ الحاجة للرجوع الى الاسلام بكافّة علومه، والتعامل بها فإنّها بين ايدينا. واذكروا آبيات قالها المرحوم الصافي النجفي أثناء احتفال بعيد المولد النبوي الشريف، يطلعنا على أحوال الامة الاسلاميّة حيث قال:
أمحمد هل لـــهذا جئت تسعى وحـــــــــــولك أمّة همل رعاع
أإسلام وتقتلهم يــــــــــــهود وآساد وتــــــــــأكلهم ضبــــــاع
ويشغلهم عــــن الجلي نزاع وهـــذا نزع مـــــوت لا نــــزاع
سننت لهم طريق المجد لكن أضاعوا نهجك السامي فضاعوا
وأحببت أنْ أنقل ما سمعته بصوت البروفيسور الاسرائيلي موشيه شارون في جامعة بن غوريون في فلسطين المحتلة، والفضل ما نطقت به الأعداء لعلّه قسما من المُحاضرة أو المحاضرة كاملة وهو كما يلي:
يقول المحاضر: «في الواقع لقد بحثتُ ووجدتُ أنّ الاسلام في القرن السابع قد تحدّث عن نظرية الانتقاء الطبيعي في اللغة العربية، نجد أن إسم محمد له عدّة معانٍ من أبرزها إسم مصطفى ومعنى مصطفى في اللغة العربية المختار. الفكرة أنّه منذ زمن آدم أوّل رجل على وجه الارض، نجد ان الله اختار افضل خلقه في كل جيل من أجيال ابناء آدم، وهي نوعا ما نظرية الانتقاء الطبيعي جيل بعد الآخر الى ان نصل الى النهاية، حيث اختار الله الافضل الأفضل الافضل وهو النبي محمد!
الله يختار ليعطيه كلمته كلمة الحق لله، وبالطبع اختاره ليكون النبي الذي ياتي للإنسانيّة كافّة بافضل نبوءة على الإطلاق. هذا هو الإسلام!
إنّ الاسلام ليس مجرّد دين فحسب كما يعتقد البعض عموماً، الاسلام هو ثقافة تشمل كل شيء! ثقافة ترتكز في معظمها على النبوّة، ثقافة ترتكز على منظومة قوانين، إنها في الاساس نظاماً قانونياً، منظومة قوانين التي تشمل كل شيء تشمل حياة الأفراد تشمل حياة المجتمع تشمل الدولة، هذا أولا.
ثانيا: الاسلام هو دين عالمي، اليهودية هي ليست دينا عالمياً مثل الاسلام، اليهودية هي فقط لـ «شعب الله المختار» ولا تخص غيرهم، واليهودية ليست موجّهة لبقيّة العالم، فهي فقط لبلد واحد صغير، في حين أن الاسلام هو الدين العالمي، وهو الدين الوحيد الذي يتصل بالعالم أجمع بالنسبة للعالم كله هو عبارة عن دولة واحدة روحيّاً.
وفي الآية 9 من السورة 61 (سورة الصف)، نجد هنا أنّ الله أرسل نبيّه محمد بدين الحق والرسالة الصحيحه وطريق الحق، وهذا ما يعني هناك حقيقه واحدة فقط، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
اليهود والنصارى يُطلِق عليهم في الاسلام «أهل الكتاب»، وهم مَنْ حرّفوا كتبهم بأيديهم، ولهذا السبب ارسل الله نبياً آخر، وهذا النبي جاء بالكلمة الأخيرة والوحيدة إلى الإنسانيّة جمعاء، وهذا هو القرآن لا شيء يمكن أن يعلو فوقه، ولهذا السبب فهذا الدين (الإسلام) خُصِّصَ ليكون في القمة فوق كل شيء، ولا شيء يعلو عليه. بالعربية يقولون الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، وهذا يعني أنّهم يتحدثون ليس فقط عن آخر الكلمة من الله، بل عن أصدق كلمة جاءت البشرية منذ القدم، والناس الذين آمنوا ماذا عليه أنْ يفعلوا.
أولئك الذين آمنوا كانوا محظوظين جداً، بل قلوبهم انشرحت وانفتحت استجابة لدعوة النبي محمد ماذا عليهم أنْ يفعلوا؟ في الحقيقة لديهم مهمة في هذا العالم أن يدعونَ العالم كله الى الاسلام، بل إلى كل الكوكب».
الحاج أحمد عجمي