بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2021 12:00ص الإفتاء المصرية تحذّر من انتشار رسالة ساخرة إلى ملك الموت

حجم الخط
علقت دار الإفتاء المصرية عن حالة من الجدل حول الحديث إلى ملك الموت، أثيرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد نشر سيناريست مصري عبر حسابه الرسمي على «فايسبوك» مخاطباً ملك الموت بتأخير قبضه للأرواح عدة أيام حتى يتمكن من التقاط أنفاسه لأنه يقوم بواجب العزاء كثيرا الفترة الأخيرة.

وتابع السيناريست ساخراً: «يا أستاذ عزرائيل... ممكن بس يومين أو حتى يوم واحد إجازة في الأسبوع.. عشان كده على آخر يناير مش هلاقي حد أعزّي فيه... ده لو حضرتك ماشرفتنيش بالزيارة».

قالت الإفتاء في بيان، إن مَلَك الموت واحدٌ من الملائكة الكرام الذين {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، أوْكل الله تعالى إليه مهمة قبض الأرواح بمراده تعالى في الوقت الذي قدَّرهُ وعلى الحال التي كتبها؛ فهو عبدٌ للّه خاضعٌ لسلطانه مطيعٌ لأمره كسائر الملائكة الكرام في الامتثال والتَّوَجُه والإذعان، قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}.

وأكدت الدار أن عقيدة المؤمن في الموت أنه حق، وأن الله كتبه على كل مخلوق؛ قال تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.

وعقيدة المؤمن أنَّ نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها، قال  صلى الله عليه وسلم: «نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رُوعِي أَنَّ نَفْساً لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ».

لا شك أن العقلاء يدركون ما للملائكة من مكانةٍ عند الله وعند المؤمنين؛ ولذا فإن العقل والنقل لا يقبلان بحالٍ النيل منهم، ولا حتى مجرد تداول سيرتهم الذكية وأسمائهم الشريفة بغير الصورة اللائقة وفي غير السياق المناسب.

وأضافت الإفتاء: إننا نُدرك ما قد يصيب الإنسان عندما يفقد عزيزاً من الاضطراب وفقد التوازن؛ وندرك كذلك عِظَمَ الفاجعة التي طالت الكثيرين هذه الأيام؛ لكن السلوى والأمان في العودة إلى الله تعالى والتعلق بأستار رحمته وسعة فضله والثقة في أن الراحة والسعادة الحقيقية إنما هي فيما أعدّه تعالى لعباده المؤمنين الصابرين من نعيم مقيم.