بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الأول 2018 12:02ص الإفتاء المصرية تختتم «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»

الإعلان عن ثلاثة مشاريع تضبط وتحدّ من ظاهرة فوضى الإفتاء

حجم الخط
أعلن مفتي مصر الشيخ د. شوقي علام خلال رعايته الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التابعة لدار الإفتاء المصرية تحت عنوان «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»، أعلن عن إطلاق الأمانة العامة لعدة مشروعات يأتي على رأسها المؤشر العالمي للفتوى، الذي تنفذه وحدة الدراسات الإستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويبين كيف يسير الشأن الإفتائي في كل دائرة جغرافية وفق أهم وسائل التحليل الإستراتيجي، للمساهمة في تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.
كما تم الإعلان عن وضع ميثاق عالمي للإفتاء بهدف ضبط حالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية والخطاب الإسلامي عمومًا، وكذلك تفعيل التعاون العلمي المشترك بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لإثراء الميثاق وإكسابه صبغة العالمية، كما أنه يعد مدونة أخلاقيات لمهنة المفتي، ومن المنتظر تقديم الميثاق للهيئات والمنظمات المعنية بأمر الإفتاء في العالم ليكون معينًا ومرشدًا للنظر الصحيح والتعامل الرشيد مع الفتاوى العالمية، وكذلك تقديمه للدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم للاستعانة به في وضع القوانين والمواثيق التي تحد من ظاهرة فوضى الإفتاء وتساعد في جعل الفتوى أداة للتنمية والاستقرار.
وكذلك إطلاق «منصة إلكترونية متعددة المهام والتخصصات واللغات»، تقدم مجموعة من المحاضرات الصوتية والمرئية والبرامج والدورات التدريبية والتعليمية والثقافية والسلوكية، كما تقدم مجموعة منتقاة من الخطب والدروس الوعظية والمحاضرات العلمية والأفلام والمنتجات الفنية التي تقدم الإسلام الوسطي باللغات المختلفة، من خلال عروض الفيديو والنصوص والمنتديات التفاعلية التي تساعد في بناء بيئة معرفية آمنة، بحيث يصبح بإمكان الدارسين والباحثين عن المعرفة الإسلامية الصحيحة الاستفادة من معارف وخبرات المتخصصين من خلال المنصة على مدار الساعة.

العبادي
{ بدوره أوضح أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، د.عبد السلام العبادي أن النظر إلى أهمية الاجتهاد في البناء الإسلامي ودوره المتميز في تحقيق مواكبة الشريعة لحاجات المجتمع الإنساني النامية والمتزايدة، يتطلب الوقوف عند حقيقة الاجتهاد، والآفاق التي يتحرك فيها، والفلسفة التي يقوم عليها، بحيث ينعكس ذلك على البرامج التي تعقد في المؤسسات العلمية من معاهد وجامعات التي تستخدم الاجتهاد وتؤكد على دوره في بناء الأحكام الشرعية.
وأضاف أن الاهتمام بالاجتهاد الجماعي يتطلب الوقوف عند حقيقة الاجتهاد والآفاق التي يتحرك فيها، والفلسفة التي يقوم عليها، كما يتطلب الدعوة إلى الاهتمام به؛ بما ينعكس على البرامج والمناهج العلمية في المؤسسات والكليات والجامعات التي تتصدى لتدريس علوم الشريعة الإسلامية والبحث فيها.
مشيرا إلى أن مسيرة مجمع الفقه الإسلامي الدولي في مجالات كثيرة تؤكد أنه دوما كان وسيبقى في خدمة البناء الفكري والعلمي للأمة، وأن مجمع الفقه الإسلامي الدولي مؤسسة إسلامية كبرى تستحق كل إشادة وتقدير ودعم، وتعريف واسع بنشاطاتها وأعمالها الكبيرة المتميزة.
عاشور
{ من جهته أكد المستشار الأكاديمي لمفتي مصر وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، د.مجدي عاشور على أن الاهتمام بقضية التجديد والإحياء في العلوم الشرعيَّة من جهة المناهج ومن جهة الأدوات والوسائل هو واجب الوقت، وذلك باعتبار أن قطاعًا من الأمة ليس بالقليل قد اعتوره خلل وانحراف في طريقة فهمه وتفكيره لهذا الدين الحنيف فذهب البعض بالأمة مذاهب الشدة والإفراط، في حين ذهب الآخر بالأمة موارد الانحلال والتفريط.
وأضاف: إن الأولوية في معالجة الحالة الدينية من خلال بعث معالم التجديد والإحياء في كافة مناحي الحياة لهذه الأمة حتى تعود إلى سيرتها الأولى، خاصة إذا كان هذا التجديد يهدف إلى قضية «تجديد التفكير الديني» أولاً قبل الفكر أو الخطاب؛ لأن الخطأ في المنهج أو الأدوات يؤدي إلى الخطأ في الثمرة أو الغايات؛ فلم ترد كلمة الفكر بمعناها المصدري- الذى هو الحدوث- في القرآن الكريم، وإنما ورد التفكر الذى يعنى إعمال العقل وأدوات الفهم في تناول النصوص الشرعية، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِكْرَ لِتُبَينَ لِلنَّاسِ مَا نزِلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يتَفَكَّرُونَ}  لافتا إلى أن هذه المعاني السامية قد اعتبرها فقهاء الإسلام عبر القرون فلم يقصروا في النظر الفقهي ولم يألو جهدًا في البحث عن حكم الشرع الشريف في كل ما يجد حصوله في واقع الناس في كل عصر، وذلك وفق القواعد العامة الموضوعة لكيفية استنباط الحكم الشرعي من النص الشريف أو ما شهد له النص الشريف بالاعتبار من الأدلة.
وأشار عاشور إلى منهج الإفتاء المصرية في الاجتهاد واعتماد الفتوى، ببيان بعض المفاهيم كالاجتهاد الجماعي ومشروعيته والتجديد في الفتوى، وكذلك الكشف عن سمات وملامح الاجتهاد الجماعي الذي تعتمد عليه دار الإفتاء المصرية ونظام إصدار الفتوى وآليته، مع الإشارة لنماذج من الفتاوى كدلائل عملية تظهر قيام دار الإفتاء المصرية بممارسة الاجتهاد الجماعي وترسيخ مسيرة التجديد والإحياء في صناعة الفتوى وعلومها.
أبو هشيمة
{ أما رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية طارق أبو هشيمة، فأكد على أن «المؤشر العالمي للفتوى» أظهر أن نسبة الفتاوى المنضبطة في العالم خلال عام كانت 87%، ونسبة الفتاوى غير المنضبطة 13% (سواء كانت متساهلة أو متشددة)، وأنه رغم أن الفتاوى غير المنضبطة تُمثل نسبة ضئيلة، غير أنها تشكل خطرًا من ناحيتين: الأولى أنها تعد سببًا وذريعة لخطابات الجماعات المتطرفة، والثانية أنها تُمثّل رافدًا من روافد الإلحاد وتفتح بابًا له في عقول الشباب.
كما لفت إلى أن (المؤشر العالمي للفتوى) يعد بمثابة الآلية لإعادة نسبة تلك الفتاوى غير المنضبطة إلى سياقها المنضبط وطريقها المستقيم، حتى لا تصدر خطابًا إفتائيًّا متشددًا أو منحلًا بعيدًا عن الحضارة الإسلامية السمحة.
وقال: «إن المؤشر العالمي للفتوى هو القادر على إعادة الانضباط للحقل الإفتائي عامة؛ وذلك بفضل ما اعتمد عليه من آليات تحليل استراتيجية حديثة وأدوات التنبؤ المستقبلي وتقويم الحالة الإفتائية من جوانبها المختلفة، كما أنه يقدم نتائج وتوصيات شديدة الدقة والأهمية لكافة العاملين بالمجال الديني والدعوي بشكل عام والإفتائي على وجه الخصوص».