بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيار 2019 12:01ص الإمساك والفجر

حجم الخط

الإمساك والفجر

* ما حكم موعد الإمساك المسجل في ورقة مواقيت الصلاة، والذي يكون عادة قبل أذان الفجر بحوالى ثلث ساعة، وهل يحرم الأكل في هذا الوقت؟


غسان سوبرة - بيروت

- يبدأ وقت الصيام من طلوع الفجر الصادق، وهو موعد آذان الفجر، إلى غروب الشمس، وهو موعد أذان المغرب؛ لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]، ويسن الأذان الأول للفجر من باب الاحتياط للعبادة، والأصح أن يُطلق عليه اسم الأذان الأول، وليس الإمساك، وهو يدل على قرب دخول وقت أذان الفجر الثاني(الصادق)؛ كي يأخذ المسلم الحيطة والحذر، ويستعد لترك الأكل والشرب والمفطرات إن كان يريد الصوم، وبناءً على ذلك؛ يجوز للمسلم أن يستمر في الأكل والشرب إلى أذان الفجر، ولا يحرم عليه الطعام والشراب، إلا إذا دخل وقت الأذان، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ، أَوْ أَحَدًا مِنْكُمْ، أَذَانُ بِلالٍ مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ أَوْ يُنَادِي بِلَيْلٍ، لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ» [صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان قبل الفجر]. أما الإمساك قبل هذا الوقت فهو بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان، ولا دليل على اعتباره من كتاب ولا سنّة، فعن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا، وَاشْرَبُوا؛ حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» [صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان قبل الفجر]، وأذان بلال هو الأذان الأول، وأذان ابن أم مكتوم، هو الأذان الثاني، أي أذان الفجر الصادق الذي يبدأ به وقت صلاة الفجر، والله تعالى أعلم.


صيام قاطع الرحم



* ما حكم صيام قاطع الأرحام؟

ناجي الحكيم – بيروت

- صيامه صحيح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها)، بمعنى أنه يسقط إثم ترك الصوم عنه، فلا يعذب عليه، كما يعذب المفطرون عمداً، لأنه عبادة مستقلة، وصلة الرحم عبادة أخرى، ولكن الأصل في عبادة الصيام أنها تحثّ على صلة وشائج الناس بعضهم ببعض، وخاصة الرحم، ويُعَدُّ هذا من ثمار عبادة الصيام، التي يتعالى فيها الإنسان عن حظوظ النفس وشهواتها من أجل الله تعالى، وليعلم قاطع الرحم أن ثواب صيامه في خطر، والله أعلم.