بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2017 12:03ص التصحُّر العاطفي يَنشَط في بلادنا..؟!

حجم الخط
حين أقرأ قول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} أدرك تمام الإدراك أن العلاقة بين السكن والمودة والرحمة وبين استمرارية نجاح هذا الزواج هي علاقة تأثر وتأثير، فكلما تحقق معيار التوازن في تطبيق هذه القيم ضمنت الأسرة المسار الصحيح في المنزل..ومن هنا نقول وبصوت عالٍ مطالبين كل من يرى في نفسه المسؤولية التحرك الفوري لإنقاذ الأسر في بلادنا من عاصفة التصحر العاطفي التي تضرب بقوة..؟!
فالمراقب المتفحص لعدد كبير من الأسر والعائلات في مجتمعنا يرى دون أي جهد أن العلاقات الزوجية قد فترت حتى كادت أن تندثر، فما بين ضغوط الحياة وتغير أنماط المعيشة والضائقة الاقتصادية والغلاء المستشري والتخبط الفكري والاجتماعي المحيط بنا انهدم كثير من أواصر المودة بين الأزواج ودخلت البيوت في أنفاق البعد النفسي المظلمة.
و«زاد الطين بلة» سوء استخدامنا لتقنيات التواصل الحديثة التي بدلا من أن نستثمرها للتقريب كانت سببا في البعد والهجر النفسي و العاطفي بين الأزواج بل وبين أفراد البيت الواحد...!!
وفي خضم هذه المعركة الشرسة التي تتعرض لها الأسرة تغيب بشكل شبه تام دورات التوعية الدينية والإرشاد الأسري التي تعزز منظومة الأسرة والزواج في بيوتنا، وبالتالي أصبحت البيوت في مهب الريح عند كل مشكلة أو سوء تفاهم...
والأسوأ من كل هذا.. أن التقصير الواضح من قبل عدد غير قليل من الدعاة في هذا المجال قد أدى إلى استقرار صورة سلبية عكست مفهوم الدين في نفوس الأشخاص وكأنه خال من المشاعر والأحاسيس الطيبة وغير مراعية للمتطلبات النفسية لكل فرد من أفراد العائلة..
أيها السادة... إن الأسر في بلادنا تعاني من «عطش مشاعري» إن صح التعبير...
تحتاج إلى تنمية الأحاسيس النبيلة في مختلف مراحلها..
وتطالب بمن يوضح لكل فرد منها ما هو الدور المطلوب منه حتى تشعر كأسرة بحقيقة وفعالية وجودها..
لقد أصبحنا بكل أسف في زمن... 
نرى فيه الأب غائبا ... والأم مشغولة ... والأولاد مشتتين.. وإن جمعهم شيء فليس أكثر من مجموعة على الـ»واتساب» يتبادلون فيها الرسائل والصور المضحكة...؟!


bahaasalam@yahoo.com