بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تموز 2023 12:00ص التصريحات المندّدة بحرق القرآن الكريم مستمرّة.. الردّ الأفضل على هذه التصرّفات الاستفزازية هي أن نعيش القرآن فكراً وخُلقاً وعبادة

حجم الخط
ما زالت ردود الأفعال تتوالى على جريمة القرآن الكريم التي حصلت في السويد، حيث عبّر عدد من العلماء على ضرورة اتخاذ موقف حاسم وخطوات فاعلة لمنع تكرار هذه الجريمة في المستقبل، كما دعوا إلى وضع الأطر القانونية العالمية حيّز التنفيذ والالتزام بها لمنع أي خطوات مماثلة.
وعبّروا خلال تصريحات خاصة لـ(اللواء الإسلامي) أن هذه الجرائم ترفع من منسوب الإسلاموفوبيا التي يريد البعض أن تنتشر في أوروبا عبر تصوير المسلمين بصورة عكس ما هم عليها في الحقيقة، وكل ذلك يصبُّ في خانة أهداف خبيثة تبحث عن الصدام بين الشعوب بدلا من التعاون.

عريمط

فعلى أثر تكرار حرق المصحف الكريم في السويد والدنمارك وفي بعض الدول الغربية، قال القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، ان تكرار الاعتداء على المقدّسات الإسلامية وآخرها حرق المصحف الكريم في السويد والدنمارك وأحيانا في بعض الدول الأوروبية وأميركا يؤكد على تنامي العنصرية ومعاداة الحرية وحقوق الإنسان، وكذب الشعارات الفضفاضه التي ترفع في هذه الدول الغربية، والتي تدّعي التسامح والديمقراطية وحقوق الانسان؛ والظاهر بانهم يعنون حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في بلادهم لا غير.
وأضاف: والسؤال المطروح الى متى هذه العنصرية الغربية؟ والى متى الاستسلام للحركات الصهيونية والماسونية الهادفة والساعية باستمرار لتشويه الإسلام ورسالته الخالدة؟ ومتى ستتحرك منظمة الدول الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة لوضع القوانين والتشريعات التي تجرّم وتعاقب كل من يعتدي أو يسيء الى معتقدات الآخرين وخاصة أماكن العبادة وكتب الشرائع التي أنزلها الله تعالى على الأنبياء والرسل وآخرها شريعة الإسلام والقرآن الكريم، ولا يمكن أن تستمر هذه الدول باحتضان كل حاقد وكاره للعرب والإسلام باسم الحرية وحقوق الإنسان؛ وإلّا فأين حقوق الإنسان وحريته في فلسطين؟ وفي بورما والعراق وكشمير؟ وأين حقوق الإنسان المسلم وحريته في السويد وغيرها من بلدان الغرب؟
واختتم بالقول: كفى استخفافا بعقول الناس، فالكراهية لا تنتج إلّا الحقد والتعصب والمآسي، والإسلام دين التوحيد والمحبة والتعارف والتلاقي والسلام بين الأمم والشعوب.

شحادة

من جهته، قال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة: قال تعالى {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، تتكرر ظاهرة التطاول على مقدسات المسلمين في العديد من دول العالم وآخرها تكررت خطيئة وتمادي الضالين والمغضوب عليهم بالإقدام على حرق نسخ من المصحف الشريف على الملأ وبغض نظر من السلطات في دولة تتباهى بإنسانية وحقوق الإنسان والديموقراطية وهي تأتي بوزارات لا تؤمن بأدنى هذه المبادئ.
وتساءل: هل يعلم المسيء والمفتري انه مهما فعل هو وأمثاله لن يلحق بكتاب الله وكلماته أي أذى ولا يمكنه أن يبدل كلمة من كلماته بل على العكس لقد انكشفت حقيقة العديد من الغربيين المتطرفين الذين يكنّون عداء مضمرا للإسلام والمسلمين، وجعلوا من الإسلام مطية لتبرير جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الإنسانية والإسلام من تلك الأفعال براء، وكلما تذكروا المسلمين وإيمانهم بكتاب الله ورسوله ازدادوا حقدا ويبرز ذلك الحقد بأفعال تدينهم منها تكرار حرق المصحف الشريف.
وهذا يستدعي أولا البيان العالمي سواء من الجامعة العربية والأمم المتحدة واتحاد الدول الإسلامية ومنظمة دول العالم الإسلامي بإدانة ومقاطعة كل دولة ترعى هؤلاء الحاقدين المفترين الضالين أولا والاعتذار علنا ثانيا والتعهد بسنّ القانون الدولي بمعاقبة ومحاسبة كل من يقدم على الإساءة للقرآن أو أي كتاب أو مقدسات إسلامية أو مسيحية أو يهودية حتى معتقدات لا دينية، لأننا مسلمون لنا ديننا ولهم ما يؤمون به ولا نرضى بأن نسيء لمقدّسات الغير لأننا أصحاب الخًًُلق العظيم.
وأضاف: ثالثا لا ينبغي أن نحمّل من لا علاقة له بالإساءة وزر المسيء بل نحن أهل الانفتاح والأخلاق الكريمة. وعلى الدول العربية والإسلامية كافة أن تتخذ من الدول المسيئة للإسلام ومقدساته موقفا حاسما حفاظا لكراماتهم وشعوبهم والأهم دينهم.
وقال: أنا أرى من وجهة نظري انهم يستفزوننا للوقوع بأخطاء تشبه أخلاقهم وهم لا يستحقون أن نهتم بهم أو أن نفكر بهم إلّا ان المواقف التي أشرت إليها هي أكثر من ضرورة ليس لأننا نخاف على القرآن أو نتأثر بهذه الأعمال الخبيثة، لكن الرد هو من أجل تلقين هؤلاء دروسا لا تُنسى، وأود لأكرر انه على الأمة الإسلامية جمعاء مقاطعة الدول التي ترعى الارهاب الجديد والإساءة لارهاب المسلمين الذين يقيمون في تلك الدول لان كتاب الله لن يتأثر بل المسلمين في الغرب يتعرّضون لارهاب واعتداء وعلينا أن نعي ذلك ونتخذ المواقف التي تتناسب مع هذه الحالات، من يرحّب بنا بلادنا بلاده وله فيها ما لنا، فمن لا يحترم وجودنا علينا أن نعلم دولته بان سفاراتهم وكل من يمثلهم غير مرغوب بهم في بلاد لا يحترمون أهله ولا مقدّساته، وان لم نفعل فهذا أثم عظيم وليتحمّل من يستطيع ومن يرضى الإهانة ولا كرامة له.
وأعود للتذكير انكم أيها المغضوب عليهم والضالين لن تنالوا ما ترغبون به، خسئت أفكاركم ومبادئكم وديموقراطيتكم المزيفة، نحن لن نتأثر بما تفعلون وللقرآن رب يحفظه ويحميه، ونحن نعلم ونعرف كيف نردّ بما يتلاءم مع إيماننا ومبادئنا.

قوصان

أما الشيخ زهير قوصان، مدير المعهد الشرعي الإسلامي (الحوزة العلمية)، فقال ان هذه الهجمة وهذه التصرفات اللئيمة والدنيئة التي لا يمكن أن توصف إلّا بأنها تصرّف غير لائق وغير إنساني لان القرآن الكريم هو كتاب مقدّس أنزله الله سبحانه تعالى على النبي المصطفى وأصبح منهجا ودستورا لفئة كبيرة من العالم، وبالتالي لا بد للإنسان حتى وان لم يكن مسلما أن يحترم هذه المقدّسات، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أمرنا أن نحترم مقدّسات الآخرين حتى لا نفسح المجال للآخر أن يهين مقدّساتنا، وعليه فهذه التصرفات التي تصدر في هذا الزمن وهذا العصر هي تصرفات مرفوضة ومشبوهة ليردّ عليها بالشجب و الرفض.
وقال: صحيح انه صدر الكثير من النداءات والكلام حول مطالبة الدول الإسلامية وسلطات في الدول العربية والإسلامية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع السويد وطرد السفراء واستدعاء السفراء وما الى ذلك، ولكن أنا شخصيا أقول انه يمكن لنا أن نقوم بمثل هذه التعبيرات والمظاهر التي رأينا منها كالاعتصامات ووقفات استنكارية ورفع للمصاحف في المساجد والحسينيات وفي الساحات العامة سواء في لبنان أو غيرها، وهذه التصرفات جيدة ولطيفة جدا ومعبّرة، ولكن أنا أقول ان الاحساس في هذا كله هو أن نقف وقفة قوية مع قرآننا، مع دستورنا، مع منهجنا الرباني الذي أرسله الله لنا، وأن نتمسّك بهذا القرآن وأن نعتبر ان هذا القرآن هو المنهج على مستوى العقل والفكر، وان نعتبره منهج على مستوى الشعور والوجدان والمنهج على مستوى السلوك والعمل في كل تصرفاتنا.
وتابع: فإذا ما استطعنا أن نعيش القرآن الكريم فكرا ومشاعر وعواطف وحب ومودة وأن نعيشه سلوكا عمليا بتطبيق آياته والالتزام بأحكامه فبالتالي نكون قد استطعنا أن نلقّن هؤلاء الأعداء حجرا ودرسا وإفشال كل مخططاتهم، لان كل هذه التصرفات الاستفزازية إذ كان المراد منها أن يدخلوننا في فتنة مع الآخر فنحن لا نسقط ولم نسقط أمام هذه التهويلات ولن ننجرّ الى أي عمل استفزازي، إنما ينبغي أن نردّ على هذا العمل المشين بالتمسّك أكثر فأكثر بقرآننا وكتابنا ومنهاجنا الرباني القوّيم.
واختتم بالقول: اسأل الله أن يوفّقنا الأفضل والأسلم في كل تصرفاتنا وفي أساليبنا للرد على مثل هذه الهجمات منطلقين في ذلك كله من وحي القرآن ومن قول رب العالمين {ان أعطيناك الكوثر} وليعلم الجميع انهم مهما فعلوا ومهما تآمروا على قرآننا وعلى كتابنا ودستورنا فنحن متمسّكين بالأمل الذي أعطانا إياه الله من خلال كتابه المجيد {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون} وان الله وعد في كتابه المجيد {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} بهذه الآيات نردّ على هذه الهجمات ونسأل الله التوفيق للجميع.