أيها المدرّسون.. أيها الإعلاميون.. أيها الدعاة.. أيها العاملون في المجتمع بمختلف أعمالكم... أدعوكم اليوم ومع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد إلى النزول إلى الشوارع ومجالسة الشباب والفتيات وإلى مخالطة الناس في المؤسسات وفي البيوت وفي المدارس والجامعات، لأنكم حينها لن تجدوا إلا بُعدا ممنهجا عن العلم الصحيح.. أدّى بدوره إلى بُعد كبير عن الدين وبالتالي إلى بُعد أكبر عن مفاهيمه الصحيحة.
أدعوكم للسير في البلاد أينما تشاؤون.. ثم التفكّر في سلوكيات وتصرّفات وتعاملات الناس في كل تفصيل من تفاصيل حياتهم، فإنكم لن تلحظوا عند الغالبية أثرا للعلم ولا للالتزام ولا للوعي، وإنما ستصدمون بمجموعة من الألفاظ والسلوكية والأفكار والممارسات التي تدلّ بما لا يدع مجالا للشك على تحكّم الجهل بكل أصنافه في نفوس الأفراد وحياة المجتمع، وإن حاولتم أن تناقشوا أحدا منهم فسترون أنه فجأة أصبح – وحاله كحال غيره - «الناطق الرسمي بإسم التعصّب»...؟!
أدعوكم للنزول إلى الشارع لان بلادنا تعاني من «مرض سرطاني قاتل» إسمه الجهل..؟!
وتعاني من انتشار مقصود - مع سابق الإصرار والترصّد - لهذه الخلايا المميتة في جسد الوطن والمواطن...
أدعوكم للنزول.. ثم للإجابة على الأسئلة التالية:
«كيف يكون مؤمنا... من لم يتعلّم كيف يكون مؤمنا...؟»..
«وكيف يسير في طريق الدين... من لم يفقه «إشارات السير» في طريقه...؟»..
«وكيف يطبّق أوامر ربه... من لم يعقل أوامر ربه...؟!»..
وكيف يُبنى الوطن... إن جهل المواطن..؟!»..
إن الجهل وأتباعه قنابل موقوتة زرعت في نفوسنا وفي مجتمعاتنا وإذا انفجرت فكلنا مسؤولون، والطريق الوحيد لتفكيك هذه الألغام هي بتسليمها إلى أصحاب الخبرة والعلم الصحيح ليقوموا بأعمالهم كما ينبغي، وأي اعتراض أو رفض لهم ولخبرتهم إنما هو خطوة في تسريع «المؤقت» الذي إذا سحب فتيله... انفجر الوضع في وجوهنا... وعدنا إلى نقطة الصفر التي تحتّم علينا إعادة البناء من جديد... والكارثة أننا حينها سنكون قد خسرنا البناء والباني معا...؟!