بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 12:03ص الجمع بين الحجاب والتهتُّك!

حجم الخط
أغرب مشهد يُمكن لك أن تراه في الشارع، مشهد فتاة أو امرأة تضع على رأسها الحجاب الشرعي وتلبس «الشورت» أو «الفيزون» الذي يظهر تفاصيل الجسد، وتزين وجهها بالمساحيق والألوان، وتسير بين الناس ضاحكة مع صديقاتها من غير وقار حيث لم يغيّر الحجاب فيها شيئاً من حيث السلوك.
مشهد عجيب غريب لا أعرف سره إلى اليوم، إذ كيف تجمع الفتاة أو المرأة بين الحجاب الشرعي الصحيح مع اللباس المتهتك الفاضح وكلا الأمرين متناقضان أشد التناقض؟
والفتاة أو المرأة في مجتمعاتنا المحلية أو العربية تكون اما ملتزمة بشرع الإسلام الحنيف تخرج من منزلها محتشمة متسترة، لا يظهر منها الا الوجه والكفان، واما بعيدة عن الدين كسائر نساء العصر يخرجن من بيوتهن شبه عاريات ويبدين زينتهن لكل عبر سبيل.
وكثيرات هن الفتيات والنساء اللواتي يظهرن على هذه الشاكلة متمخطرات في شوارع العاصمة متحجبات متسترات محتشمات من فوق، متهتكات كاشفات المفاتن من تحت، والأغرب من كل ذلك أن تشارك هذه الفتيات والنساء في برامج تلفزيونية يغلب على أكثرها طابع اللهو والمجون والتهتك، ولن نقول أكثر، مع أن عدداً من النّاس يؤكدون ان بعضهن يشاركن في أعمال الدعارة والافلام الاباحية وغير ذلك.
واننا نقول لهؤلاء الفتيات والنساء أن لباس المرأة يجب أن يستر جميع جسدها ما عدا وجهها وكفيها كما أمر الاسلام، وكل كلام غير ذلك فهو باطل، فلا يجوز بتاتاً أن تستر المرأة شعرها وتلبس بنطالاً ضيقاً تظهر من خلاله تفاصيل الجسم وتضاريسه، بل يجب أن يكون فضفاضاً واسعاً وأفضل لباس للمرأة هو الجلباب، فهو يستر سائر الجسد عن العيون، فتسلم صاحبته من غضب الله ومقته يوم القيامة.
ان المظاهر العجيبة الغربية التي تظهر فيها بعض الفتيات والنساء المتحجبات والمتبرجات في آن واحد، واللواتي يلبسن الملابس غير المحتشمة في معظم الأحيان يسئن إلى الإسلام إساءة عظيمة، حيث يقدمن صورة مغلوطة عن لباس المرأة المسلمة، وليكن معلوماً في ذهن هؤلاء النساء أن حرمة كشف مفاتن الجسد وعوراته أشد من حرمة كشف الشعر، حيث إن ستر الجسد أولى..
وثمة ملاحظة أخرى نود ذكرها في معرض حديثنا عن حجاب المرأة المسلمة، هي أن بعض الفتيات والنساء يلبسن أحجبة ملونة غاية في الزركشة والتأنّق والزخرفة والتطريز، وبعضها منقوش عليها أو مخاط بها شعر اصطناعي نافر ذو تسريحات عصرية مختلفة، فأي حجاب هو ذاك الذي يضعنه على رؤوسهن ليستر به شعورهن، وقد ارتسمت عليها تسريحات أكثر جاذبية ورونقاً من شعورهن الحقيقية؟
إن المرأة المسلمة حين تلتزم بشرع الله وترتدي الحجاب الشرعي، يجب أن تستكمله بلباسها الشرعي، وتضع زينة الدنيا وبهارجها وأهواءها وراء ظهرها وتنصرف إلى عبادة الله، لا أن تبحث عن الموضة التي تأتي كل سنة أو موسم بجديد والتي يريد مصمموها أن يخرجوها عن لباسها الإسلامي الذي أمر به دينها، ومن ثم أن يخرجوها شيئاً فشيئاً عن دينها نفسه!
والغريب العجيب أن المرجعيات الدينية ساكتة ولا أعتقد أنها أثارت هذا الموضوع من قبل، وخطباء المساجد ساكتون صامتون لا يوجهون النساء إلى الطريق الصحيح.
ويبقى السر مغلقاً، ولغزاً محيّراً، وهو لماذا تجمع الفتيات والنساء بين الحجاب الشرعي والموضة المتهتكة؟ ولا بدّ أن ينكشف هذا السر في يوم من الأيام..
خليل برهومي