بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 نيسان 2018 12:05ص الحوار البنّاء أساس لنجاح الأسرة: العلاقة الزوجية علاقة تفاعل

وبناء لا معركة حربية لا بد فيها من منتصر ومهزوم

حجم الخط
النقاش والتحاور بين الزوج والزوجة ليس معركة حربية لا بد فيها من منتصر وآخر مهزوم، لكنه عملية تفاهم وتقارب للوصول إلى حل يرضي الطرفين كذلك فإن هناك عادات وطباعاً قد تربى كل واحد منها عليها ليس من السهل التخلي عنها أو تغييرها كأن ينام أحدهما مبكراً والآخر قد تعود على السهر أو يحب أحدهما الخروج والآخر يفضل الاستقرار والبقاء بالمنزل وكذلك عادات في الأكل والشرب والملبس إلى غير ذلك من أمور لا يمكن حصرها فإذا كان أحدهما منظماً والآخر فوضوياً يهمل في ترتيب أغراضه التي يلقيها هنا وهناك أولا يحترم المواعيد أو..، فإن ذلك يكون غالباً مثار غضب الطرف الآخر. وقد يشكو الزوجان من عدم إطراء كل منها على الآخر وخاصة المرأة دائماً تتألم من تجاهل الزوج لما قامت به من مجهودات وأنه ينسى بإستمرار مواعيد المناسبات الهامة في حياتهما كيوم زواجهما. 
فكيف نعالج هذه الأمور حتى لا نصل إلى مرحلة الخلاف الكبير بل ومرحلة ما بعد هذا الخلاف..؟!

تحقيق السكن والمودة
{ بداية قال الشيخ علي خطاب إمام وخطيب مسجد عبد الرحمن بن عوف: أيتها الزوجة العزيزة إذا كان زوجك لا يبالي ولا يهتم بأمور تخصك ويهمل بيته وأولاده أحياناً وقد تناقشت معه كثيراً ليصلح حاله وأظهرت غضبك وحزنك دون جدوى أو إستجابة عليك أيتها الزوجة أن لا ترهقي نفسك وأعصابك كل يوم في لومه وتأنيبه وعرض شكواك المستمرة من إهماله ولا مبالاته ولا تدخلي معه في نقاش لا طائل من ورائه بل عليك بهدوء أن تقفي معه على وضع يريحكما ولتحاولي التفاهم معه بأسلوب مقنع مختلف عما تعوده منك ومحاولة رسم نظام يسوده التفاهم فإن من أصعب الأمور التي يعاني منها الزوج أن تكوني مصدر إزعاج له باختراق المشاكل أحيانا إن التفاهم ممكن فإن الدول تجلس على طاولة واحدة وتتفاهم وتحل مشكلاتها فليكن إيمانك عظيماً بأن من الممكن أن تصلي مع زوجك لأسلوب تتقارب فيه وجهات النظر وأن تذكريه باستمرار أن أساسي زواجكما تكوين أسرة مسلمة متماسكة لاتهزها أعاصير المشاكل ورياح الأحداث.
إن الشعور بالرضا الدائم يزيد من الشعور بالسعادة الزوجية أما ان تكون الشكوى هي أساس العلاقة فهذا ينغص عليك حياتك ويزيد من الإحساس بالإضطهاد ويؤثر على علاقتكما فإن هناك أساسيات في الحياة لا بد من الاتفاق عليها كطريقة تربية الأبناء وتحديد ميزانية البيت وتنظيم عملية شراء الاحتياجات. 
وأضاف: أيضا هناك كلمة إلى الزوج، نقول له أيها الزوج إن لزوجتك شخصيتها المستقلة وعقلها الذي يجب أن يحترم إذا كانت آراؤها وأفكارها وجيهة معقولة حاول أن تجد دائماً نقطة التقاء معها فإن اختلافكما في بعض الأمور لا يجب أن يقلل احترام كل منكما للآخر.
إن زوجتك ليست صورة مطابقة لك. لذلك ولكي تستمر الحياة لا بد من ايجاد قاسم مشترك ولغة للتفاهم. لتصبح الحياة الزوجية رحلة سعيدة سهلة يشملها الود والتراحم. 
واختتم بالقول: إن السعادة الزوجية تتحقق بتقديم التنازلات وليس المراد التنازل عن الكرامة أو متشابه ذلك ولكن في الأمور الحياتية يمكن أن يتخلى أحدكما عن شئ لن يضر بل قد يكون السبيل الوحيد للتقارب فالمهم هو وجود الاستعداد النفسي والرغبة الملحة في العيش حياة هادئة إن طول المعاشرة في كثير من الأحيان قد يجعل الزوجين متشابهين في أشياء كثيرة وإن ذلك من علامات الزواج الناجح حيث يتشابه الزوجان في الذوق والمزاج واكتساب عادات مشتركة وذلك يكون باختيار أصناف معينة من الطعام وتفضيل بعض الأماكن التي تكون لهما فيها ذكريات أو التوافق في اختيار ألوان من الثياب أو ديكور المنزل إلى غير ذلك من أمور حتى قد يبدو الزوجان للناس وكأنهما أخوان من فرط ما حدث من تشابه، وآخيراً نقول: إذا وجد القبول والتوافق الروحي بين الزوجين فإنهما قادران على تذليل الصعاب والتي تمر بهما قادران على تقريب المتباعد لتوفير أقصى درجات السعادة الممكنة في حياتهما الزوجية.
أساس التواصل
{ أما المعالجة الأسرية ريما رضا فأشارت إلى أن الحوار من أهم مقوّمات التواصل بين الناس وخاصةً بين الأزواج، حيث يستطيع كلّ واحدٍ منهما أن يُعبِّر للآخر عن مشاعره وأحاسيسه من خلاله، وما يحب ويكره، فالله تعالى جعل الزواج استقراراً وسكينةً ومودّةً، ولكن توعّد الشيطان بالتفرقة بين الزوجين، حيث يعد هذا العمل من أفضل الأعمال لدى الشيطان بشكلٍ عامٍ، نظراً لما تتسبب به التفرقة بين الزوجين من تدميرٍ للأسرة وبالتالي تدمير المجتمع وانتشار المفاسد. 
وأضافت أن للحوار أهمية كبيرة في نشر السعادة والتفاهم بين الأزواج؛ فعندما يكون الزوج غليظاً وغير مستعدٍ لسماع حديث زوجته وغير لبقٍ فإن الزوجة تلجأ للصمت والابتعاد عن الدائرة التي يوجد فيها، وفي المقابل عندما يجد الرجل من زوجته عصبيةً زائدةً وعناداً وعدم تفهّم الأمور فإنه يُحجِم عن إجراء أي حديثٍ معها، بل إنه قد لا يشاركها أي قراراتٍ حتى وإن كانت تخص البيت فيتصرّف لوحده وبحسب ما يراه مناسباً. 
وتابعت: قد يظن بعض الرجال أن الحوار لا يتوافق مع الرجولة، بينما كان النبي  صلى الله عليه وسلم  أروع مثالٍ على الرجل الذي يحاور زوجاته ويتحمّلهن وهن كذلك، وكان يخصص لهنّ وقتاً مستقلاً لتبادل أطراف الحديث معهن، ومعرفة احتياجاتهن ومشاعرهن على الرغم من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه. 
واختتمت بالقول: إن الحوار ليس مجرد كلام... وإنما هو أمر يحتاج إلى سعة الصدر وحسن الاستماع، سعيا من الطرفين لأن يترك قيمته الايجابية، وكذلك على الزوجين عدم إتباع طريقة الاستعلاء في الحوار وتجنب الاستهزاء والسخرية والإنتقاص من شأن الآخر مع ضرورة حسن انتقاء الكلمات التي يتلفظ بها كل منهما حتى لا تكون جارحة فربما باستفزاز أحدهما الآخر قد يتطور الحوار وينقلب إلى شجار وحينئذ ترتفع الأصوات وتكون على مسمع من الأبناء ثم أهل البيت والجيران ولذلك نقول أنه  لابد من التحلي بالهدوء وخفض الصوت والتحلي بالصبر وضبط النفس وكظم الغيظ..