بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2019 12:05ص الدعاة: علِّموا أولادكم قيمة الوقت لحُسن بناء مستقبلهم

مع بدء الإجازة الصيفية للطلاب

حجم الخط
أيام معدودة وتبدأ الإجازة الصيفية ويصبح لدى الأولاد الكثير من وقت الفراغ الذي لا بدّ من تمضيته بطريقة مسلية ومفيدة بدلاً من قضاء الأوقات بين مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية والسهر إلى وقت متأخّر من الليل والنوم طوال النهار.

ولكي لا تتحوّل هذه الإجازة إلى مضيعة للوقت يجب على الأهل استثمارها بطرق أخرى ترتقي بمهارات ابنائنا وتكون ممتعة ومسلية في الوقت عينه، وعلى الأهل أيضاً اعتبار الإجازة الصيفية فرصة لمساعدة أبنائهم على استغلالها بأمور تنفعهم في دينهم ودنياهم، أي استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة يُعدّ ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها قبل نهاية العام الدراسي.

فكيف نحسن إستثمار أوقات الفراغ لأبنائنا؟.. هذا ما سنطرحه في تحقيقنا التالي: 

آراء مختلفة

{ حسن رمضان، طالب ثانوي، يقول أنه سيعمد عند انتهاء إمتحاناته الرسمية إلى استغلال إجازاته الصيفية في ممارسة هوايته المفضلة أي السباحة، لذلك هو يفكر بأن يقضي معظم أوقات فراغه على شاطئ البحر للتمتع بشمس البحر واكتساب اللون البرونزي.

{ أما السيدة منال منصور، أم لثلاث أولاد، قالت انها تفكّر أن تسجل أبناءها في إحدى الدورات الدينية الصيفية والتي تقوم بنشاطات دينية وترفيهية، وبذلك يكون الأولاد قد تقرّبوا من دينهم في الصيف وخصوصاً انهم في مدارس أرسالية، وامضاء وقتهم أيضاً في الترفيه من خلال النشاطات التي تنظمها الدورات.

{ أما حسان ياسين فقرَّر بعد الانتهاء من الامتحانات قضاء إجازته الصيفية في النوم بالنهار وبالسهر في الليل في المقاهي مع أصدقائه، لأنه يعتبر ان فصل الصيف هو فصل الراحة قبل الدخول إلى الجامعة.

مزوق

{ بداية قال الشيخ وسيم مزوق رئيس دائرة الإفتاء في دار الفتوى ان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» (رواه البخاري)، في هذا الحديث الشريف يخبرنا عليه الصلاة والسلام عن نعمتين من أعظم النعم التي وهبنا الله تعالى، ألا وهما نعمة الصحة، ونعمة الفراغ. ولكن هنا نطرح سؤالاً: كيف يستخدم المسلم هذه الصحة والقوة؟ وكيف يملأ الفراغ؟ خاصة بالنسبة للأبناء المقبلين على الإجازة الصيفية، والوالدان مسؤولان أمام الله يوم القيامة عن أمانة تربية الأولاد وكيف تم تفريغ الطاقات الموجودة لديهم، قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته» (رواه البخاري). فيجب على الأهل معرفة أن العبد مسؤولاً يوم القيامة عن هذه النعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسئل عن عمره فيمَ أفناه، وعن علمه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه» (رواه الترمذي). ويجب عليهم أيضاً التخطيط لأولادهم بما ينفعهم لحياتهم الدنيوية والأخروية والحرص على استغلال اجازتهم بما يرضي الله تعالى ورسوله، لذلك سنقترح بعض الأفكار على الآباء والأمهات لاستغلال الإجازة الصيفية بالطريقة المفيدة لأبنائهم، نذكر منها:

1 - تعليم الأبناء القرآن الكريم وفي ذلك الأجر الكبير من الله سبحانه، فلم لا نخصص لأبنائنا وقتاً معيناً لتعليمهم القرآن، مثلاً بعد صلاة الفجر لمدة نصف ساعة نخصص بعضها للحفظ وبعضها للتلاوة، أو قبل كل صلاة يتم قراءة سور معينة ليتمكن من حفظها.

2 - إدخال الأبناء دورات حسب الحاجة ومنها: تحسين الخطوط والكاراتيه أو الجودو والسباحة والكومبيوتر واللغة الإنكليزية وغيرها.

3 - الحصول على مناهج المرحلة المدرسية التالية وخاصة في المادة التي قد تشعر أن ابنك يحتاج إلى التقوية فيها.

4 - عمل مسابقة لحفظ بعض الأحاديث الأربعين النووية أو بعض الأذكار مع العائلة وعمل جوائز لذلك، فالأذكار بها تحفظ نفسك وتكسب الاجر وتحصل على صدقة جارية لو علمتها لغيرك، فكيف إذا علّمتها لأبنائك؟

5 - تسجيل الأبناء بدورات صيفية تهتم بتحفيظ القرآن والتربية الدينية والترفيهية.

6 - القيام بزيارة الأقارب والأرحام وتوضيح أهمية صلة الأرحام في الإسلام للأبناء.

7 - تخصيص أوقات ترفيه للأبناء وتحديد الأماكن الجيدة التي يمكن الذهاب إليها.

8 - الذهاب إلى مكة لأداء العمرة والمكوث في مكة لعدة أيام تستغل تماماً بالصلوات في الحرم وحضور حلق الذكر والجلوس في الحرم وتلاوة القرآن معهم، ثم زيارة المدينة المنورة واستغلال تلك الأيام بدراسة السيرة وزيارة جبل أحد.

9 - تعليم الأبناء التلوين، وهذه الهواية يحبها معظم الصغار.

10 - تشجيع الأبناء على الكتابة والتأليف والإلقاء.

11 - تحفيز الأبناء على قراءة كتب وقصص جيدة لأنها تحتوي على العديد من الفوائد التي تهم الشخص في دنياه وآخرته، فهناك الكتب العلمية، وهناك الكتب الثقافية التي تزيد من ثقافة الإنسان وتنمّي مواهبه، وهناك الكتب المنوّعة من القصص المفيدة أو كتب الألغاز وغيره...

12 - زيارة المعارض التي تقام في عدد من المؤسسات الخيرية والتي تتحدث عن هموم المسلمين.

13 - سماع الأشرطة أو الـ (CD)، فمثلاً عند الركوب مع العائلة للسيارة أو القعود في المنزل مع وجود الفراغ في الوقت، قم بوضع شريط أو الـ (CD)، مفيد بدلاً من الاستماع إلى الأغاني وهي محرّمة شرعاً.

14 - من الأمور المستحبة في الاجازة السفر المباح، وهو السفر البعيد كل البُعد عن الأمور المحرّمة، فكما هو معلوم أن للسفر فوائد كثيرة منها تغيير الجو والترفيه لك وللأسرة وأيضاً مشاهدة المناطق الجميلة والممتعة التي تدفعك إلى تعظيم الخالق.

15 - تربية الأبناء على مساعدة الآخرين باصطحابهم إلى أحد الاحياء الفقيرة أو زيارة مخيمات الوافدين إلينا من إخواننا السوريين والقيام يمد يد العون إليهم بما تستطيع، فيها تكسب الكثير من الاجور منها الأجر العظيم.

وأختم بقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: «ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيّع منه لحظة في غير قربة، ويقدّم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيّته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل». وأسأل الله عزّ وجلّ أن يستخدمنا في طاعته، وأن يعيننا على استثمار أوقاتنا بما يحب ويرضى وأن يرزقنا ذرية صالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

القوزي

{ أما الشيخ مازن القوزي، مدير دائرة المساجد، قال ان الإجازة الصيفية يجب أن يستغلها الأهل بما يرضى الله تعالى، فالإجازة الصيفية التي يتمتع بها أبناؤنا الطلبة فرصة كبيرة من أجل قضائها بما يفيدهم في شتى النواحي من خلال انتسابهم إلى المراكز الصيفية في دورات دينية سواء في المدارس أو في المساجد التي تعلّم أبناءنا حفظ كتاب الله وحفظ الأحاديث النبوية، هذه المراكز والمساجد تفتح أبوابها في الصيف بإنشاء دورات دينية للفتيان وللفتيات يعطى فيها الدروس الأخلاقية وتعلّم الأولاد الصدق والأحكام الشرعية، ومن هنا أدعو الأهل إلى تشجيع أبنائهم للمشاركة في هذه الدورات.

وأضاف ان أوقات الفراغ إذا لم يخطط لها بشكل صحيح، بحيث عطاؤها إيجابياً يضمن سلامة الفرد والمجتمع، فسوف تنتهي إلى مسالك الإنحراف التي يدمر الإنسان فيها ذاته ومجتمعه، فالعلاقة قد تكون تلازمية بين أوقات الفراغ وما قد تنتهي إليه من الضياع الذي يؤدّي إلى الانحراف، مشيراً إلى ان وجود متسع من الفراغ لدى أعداد كبيرة من الشباب سيؤدّي بهم إلى الانخراط في اللهو والعبث والجلوس على المقاهي والتسكع في الطرقات والشوارع.

وتوجّه بنصيحة إلى الأهل بالحرص على شغل أوقات فراغ أبنائهم فيما هو مفيد لهم بالأشياء المجدية والتي تنمّي قدراتهم وترفع من روحهم المعنوية، فعلى الأهل تشجيع أبنائهم على حسن استثمار أوقاتهم في القراءة وفي تلاوة القرآن الكريم وفي سماع ومشاهد البرامج التلفزيونية الهادفة وفي القيام بالزيارات للأصدقاء وفي تقوية صلة الرحم، وتنظيم أوقات أبنائهم بالصلاة حيث جعل الله الصلاة كتاباً موقوتاً وأن يجعلوا بدايات ونهايات الأعمال هي مراعاة مواعيد الصلاة.

واختتم قائلاً: فعلى الأهل ضرورة توعية أولادهم خاصة في هذا الزمن الذي ينفتح الولد فيه على كل وسائل التواصل من خلال المراقبة والتوعية والتوجيه لأن الأهل هم القدوة لأولادهم.

ان الإجازة الصيفية تُعدُّ فرصة للأهل لمساعدة أبنائهم على تنمية شخصياتهم وتوسعة مداركهم وتنمية قدراتهم الذاتية ومما لا شك فيه ان استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة وتقرّبهم إلى الله ودينهم ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها قبل نهاية العام الدراسي وبدء العطلة الصيفية، ولتكن الإجازة الصيفية فرصة للراحة الجسدية والنفسية والروحية.


أخبار ذات صلة