بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2018 12:05ص الدعاة عن ذكرى المولد النبوي: إنه مولد النور... ولا خلاص لنا إلا بالعودة إلى هديه

حجم الخط
في الثاني عشر من ربيع الأوّل ولد سيّد الكائنات رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وهي مناسبة عظيمة لدراسة سنته وسيرته وشمائل المصطفى والعمل بها متعة روحية وعقلية وتاريخية تفتح القلب وتنعش الروح وتنور الفؤاد، واظهار محاسنه والتحدث بصفات كماله وسمات جماله والثناء عليه.
ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة للتعريف بالرسول ورسالته وذكر النعم والتذكر بها شيء مشروع محمود مطلوب محبوب امرنا الله به في كتابه فقال: {يا أيها النّاس اذكروا نعمة الله عليكم}، فرسول الله  صلى الله عليه وسلم  هو السراج المنير فواجب على الأمة ان تستنير به في حياتها وتستضئ بنوره في ظلمات الحياة الحالكة التي تحيط بها، قال الله جل شأنه: {يا أيها النبي انا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيرا}.
ان ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة لتذكير النّاس بصفات كماله وسمات جماله ورواية سيرته وسنته وصفاته وشمائله ماذا يقول العلماء عن النبي محمّد  صلى الله عليه وسلم  في يوم مولده:
اللقيس
{ أمام مدينة جبيل الشيخ غسّان اللقيس يقول: ان بمولد النبي محمّد  صلى الله عليه وسلم  انتقل العالم من ظلمة الجهل والجهالة إلى نور العلم والهداية، ففي مثل هذا اليوم المبارك ولد فخر المرسلين بمكة المكرمة فاستنار الكون بطلعته واشرقت الأرض بنوره ونورها، جاء به حتى كشفت الظلمات المتراكمة على هذا العالم، وانتقل العالم من ظلم الجهل والجهالة إلى نور العلم والهداية. ونقل النّاس من عبادة العباد والاوثان إلى عبادة رب العالمين خالق الأرض والسماوات.
واضاف: حث العالم على العلم والمعرفة فكان أوّل ما انزل عليه {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وكان في آخر ما انزل عليه تمام هذا الدين وكماله بقوله تعالى: {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
واختم قائلاً: ولا خلاص للعالم إلا بالرجوع إلى مبادئ هذا النبي الكريم والقرآن العظيم، وعلى المسلمين ان يستعبدوا من هذه المناسبة فليصلحوا أوضاعهم ويسألوا أنفسهم قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
البدوي
{ بدوره قال الشيخ أحمد رجب البدوي إنه الحبيب محمد  صلى الله عليه وسلم  صاحب الاختصاص الرباني والارتقاء النوراني والامداد السماوي صلى الله عليك يا حبيب قلوب العاشقين وعلى آلك وصحبك وكل من سار على دربك واهتدى بهديك واستن بسنتك وقال بقولك الى يوم الدين ثم أما بعد:
فشهر المولد اتانا، بأفضل ذكرى وفانا، تنعش القلوب طرباً والنفوس شوقاً واشتياقاً والعقول تفكيراً  وتأملاً.
يا ترى ما السر في شهر ربيع الأول ؟ وما الاختصاص لهذا الشهر حتى يكون مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيه؟ 
حكمة الله ان جعل الطاعات متنوعة، ولكل يوم او اسبوع او شهر له فيهامر، وحتى لا يترك الناس بحالة من الضياع، فقد جعل الصلاة متصلة في كل يوم والجمعة في كل اسبوع والحوادث التاريخية العبادية في كل شهر وخص شهرنا هذا بمولد حبيبه محمد  صلى الله عليه وسلم  حتى نتعبد الله حتى بمولد حبيبه وصفيه اشرف خلقه سيدي محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم .
لذا اخي القارئ افرح بهذا الشهر  بما فرحت به الملائكة وضجت به السماوات والأراضين.
افرح بهذا المولد بما تراه يقربك الى الله تعالى والى حبيبه المصطفى  صلى الله عليه وسلم  ولا تكترث لأقوالٍ طالما انها اساءت لنبينا وديننا.
كن مثال الرجل وكوني مثال المرأة المسلمة التي تفتخر بنبيها وقائدها وشفعيها وحبيبها، تفذوا بالشفاعة التي وعدنا بها الحبيب  صلى الله عليه وسلم .
عيشوا اجواء الفرح والسرور، علموا اولادكم حب الله والرسول، وازرعوا فيهم كل ما يقربهم من الله ورسوله وابعدوهم كن كل ما يبعدهم عنه، تلقو ذلك عند الله تعالى. 
الشعراوي
أما الشيخ د.خليل شعراوي إمام وخطيب مسجد المكحل فقال : في كل عام تتجدد ذكرى مولده  صلى الله عليه وسلم  فيتألق ثوب المجد والعز لهذه الأمة، كيف لا وهو صاحب الرسالة وخاتم النبيين والمرسل رحمة للعالمين، ومن رحمته  صلى الله عليه وسلم  أن ترك لنا أموراً إن تمسكنا بها نجونا وفزنا في الدنيا والآخرة، والله سبحانه وتعالى قد وجهنا أن نتخذه أسوة حسنة فقال سبحانه {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}، والأسوة هي المثال الأعلى التي يحتذى حذوها، ويتمسك بها لتفيض على السالكين فيها فلاحاً وفوزاً ونجاة. 
وفي هذه الذكرى من هذا العام لا بد وأن نقف وقفات مع أخلاقه وآدابه صلوات ربي وسلامه عليه، علَّنا أنا نتأسى بها فنفوز بالمراتب العلى فنرتقي عقلاً وفهماً وقولاً وفعلاً فرداً ومجتمعاً قادة ومقودين رؤساء ومرؤوسين علماء ومتعلمين في الدنيا ويوم الدين. 
ومن بعض أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحسن خلقاً وخُلقاً، فكان إذا تكلم تكلم بكلام فصل مبين يفهمه كل من سمعه. وكان أبغض الخلق إليه الكذب. وأحب العمل ما داوم عليه صاحبه. وكان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة على نفسه. وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا أتاه الأمر يعجبه قال: الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه : قال الحمد لله على كل حال. وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا أخذ مضجعه من الليل نام على شقه الأيمن ويقول: باسمك اللهم أحيا وباسمك أموت اللهم إن قبضت روحي فارحمها وإن أرستها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.
وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا أراد أن يودع أحداً قال: استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك. وكان إذا أراد السفر قال: اللهم بك اصول وبك أجول وبك أسير. وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا خاف نسيان حاجه ربط في خنصره خيطاً ليذكرها به. 
وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا. وكان إذا بلغه عن أحد كلام سيء لا يسميه باسمه بل يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا. وكان إذا أهمه أمر فزع الى الصلاة -أي قام فصلى- وكان إذا خرج من بيته خرج برجله اليسرى ويدخل باليمنى وكذا المسجد. وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا رفع بصره إلى السماء قال: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك. وكان إذا شهد جنازة أكثر الصمت بتفكر.
وكان  صلى الله عليه وسلم  مع أهله ألين الناس، وأكرم الناس، ضحَّاكاً بسّاماً مثالاً للزوج الكامل. وكان إذا عطس وضع يده على فمه وخفض بها صوته. وكان إذا غضب وهو قائم جلس وإذا غضب وهو جالس اضطجع. وكان إذا غاب عنه الرجل من أصحابه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده -أي صافحه- لم ينزع يد  صلى الله عليه وسلم  حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه. 
وكان  صلى الله عليه وسلم  إذا مرَّ بآية رحمة سأل الله تعالى الرحمة، وإذا مرّ بآية عذاب تعوذ، وإذا مرَّ بآية فيها تنزيه سبح الله تعالى. وكان إذا نظر في المرآة قال : الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين. 
وكان  صلى الله عليه وسلم  يمزح ولا يقول إلا حقاً. وكان لا قبل قول أحد على أحد ولا يتطير -أي يتشاءم- ولكن يتفاءل. وكان لا يدع قيام الليل وإذا مرض صلى في قيام الليل قاعداً بقدر ما يستطيع. وكان لا يرد الطيب -أي العطر-. 
فهذه جملة من أخلاقه وآدابه وعاداته  صلى الله عليه وسلم  في ليله ويومه إن استطعنا أن نحيا بها ونحييها في مجتمعاتنا بيوم مولده نكون قد فزنا فوزاً عظيماً، ونلنا خيراً كثيراً، وكانت لنا ذخراً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وعلى الله قصد السبيل، والله الموفق لما يحبه ويرضاه.