بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيار 2018 12:05ص الدعاة عن ليلة النصف من شعبان: فرصة لتجديد الإيمان إستعداداً لاستقبال شهر رمضان

حجم الخط
ليلة النصف من شعبان، لها أهمية خاصة في الإسلام لأنه فيها تمّ تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة بالعام الثاني من الهجرة فقد مكث النبي يتوجه في صلاته بأمر ربه إلى بيت المقدس 16 شهراً وهو في المدينة المنورة، وكان يحب ان يتوجه في صلاته إلى المسجد الحرام فأجابه الله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرَهُ}.
وليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في فضلها عدّة أحاديث ان الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» «وان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول «الا من مستغفر فأغفر له» الا من مسترزق فأرزقه، الا من مبتلى فأعافيه... حتى يطلع الفجر».
ليلة النصف من شعبان ليلة لها فضائل عظيمة على المسلمين، ماذا يحدثنا العلماء عن هذه الليلة المجيدة:

الكردي
{ القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي قال: ان شهر شعبان يهل على العالم الإسلامي بأيامه المباركة ولياليه الغراء يصطفى في لياليه ليلة النصف من شعبان هذه الليلة التي يتجلى الله تعالى فيها على عباده بالرحمات وغفران السيئات واستجابة الدعوات.
واضاف: هذه ليلة التجليات الإلهية والاشراقات القدسية انها موسم الضراعة والانابة والدعاء انها عيد لإجابة دعوة الداعين، ولها منزلة سامية في نفوس المؤمنين جميعاً. ينتظرها السعداء الصالحون كل عام ليزجوا بارواحهم ونفوسهم بامواج انوارها وأصحاب الحاجات يقفون في محراب العبادة خاشعين يرفعون أكفهم ضارعين يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً وكشفاً من نوازل وتفريج الكروب ولله تعالى خواص في الأزمنة والامكنة والأشخاص.
وتابع: ان ليلة النصف من شعبان جعلها الله تعالى ميعاداً ولإقالةالعثرات ولهذا يجب على المؤمنين ان يقدروها حق تقدير.
فالمؤمنون في مشارق الأرض ومغاربها يفرحون بليلة النصف من شعبان لأنها ليلة من ليالي التجلي الأعظم يقول النبي  صلى الله عليه وسلم  «يطلع الله عز وجل إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» وكان الله عز وجل يجعل من هذه الليلة العظيمة عيداً وميعاداً لإعلان التآخي العام والتضامن والتواد وتلاقي القلوب على المحبة والمودة والإخاء، يذكر عباده عملياً بهذه الليلة بدعاء الأنصار «ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم.
ليلة النصف من شعبان ليلة مجيدة ويكفيها فضيلة انها تذكر كل مؤمن باقتراب شهر رمضان المبارك فليتهيأ لصيام رمضان المبارك ولاحياء ليالي رمضان، فليلة النصف من شعبان هي فرصة لكل إنسان ان يجدد ايمانه ويهيء نفسه لاستقبال شهر رمضان بطاعة وعبادة وتوبة إلى الله.
غندور
{أما القاضي الشيخ زكريا غندور فقال: جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان ميزة خاصة من حيث انه جل وعلا يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض والمشاحن حتى يدع شحناءه ويصطلح مع من خاصمه فعن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قال النبي  صلى الله عليه وسلم  «ان الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملى للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه».
واضاف: فليلة النصف من شعبان فرحة لكل مسلم يريد دخول الجنة ان يصلح فيها ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد سواء كان من أهله أو من اصدقائه أو أي شيء آخر وكذلك عليه ان يدع ويتوب من المعاصي من غيبة أو نميمة..
واضاف: وليلة النصف من شعبان هي ليلة مباركة مشرفة واحياؤها وقيامها بانواع العبادات والصلاة وتلاوة القرآن والذكر شيء مستحسن فيه ثواب عظيم.
وأفضل ما يعمل المرء بتلك الليلة ان يتقي الله تعالى فيها كما في غيرها من الليالي ليحظى برضا الله تعالى لأن تقوى الله خير ما يؤتاه الإنسان في هذه الدنيا الفانية إذ جاء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} وتقوى الله هي أداء الواجبات واجتناب المحرمات فينبغي على الإنسان المسلم في ليلة النصف من شعبان ان يسارع للخيرات كما ينبغي له في سائر الأوقات وسائر الليالي يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {تزودوا فإن خير الزاد التقوى} وترتبط ليلة النصف من شعبان بالمعتقد الديني المرتبط بتغيير القبلة قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة في مكة المكرمة.
وختم قائلاً: ليلة النصف من شعبان هي فرصة لكل إنسان ان يجدد ايمانه ويهيء نفسه لاستقبال شهر رمضان بطاعة وعبادة وتوبة إلى الله.
شحادة
{ القاضي الشيخ حسن شحادة قال بدوره: شهر شعبان هو شهر مميز بآيامه والعبادة فيه والاستعداد لإستقبال شهر الخير والبركات والرحمة، وبنصفه ليلة مباركة هي ليلة النصف من شعبان ومن المميز بها ان يتفرغ الإنسان ويترك كل ما من حوله من مشاغل وملاهٍ لقيام هذه الليلة بالتعبد والدعاء والصلاة املاً ان يستجيب الله عز وجل بزوال الكرب والمآسي عن هذه الأمة ويكشف هذه الغمة عن المسلمين في أنحاء العالم ويشفي مرضى النّاس ويعم السلام والأمن في ربوع أوطاننا لأن من مكارم هذه الليلة ان أبواب السماء مفتوحة والدعوة صادقة مستجابة ونتمنى من الله عز وجل ان يمن علينا ببركة هذه الليلة بالصحة والأمن والسلام وان تكون بداية للعودة إليه من جميع من يخالف تعاليم دينه من مسلمين وغير مسلمين ويعودوا إلى ربهم الخالق البارئ الذي جعل في كل مشكلة في هذه الدنيا حلاً وذلك بالعودة إلى كتابه وسنة نبيه هذا من الناحية التعبدية والايمان بان ما جاء به النبي  صلى الله عليه وسلم  هو حق.
واضاف: وبهذه المناسبة نتهيأ ونستعد لاستقبال شهر الرحمة والغفران بصيام النصف من شعبان ويكون تهيئة لبداية الصوم المبارك في رمضان هذا الشهر الكريم من كل عام الذي نتمنى ان يكون شهر رحمة وبركة وغفران وفيه أمن وسلام على جميع الأمة والشفاء لكل مريض وزوال لكل كرب وان يوحد الصفوف بين المسلمين عامة وان يمن علينا رب العالمين برحمته ويغدق علينا برزقه ويرحمنا برحمته.