بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيلول 2017 12:01ص الرضاع المحرَّم

حجم الخط
الرضاع المحرَّم
* أختي تريد ان تتزوج من ابن عمي. وأخي رضع مع ابن عمي. ولا نعرف عدد مرات الرضاعة: أكثيرة هي أم قليلة. فهل يصح لها ان تتزوج منه؟ 
عادل طرابلسي - بيروت

- إذا كان المقصود ان أخاك قد رضع مع ابن عمك من امرأة عمك أو من امرأة أخرى غير أمك فإنه يجوز لأختك الزواج من ابن عمك هذا: قليلاً كان رضاع أخيك معه أو كثيراً؛ لأن أخت الأخ من الرضاعة ليست اختا من الرضاعة. 
أما إذا كان المقصود أن رضاع ابن عمك مع أخيك كان من أمك فإنه يحرم زواج ابن عمك من أختك إذا كانت الرضعات خمساً مشبعات في حولي الرضاع. لأنه يصبح حينئذ أخا لأختك من الرضاعة. أما إذا لم يعرف ما إذا كان عدد الرضعات قد بلغ الخمس أم لا فإنه يصح إتمام هذا الزواج عند الشافعية والحنابلة القائلين بأن التحريم لا يثبت إلا بخمس رضعات مشبعات. وما دامت الخمس مشكوكاً فيها فإن اليقين - وهو حل النكاح - لا يزول بالشك.


ذكر الله بعد الفجر

* ما حكم من صلى الفجر جماعة وجلس يذكر الله تعالى حتى الشروق ثم صلى ركعتين؟ 
زاهي حنتس -بيروت

- جاء من حديث أنس عن الترمذي. وكذلك من حديث ابن عمر واحاديث أخرى في هذا الباب عند الطبراني وغيره. أن» من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة». وفي رواية عند الطبراني «وصلى سبحة الضحى». فإذا عمل المسلم بهذا الخبر الوارد من طرق يرجو ثوابه فهذا مما يرجى ان يحقق الله له سبحانه وتعالى له هذا الظن. والله عز وجل يقول: {أنا عند ظن عبدي بي}. وجاء في مسلم من حديث جابر بن سمره «أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر جلس حتى تطلع الشمس حسناء». والذي ورد في صحيح مسلم جلوسه  صلى الله عليه وسلم  ولم يرد فيه ذكر الصلاة. لكن في هذا الحديث السابق ورد ذكر الصلاة. كما ورد ايضا في صحيح مسلم من حديث عمرو بن عبسة انه  صلى الله عليه وسلم  لما علمه الصلاة. ومتى تجوز ومتى لا تجوز فقال له: «فإذا صليت الفجر فامسك عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح ثم صل حتى يستقل الظل بالرمح». فهذا الحديث من صحيح مسلم ايضا شاهد لما تقدم من قوله: «ثم صل». فإذا كان الإنسان يشرع له ان يصلي اذا ارتفعت الشمس لأنه دخل وقت الصلاة انه منهي عنه. وذلك انه حينما ينهي عن شيء ثم يأذن له فيه فإن كان المأذون فيه مشروعا كانت الصلاة مشروعة. وإن كان المأذون فيه في أول الأمر جائزاً. مثل قوله: {وإذا حللتم فاصطادوا}«النساء:2» فلما نهى عن الصيد حال الإحرام. فإذا حل فإنه يصطاد ويعود الأمر الى ما كان عليه قبل الإحرام. وهو جواز الصيد لا وجوبه ولا نقول مشروعيته. نقول هو جائز من حيث الجملة. الصلاة إذا كانت مشروعة ثم نهى عنها. ثم اذن فيها فهي مشروعة. 
فهذه الصورة. وهي إذا جلس بعد صلاة الفجر وارتفعت الشمس داخله في عموم الأدلة ومشروعية الصلاة إذا ارتفعت الشمس. ولو لم يثبت هذا الخبر لكن ثبوته في هذا القول الخاص وكما تقدم ان جمعاً من أهل العلم قال انه من باب الحسن لغيره بمجموع طرقه.