بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 آب 2020 12:01ص العلماء بعد الانفجار الكبير في بيروت: على الدعاة مناصرة الحق ورفض الفساد.. وإلا فليرحلوا وليسكتوا؟!

حجم الخط
الكارثة الدموية التي هزّت مدينة بيروت في مرفأها أدمت القلوب، وكشفت حجم استهتار المسؤولين بحياة الناس والمواطنين.

الكارثة دمّرت البيوت والمحلات، وقضت على أرواح الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا إنهم للأسف خلقوا في هكذا بلد وحكمتهم زمرة فاسدة جشعة لا همّ لها سوى السرقة ولو على جثث النّاس...

اللسان يقف عاجزاً أمام هول هذه المجزرة الكبيرة والتي كشفت القناع عن وجوه الكثيرين من الحكام الفاسدين..

ففي ظل الأزمات والكوارث تتضاعف الجهود لترميم ما جنته أيدي الفاسدين والحاقدين على وطنهم... الجميع مسؤول أمام الله على ما جرى... ماذا يقول العلماء والدعاة عن دورهم في هذه الظروف العصيبة؟ هذا ما سنكشفه في تحقيقنا التالي:


عودة


الشيخ ياسر عودة

الشيخ ياسر عودة عضو الهيئة الشرعية في مكتب العلّامة السيّد محمد حسين فضل الله قال:

على العلماء والدعاة أن يقفوا مع الحق ضد الباطل وأن يناصروا المظلوم وليس الظالم، ان الله فرض على أئمة العدل ان لا يقاروا على قفزة ظالم ولا على سبب مظلوم، والسؤال الكبير كيف سيقدم أكثر علماء الدين في هذا الزمن إلى ساحة القيامة؟ وماذا سيجيبون الله إذا سألهم عن نصرة الظالم وترك المظلوم؟ بماذا يجيبون الله إذا سألهم عن الدفاع عن رؤساء طوائفهم وزعائمهم ونوابهم ووزارئهم الذين قتلوا وسرقوا ونهبوا وفشلوا في إدارة حكم البلاد؟!

بماذا سيجيبون الله عن شكاوى المظلومين وأنين اليتامى وآهات الأمهات المفجوعات بأبنائهن؟!..

أيها الدعاة ارجعوا إلى الله أو اخلعوا عمائمكم، ناصروا المظلوم أو لا تتكلمون باسم الله..

أيها العلماء، قفوا مع المستضعفين أولاً، تشبّثوا بانكم أولياء الله طالما أنتم مع الظالمين، فانكم بعيدين كل البُعد عن الدعوة والإيمان والإسلام والرسالة والرسول وأهل البيت والصحابة، اتقوا الله ان كنتم تعقلون.

حداد

الشيخ د. أسامة حداد

أما المفتش العام للأوقاف الإسلامية الشيخ د. أسامة حداد فقال:

ان مهمة العلماء هي الدعوة والاقتداء بسيد الأنبياء محمّد  صلى الله عليه وسلم الذي كان يفرح لفرح النّاس ويحزن لحزنهم ويتألم لألمهم ويعمل لتحقيق آمالهم.

من هذا المنطلق يظهر واجب الدعاة في هذه الظروف أن يقفوا مع آلام النّاس ويعملوا جاهدين بمسح دموع المتألمين ومساعدة المتضررين، إضافة إلى أن يقفوا بجانب النّاس وصرخاتهم في وجه الفساد والاستبداد والاستعلاء.

وأضاف ان ما حصل منذ أيام في بيروت من انفجار، وصلت أضراره إلى كل البيوت والطوائف والمذاهب، هذا الانفجار ليس فقط انفجار لنترات الامنيوم إنما هو انفجار لخزانات الفساد والاهمال الذي نعيشه في هذا الوطن المجروح.

وتابع: لذلك، فان واجب العلماء أن يقولوا كلمة الحق ولا يخافوا لومة لائم.. بالحكمة والحزم واللياقة وعدم مراعاة أي فاسد كائن ما كان.

وأنني أناشد جميع المسؤولين أن يقفوا وقفة ضمير مع ما حدث ويتحمّلوا المسؤولية ويقدّم كل واحد منهم نفسه للمحاكمة بعد الاستقالة من منصبه، فإن كان بريئاً سيحترمه الناس وان كان متورّطاً فلا أسف عليه ولا على أمثاله.

فالمهم ان يعيش هذا الشعب المنكوب بماله حيث حجزت أمواله في المصارف، والمنكوب بخدماته، فلا كهرباء ولا ماء ولا نظافة ولا حراسة ولا كناسة، بل إرهاق بالضرائب والاهمال، ألا يكفي هذا الشعب بلاءه بمسؤولين مهيمنين فاسدين ليأتي هذا الانفجار ليفجّر بركان الحزن والغضب في نفوس هذا الشعب المسكين.

وأختتم قائلاً: فليتق الله كل مسؤول في مسؤوليته ولا يجوز لأي مسؤول أن يسكت، فالساكت عن الحق شيطان أخرس وأفضل كلمة حق أمام سلطان جائر.

مزوق


الشيخ وسيم مزوق

في حين رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق قال:

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ها نحن اليوم أمام مصاب عظيم حلّ ونزل بلبنان عامة وبيروت خاصة، فعلى كل فرد من أفراد المجتمع أن يتحمّل المسؤولية وأن يقدّم يد العون والمساعدة، ومن أفراد المجتمع العلماء والخطباء والمشايخ، فيجب عليهم شرعاً أن يوجّهوا أبناء الأمة وأفرادها لمواجهة هذا المصاب، وقد قال ربنا سبحانه وتعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان}.

وأضاف: فيجب عليهم شرعاً أولاً، أن يقولوا للناس إياكم والفاسدين أي احذروا الفاسدين من الطبقة السياسية وغيرها، فقد رأينا ماذا حصل بسبب التقصير والاهمال والمحسوبيات والواسطة، فأي إنسان يعظّم ويتبع زعيماً فاسداً ويناصره ويدافع عنه فهو شريك معه في ظلمه وعدوانه، قال تعالى {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}.

فالعالم عليه أن ينصح وأن يوجّه الشعب عندما يريدون أن يختاروا من يمثلهم وعلينا أيضاً أن نحث المتطوعين على مساعدة النّاس، فهذا من صلب ديننا وأن نساعد المنكوبين والمحتاجين والمتضررين، فمن شُعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق وإذا مشينا في شوارع بيروت رأينا اليوم الهدم والردم والزجاج، رأينا البيوت المتضررة، وكل متطوع يساهم في إزالة هذه الأضرار وتنظيف البيوت والشوارع أجره عظيم عند الله.

ونوجّه النداء، إلى أصحاب المهن من النجارين والحدادين وغيرهم أن يساهموا بما استطاعوا بمساعدة النّاس الفقراء، لإصلاح بيوتهم ولو تبرّعوا بإجرة يدهم.

ونوجّه النداء إلى الأغنياء والجمعيات الخيرية والمجتمع المدني والأهلي وكل الفعاليات أن يساهموا أيضاً بأموالهم مع أيديهم لأن الضرر كبيرا.

نعم المسؤولية كبيرة على الدولة فهي المقصّرة وهي تتحمّل المسؤولية، ولكن كلنا يرى ان الدولة لا تقوم بواجباتها كما يجب، فعلينا نحن أن نُسارع إلى مساعدة بعضنا البعض وقد قال صلى الله عليه وسلم «الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».

وفي الختام، نرى ان الشعب اللبناني مع اختلاف طوائفه إتّحد اليوم وخرج بوجه الفاسدين والظالمين، فعلينا أن نحافظ على هذه الوحدة ونقول للذين ما زال يناصر زعيماً أو سياسياً فاسداً اتقِ الله وبادر الى التوبة وأترك وإلا ستحشر معه يوم القيامة في الجحيم لا واسطة فيها ولا محسوبيات بل هناك العدل المطلق.