بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2019 12:05ص العلماء في ذكرى الإستقلال: نسأل الله أن يُلهمنا العمل للخروج من ضفة القلق

والشك والفساد إلى ضفة الخلاص والإنقاذ

حجم الخط
يمرُّ علينا عيد الاستقلال هذا العام وبلادنا تتخبّط بالعديد من الأزمات المعيشية والاقتصادية والسياسية التي تستنزف العباد والبلاد...

هنا نتساءل أي استقلال الذي نعيشه؟!..

هل هو استقلال لرغيف الخبز؟..

أو هو استقلال من الموت على أبواب المستشفيات؟..

أو استقلال لوقف ونهب خيرات البلاد؟!..

فأي استقلال نتحدث عنه والشعب يئن تحت وطأة الغلاء والجوع والعطش..؟!

وأي استقلال والحكومة عاجزة عن تأمين أبسط متطلبات شعبها؟..

الإستقلال الحقيقي الذي نريده هو الاستقلال الذي يحفظ للإنسان كرامته وعزّه في بلاده، هو الاستقلال الذي يفتح آفاقاً مشرقة لأجيالنا الصاعدة...

الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال الذي دعانا إليه ديننا الإسلامي بحفظ كرامة وإنسانية الإنسان..

ففي ظل الأوضاع التي نعاني منها في لبنان ما هي الكلمة التي يتوجّه بها العلماء للناس في ذكرى الاستقلال؟

 الصلح

{ بداية قال مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح: تعود ذكرى الاستقلال لهذا العام، في وقت نعيش فيه أزمة حلّت في وطننا لبنان الذي يئّن فيه الوطن والمواطن من الضرائب والغلاء والهدر الذي يضرب المؤسسات والوزارات.

وأضاف: إنّ الأوضاع السياسية الاستثنائية الخطيرة التي يمرّ بها لبنان، تستدعي من اللبنانيين، مواطنين ورجال سلطة، التحلّي بأقصى درجات الوعي واليقظة، كما يستدعي  على الأجهزة الأمنية اتخاذ التدابير الكفيلة بالحفاظ على الاستقرار الأمني وحفظ حريات التعبير وحماية المواطنين، لأنّ هذا الاستقرار يشكّل قاعدةً صلبة لإعادة إنتاج الحلول السياسية المنشودة التي تجعلنا نعبر من ضفّة القلق والشكّ والفساد إلى ضفّة الخلاص والإنقاذ.

وتابع: ان لبنان​ بلد الفرص الضائعة للاستثمارات، بلد قلّ فيه الأمل بمستقبل أفضل، انه بلد يعاني مواطنيه في حياتهم اليومية من مشاكل لا تُعد ولا تحصى، بلد تخطّت فيه ملفات الفساد والتعدّيات، كما انه لا يخفى على أحد ما يعانيه لبنان اليوم من تراجع وترهّل في مستوى البنى التحتية وتراجع مستوى الخدمات العامة التي لم تعد تواكب التطوّر والزيادة السكانية لتشكّل أزمة الكهرباء والمياه والصرف الصحي، واقع مرير يرمي بثقله على المواطن اللبناني وعلى يومياته، ولكن ما شاهدناه خلال شهرٍ مضى من الوعي والحرص من كل لبناني وإيمانه بوطنه وبقيامة لبنان، ومع تصاعد الأزمة التي وحّدت جميع الطوائف اللبنانية لأول مرة في الشارع تحت العلم اللبناني.

واختتم بالقول: نأمل أن يصار الى قيام حكومة تلبّي رغبات اللبنانيين وتنقذ لبنان من الانهيار وترمّم الصدع التي ضربت الدولة وتوقف مزاريب الهدر في الوزارات وتثبّت الاقتصاد وتخفّف عن المواطنين صعوبة عيشهم.


المفتي خالد الصلح

شحادة

{ أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة قال: يمرُّ لبنان في هذه الأيام في مرحلة من أصعب المراحل التي شهدها، ولم يشعر اللبنانيون بصعوبة هذه المرحلة من قبل حيث انها طالت جميع الطبقات والمرافق الحيوية ومعيشتهم اليومية، فما نراه اليوم بان هذه الانتفاضة إنتفاضة على مستوى عام وشامل حتى ان الطلاب في المدارس والجامعات يعلقون الدراسة للمشاركة في هذه الاحتجاجات من شدّة الألم والمعاناة التي تصيب كل المواطنين اللبنانين دون إستثناء.

وأضاف: ولذلك يصادف في هذه الأيام ذكرى استقلال لبنان الذي نعرفه بأنه أجمل الأوطان ومميّزاته التي يمتاز بها من خليط شعبي وتعاون ومحبة بين طوائفه إلى ان أتت الحروب الماضية وحاولت الفرز الطائفي وفشلت في النهاية ونعود اليوم لنرى وجه لبنان الحقيقي في ان هذه الحالة من الانتفاضة في جميع البلدان اللبنانية التي تجمع جميع الطوائف دون إستثناء على مطالب واحدة، ما يعنينا نحن منها هي المطالب المحقة التي ينبغي لكل دولة أن تؤمّنها لمواطنيها وهي أبسط الحقوق.

لذلك نأمل أن يكون هناك فعلاً استقلال حقيقي عن كل المحيط القريب والبعيد وأن يترك للبنان حرية اختيار مصيره ومستقبل أبنائه وشعبه الذي بدأ للمرة الأولى يصنع تاريخاً جديداً لوضع دستور شعبي جديد.

وبالتالي ان تحقيق الأهداف التي ينشدها الشعب اللبناني الشريف الذي ينادي من قلبه ووجدانه دون دفع من أحد واستثني من ذلك هذا الشعب الذي لا ينتمي لأحزاب لأن ما نعرفه ان الأحزاب تشارك وتستغل مثل هذه التحركات في جميع الأزمنة لتشويه مطالب النّاس الحقيقية، ان ما يعنينا بالأمر هو المطالب الشعبية الحياتية والحقوق الإنسانية لكل مواطن لبناني ولا يعنينا المطالب الأساسية.

وهذا ما أتمناه أن تكون لهذه الثورة نتيجة إيجابية نحو استقلال جديد، وهذا الاستقلال يكون باستقلال كل مواطن ومسؤول عن تبعيته لأي جهة كانت ويهتم بوطنه وشعبه وأهله لتحقيق مطالب أبنائه وأهله ومحيطه الذي انتخبوه وجعلوه محل ثقتهم، ولذلك ينبغي أن ننظر فقط من ناحية إيجابية لما يطالب فيه النّاس وهو عبارة عن استقلال ذاتي للمواطن والمسؤول اللبناني عن ما يحيط به من أهداف سياسية ومراجع سياسية خارجية من أي نوع كانت وتحت أي شعار كان لأن لبنان يدفع الثمن غالياً في اعتماد هذه المنظومات التابعة للخارج ولا يأتيه منها إلا الضرر والإساءة وما وصل إليه لبنان اليوم إلا نتيجة لهذه السياسة المتبعة سابقاً ولا أشمل جميع السياسيين بهذه الارتباطات إنما من هم يحملون هذه الصفات ويعرفون أنفسهم وعليهم أن يعيدوا النظر في قراراتهم، اما أن تكون لبنانية محض أو وطنية بامتياز واما انهم شركاء في خراب هذا الوطن.

وأوضح انه لقد آن الآوان أن يستقل لبنان ليس جغرافياً ودولياً ويبقى شعبه غير مستقل ذاتياً عن محيطه القريب والبعيد.

وهنّأ القاضي شحادة لبنان بجيشه وقواته الأمنية كافة الذين اثبتوا استقلاليتهم الفعلية عن أي جهة كانت سوى ولائهم للشعب وللمواطن والوطن، فكانوا خير أمثولة في معالجة الوضع منذ أكثر من شهر حيث ظهرت مظاهر التلاحم والمحبة والألفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية على أنواعها، ولا يخلو الأمر من بعض المشاكل وهذا أمر طبيعي ولكنهم اثبتوا وطنيتهم وخدمتهم لشعبهم وحرصهم على أمنه وحرية رأيه.

واختتم قائلاً: أتمنى للبنان استقلالاً ذاتياً سياسياً واجتماعياً وأمنياً، ولتكن المؤسسات الأمنية بما تمثل هذه هي القدوة لوحدة الوطن ووحدة مؤسساته والتفاهم حول وحدة لبنان وسلامته.


القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة