بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2020 12:00ص العلماء في رحيل القاضي الشيخ زكريا غندور: كان رجلاً حكيماً.. وخطيباً مفوّهاً... لا يقول إلا الحق

حجم الخط
رحل عنا بالأمس رجل لم يكن كغيره من الرجال... كان قاضياً شرعياً، يحكم بالعدل في المحاكم الشرعية، خطيباً يصدح بصوت الحق في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة..

محبّاً للناس يعايش همومهم ومشاكلهم ويسعى لحلّها دوماً.. انه القاضي الشرعي الشيخ زكريا غندور..

هذا الإنسان المتواضع تتحدث إليه عن بُعد وكأنك تعرفه منذ مئات السنين، البسمة والروح الجميلة لم تفارق محياه.. عندما تسأله عن حوار صحفي أو رأي حول موضوع معيّن تغوص معه في أعماق الروحانية من خلال أفكاره المنمّقة والمنفتحة التي تراعي الشرع ونهج الحياة..

يفتقد لبنان هذا العالِم الجليل، ولكن ذكراه ستبقى في قلوب كل تلامذته وخاصة أبناء الطريق الجديدة..

رحم الله الفقيد... ماذا يقول القضاة والعلماء الذين عايشوه؟ هذا ما سنعرفه في تحقيقنا التالي:

الصلح

بداية مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح قال: هذا الخبر الصادم يعجز الإنسان أمامه عن التحدث عن هذا العالم الجليل، أسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته ويعتبره من الشهداء في هذه الأيام المباركة بعد شهر رمضان، الذي خدم بقاعها وفي عاصمتها، وكان له الأثر الطيب بين أهله ومحبّيه الذين يرفعون اليوم أيديهم إلى الله سبحانه وتعالى سائلين أن يتغمّده بواسع رحمته.

ونعزّي الأمة الإسلامية، واللبنانية خصوصاً، بفقدان هذا العالِم من بلادنا، رحمه الله رحمة واسعة.

الكردي

أما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي فقال: رحم الله شيخنا الجليل القاضي الشيخ زكريا غندور، كان رحمه الله عالماً عاملاً وقاضياً عادلاً، كان رحمه الله له الكلمة الحق بكل المواقف والميادين وكان في قلبه يحمل همّ الأمة وقضاياها فضلاً عن قضايا الوطن ولبنان.

وأضاف: كان رحمه الله مثالاً يحتذى لكل العلماء بشخصيته المحببة وابتسامته الجميلة وأخلاقه الرفيعة، كان رحمه الله مخلصاً في أعماله وأقواله كلها.

سيفتقد العلماء عالماً عاملاً فذّاً بذل سنين عمره في هذه الدعوة العظيمة وخاصة أهالي طريق الجديدة ومسجد الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجه.

نسأل الله تعالى لهذ الأمة أن يخلفها خيراً وأن يلهم أهله وأولاده وتلامذته وأحبابه الصبر والرضى، ولا يسعنا إلا أن نقول: «إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون».. يا مولانا يا شيخ زكريا جوار ربنا الرحيم خير من جوار الإنسان.

شحادة

في حين قال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة: فَقدَ المسلمون اللبنانيون هذا اليوم عالماً جليلاً وقاضياً نزيهاً وإماماً جريئاً، أمضى حياته في نشر العلم والفصل في القضايا العادلة وتميّز بقربه من النّاس حيث كان إماماً لعقود لأهم مساجد بيروت وهو مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة.

إضافة إلى انه قد مارس القضاء الشرعي لعقود من الزمن أيضاً وكان من القضاة العادلين، لذلك نسأل الله أن يتغمّده برحمته وأن يجعل مثواه الجنة ويعوّض لبنان عامة والمسلمين خاصة برجالات من هذا الطراز الرفيع الذي ترك له بصمات كما ثبت في القضاء وفي المجتمع وفي نشر العلم والثقافة، انه من الرجالات القلائل الذين تعدّدت فيهم روح العطاء في كثير من المجالات.

نسأل الله أن يكون هذا في صحيفة أعماله وان يجزيه رب العالمين الخير ويدخله جنات النعيم، وندعو لأهله الصبر ونحن على فراقه طبعاً لمحزونين، و«إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون».

فخري

أما مدير الشؤون الإدارية في دار الفتوى الشيخ صلاح الدين فخري، قال: لقد فَقدَ الإسلام والمسلمون عالماً جليلاً وفقيهاً وقاضياً وإماماً عادلاً خدم الإسلام والمسلمين طيلة أيام حياته وهو فضيلة الشيخ القاضي المرحوم زكريا عمر غندور، وقد صاحبته منذ سنة 1963، وقد درسنا على يديه علوماً شتى من فقه وأصول ولغة وقرآن، وكانت هذه الأيام الطيبة هي المفتاح العظيم الذي فتح لنا كتابات العلم والمعرفة حيث ذلل لنا ولبعض الأخوة الذهاب إلى بلاد الشام لدرس العلوم الشرعية والعربية في معهد الفتح الإسلامي الذي تخرّج منه المرحوم الشيخ زكريا غندور، وكان هذا فضل علينا حيث عاصرناه قبل التخرّج وبعد التخرّج من المعهد.

وأضاف ان المرحوم الشيخ القاضي زكريا غندور له باع كبير في بيروت في نشر العلم والمعرفة حيث كان منزله محطة أهل العلم والمعرفة، فكان يلتقي ويلقى على طلاب العلم العلوم والمعارف، ودأب على ذلك وخصوصاً بعد تقاعده من القضاء، حيث تفرّغ تفرّغاً كلياً لطلاب العلم، كما انه رحمه الله كان يصدح بالحق على منابر المساجد وخاصة منبر مسجد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الطريق الجديدة، والتي كانت مواقفه الإسلامية أبرز شخصية له وكان المجتمع الإسلامي ينتظر هذه المواقف المشرّفة التي كان لا يخاف في الله لومة لائم، ويقول الحق ولا يخشى أحداً.

رحم الله الشيخ الفقيد، لقد أحدث بفقده ثلمة لا تسدّ أبداً، وكما ورد ان الله تعالى لا ينزع العلم من صدور العلماء، لكن ينزعه بموت العلماء، رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وتلامذته الصبر والسلوان.

أسرة «اللواء الإسلامي» التي ألمها الخبر تتقدّم من عائلة الفقيد بأحرِّ التعازي، سائلين المولى أن يتغمّده برحمته ويسكنه فسيح جناته.