بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2018 12:05ص العلماء مع بداية أشهر الحج: أيام مباركة تتوَّج بوحدة المسلمين... فلنحسن إستثمارها

حجم الخط
يعيش المسلمون اليوم أياماً مباركات من أيام السنة التي يجب ان يستغلوها أفضل استغلال في زيادة حسناتهم والقيام بالكثير من الأعمال الصالحة وهي الأشهر الحرم، حيث عظم القرآن الكريم حرمة هذه الأشهر كما ذكرت السنة على ذلك قال تعالى: {ان عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.
وتشترك الأشهر الحرم الأربعة من آداب واحكام ينبغي للمسلم ان يتعلمها ويعمل بها حتى يكون من الذين يعظمون حرمات الله من حيث تجنّب الوقوع في الآثام خصوصاً في هذه الأشهر، والاكثار في هذه الأشهر من الأعمال الصالحة، والنهي عن القتال في هذه الأشهر...
ماذا يقول العلماء عن فضل أشهر الحرم هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

الكردي
{ بداية قال القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي ان أشهر الحج هي من الأشهر المهمة التي ينتقل فيها الحجاج من كل أطراف الدنيا إلى مكة المكرمة ليدخلوا بعبادة الحج والمراد باشهر الحج ان نية الحج تنعقد في هذه الأشهر ولا ينعقد في غيرها وهي شهران وعشرة أيام شوال وذو القعدة، وعشرة من ذي الحجة، وعند الإمام مالك كامل شهر ذي الحجة، وان هذه الأشهر هي معظمة عند العرب قبل الإسلام كان الهدف منها حتى يتمكن العرب من كل القبائل وكل المناطق حتى يؤدوا فريضة الحج لأن العرب قبل الإسلام كانوا يغزون بعضهم بعضاً ولا يجدون الأمان إلا في أشهر الحج والأشهر الحرم.
واضاف: وبهذه المناسبة أتوجه لكل اللبنانيين الذين انعقدت نيتهم لأداء فريضة الحج ان يستعدوا لأداء هذه الفريضة لتبرئة ذمتهم أولاً من الحقوق والواجبات وخاصة الديون ثم القيام بصلة الأرحام وتوديع النّاس وطلب المسامحة منهم حتى يخرج الحاج تائباً مقبلاً على الله تعالى وكذلك ينبغي لمن انعقدت نيته لأداء فريضة الحج ان يتعلم أركان الحج وكل ما يحتاج له بسفره الميمون لا يصلح ان يخرج المسلم لأداء هذه الفريضة دون علم أو بصيرة، واقلها صحبة عالم من أهل الفضل وأهل التقي حتى يُمكن كل حاج من أداء هذه الفريضة كما اداها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حيث قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لأصحابه في حجة الوداع «ايها النّاس خذوا عني مناسككم».
واما من لم تكن عنده نية الحج وكان غنياً فليهتم بالعشر الأولى من ذي الحجة وليعبد ربه في هذه الأيام بالصدقة والصيام وسائر الأعمال الصالحة وفي صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة بعد صلاة العيد ان يضحي لله تعالى اضحية تطبيقاً لقوله تعالى: {فصل لربك وانحر} أي صلِّ صلاة العيد ثم انحر أضحيتك، واما ان كان فقيراً فهو يشتغل بكل ما يمكنه من العبادات والتقرب إلى الله تعالى في العشر من ذي الحجة وبالعموم يجب علينا جميعاً ان نحيي مبدأ التعاون والترابط الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء وبين الضعفاء والاقوياء حتى يكونوا جسداً واحداً وقلباً واحداً في مواجهة الصعاب وشدائد الأمور.
شحادة
{ القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة قال: يُعد شهر شوال وذو القعدة وذو الحجة من أشهر الحج هذه الأشهر الثلاث هي أشهر تلي أفضل الشهور شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القرآن ويدعى المسلمون في هذه الأشهر الثلاثة لأداء فريضة الحج في الأوّل من ذي الحجة، وتكون هذه الأشهر أشهراً يمتد فيها الشعور بالتعبد والتفرغ للعمل على تهيئة النفس والأجواء الدينية التي ينبغي ان يتمتع بها كل مسلم لاسيما من يريد اداء فريضة الحج فيبدأ بالتعود على فضائل هذه الأشهر وهذه الفريضة يكثر فيها من التعبد وانصح ان يبدأ بالقراءة عن فرائض الحج والتفقه في أمور دينه وتعلمه كيفية أداء مناسك فريضة الحج كي لا يقع في أخطاء.
وعليه ان يعرف ما هي العبرة من المناسك التي يقوم بها، فهي ليست فقط الانتظار للذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وإسقاط الواجب الفرض عنه بل هي مرحلة منحت له وعليه ان يستغلها ليتعلم ما معنى فريضة الحج وما اجرها عند الله تعالى حيث انها من أفضل الفرائض وهي قد فرضت على المسلم مرّة في العمر لمن استطاع إليها سبيلا ويعود منها خالياً من الذنوب والمعاصي ويبدأ حياته بطهارة ونظافة وايمان وسلوك حسن كما ينبغي عليه.
واضاف: ان هذه الأشهر قبل الحج علينا ان نستغلها في التعبد والتفقه والتعود على كيفية أداء هذه الفريضة على اكمل وجه ومساعدة الآخرين ممن يريدون أداء فريضة الحج كي يكون لهذه المناسك العبرة الجيدة وتكون قد أديت على اكمل وجه دون خلل وهذه من الواجبات التي على المسلم ان يتعلمها سواء كان يريد الحج الآن أو فيما بعد لأنها من الفرائض التي فرضت على المسلم واعتبرت من الأركان الخمسة وهي الركن الخامس الذي علمنا الإسلام هذه الأركان على لسان نبينا محمّد  صلى الله عليه وسلم  ولا يبني شيء دون ركنه وهذا ركن أساسي في ديننا الإسلامي.
وختم قائلاً: علينا ان نحسن بناء هذا الركن واداءه وان تكون هذه الأشهر أشهر خير وبركة وعلم إلى ان يأتي شهر أيام الحج التي يتمناها كل مسلم في هذه الدنيا بزيارة بيت الله الحرام وان يقوم بواجبه الديني والإنساني فيه، املاً ان تعود هذه الأشهر وهذه المناسبات بالخير والبركات والسلام والأمن والإستقرار.
غندور
{ بدوره قال القاضي الشيخ زكريا غندور: قال الله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الالباب}.
واشهر الحرم هي شوال وذو القعدة ذو الحجة، محرم، واشهر الحرم تشتمل على أمرين: تحريم القتال فيهن {ويسألون عن أشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبيراً } وتحريم الظـلم فيهن ولا تظلموا فيهن انفسكم، وتشتمل هذه الأشهر على فضائل وعبادات ليست في غيرها، وخصوصاً شهر ذي الحجة موسم الحج، فافعال الحج تقع في ذي الحجة، كما يشتمل ذو الحجة على الليالي العشر التي اقسم الله بها وتسمى عشر ذي الحجة ويوم عرفة وهو أفضل أيام العشر.
وها هم المسلمون يستقبلون الأشهر الحرم فماذا ستفعلون فيها فلا تظلموا فيهن انفسكم بعمل المحرمات ولا تظلموا انفسكم بتضييع الزمن المتبقى بترك الحسنات، وعظموا شعائر الله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
بل استقبلوا هذه الأيام بالتوبة والإقلاع عن جميع المعاصي حتى يترتب على اعمالكم المغفرة والرحمة والتوفيق، فالتوبة الصادقة النصوحة متأكدة في هذه الأيام كما انها واجبة في كل وقت من كل ذنب لكنها في مثل هذه المواسم والمناسبات واجبة، فإذا أصبح للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في ازمنة مباركة فذلك عنوان لصلاحه وفلاحه.
وختم قائلاً: فليقبل المسلمون من أهل القرآن على تلاوة كتاب ربهم في هذه الأيام المباركة، وليغتنم المسلمون هذه الأيام بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله لعلهم يفوزون بالجنة فوزاً عظيماً.
منى توتنجي