بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 نيسان 2024 12:00ص العيسى واضعاً حجرَ الأساس لفرع متحف السيرة النبوية بباكستان: الإسلام جاء وسطاً بين الغالي والجافي... وجاء مبشِّراً لا منفِّراً

العيسى برفقة رئيس وزراء باكستان العيسى يلقي كلمته بالمناسبة العيسى برفقة رئيس وزراء باكستان العيسى يلقي كلمته بالمناسبة
حجم الخط
برعاية وحضور رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، محمد شهباز شريف، شهد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، الحفلَ الختاميَّ لتكريم الفائزين في المسابقة القرآنية السنوية (الماهر بالقرآن الكريم) لصغار الحفّاظ الذين هم دون العاشرة، ثم وضْع حجرَ الأساس لمشروع فرع متحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية المنطلق من مقره الرئيس بالمدينة المنورة، وذلك بحضور عددٍ من أصحاب الفضيلة والمعالي من كبار العلماء والوزراء، يتقدمهم معالي وزير الخارجية السيد محمد إسحاق دار، ووزير الشؤون الدينية سالك حسين، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان نواف بن سعيد المالكي، إضافةً إلى أساتذة وطلاب الجامعات وحفظة القرآن الكريم وأهاليهم.
واستهلَّ الحفلُ أعمالَه بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها الفائز الأول على مستوى جمهورية باكستان، فرع صغار الحُفَّاظ، الحافظ إرشاد الله بن مطيع.
وقدَّم رئيس الوزراء الباكستاني في كلمته شكرَه لرابطة العالم الإسلامي على دورها الريادي والإسلامي، وجهودها في احتواء حفَظَة القرآن الكريم، واهتمامها بنشر حقيقة الدين الإسلامي وجمْع كلمة المسلمين مشيداً بحضورها ودورها العالمي المؤثر، مؤكِّداً في هذا السياق مكانة المملكة عند الشعب الباكستاني، وتأثيرَها وقيادتَها للعالم الإسلامي، وجهودَها العظيمة التي تخدم الإنسانية بصورة عامة.
وشدَّد على أنَّ جمهورية باكستان من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تفتخر وتعتزُ وترحِّب بفرع متحف السيرة النبوية؛ هذا المشروع العظيم الذي يُرجى له أن يكون منارةً لتعزيز القِيَم الإسلامية، وليتعلَّم الناس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تلك السيرةَ العطرة ويطبقوها في حياتهم، موضِّحاً أنَّ متحف السيرة النبوية سيكون مزاراً ليس للباكستانيين فقط، وإنما للعالم أجمع، مؤكداً أن الشعب الباكستاني سيكون ممتناً غاية الامتنان للمملكة العربية السعودية من خلال هذه الهدية الإسلامية العظيمة وهي متحف سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
العيسى
وفي كلمته للحُفّاظ، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى: «نسعد اليوم بلقاءٍ قرآني مع صِغَار الحفّاظ لكتاب الله تعالى، نسعد فيه برعايةٍ وحضورٍ من دولة رئيس الوزراء السيد محمد شهباز شريف، في إطار المهام الإسلامية لحكومته، التي تشهد بالاهتمام الكبير لدولته بحُفاظ كتاب الله تعالى، كما هو الشعور الإيماني العميق المتأصِّل والراسخ لدى الشعب الباكستاني العزيز».
وشدَّد د. العيسى على أن الاحتفاءَ بحُفَّاظ كتاب الله تعالى مِنَ البراعم الصغار، هو احتفاء بمظهرٍ من مظاهر سمو الحفاوة، وشرف الخدمة من قبل حكومة باكستان لهذا الوحي الإلهي المبارك، المُنَزَّل على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكّد أن على مدارس تحفيظ القرآن الكريم ودُوره ومراكزه في عالمنا الإسلامي، أن تُعَلِّم القرآن لا أن تُحَفِّظه تحفيظاً مجرّداً عن الفهم والإحاطة بمعانيه، فالقرآن أنزله الله تعالى للتدبُّر والعَمَل به، أنزله سبحانه هداية للعالمين، ولا يكون هذا إلّا بفهم معاني القرآن الكريم فهماً صحيحاً على منهج الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين، والذي جاء مؤلفاً للقلوب.
وأضاف د. العيسى أنَّ «الإسلام جاء وسطاً بين الغالي والجافي؛ جاء مبشِّراً لا منفِّراً، ميسِّراً لا معسِّراً. جاء داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، داعياً إلى الدفع بالتي هي أحسن، هادياً للتي هي أقوم. وقبل هذا وبعده جاء بفطرة الإيمان: كلمة التوحيد التي قامت بها السماءُ والأرض، حيث قامت بأمر الله وحده لا شريك له».
وقد جرى توزيع الجوائز على المتفوّقين الفائزين في المسابقة القرآنية السنوية التي استمرت لمدة عام كامل، على مستوى جمهورية باكستان كلها، بإشراف لجان تحكيم متخصصة، ثم شاهد الحضورُ عرضاً مرئيًّا عن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.
هذا وكان رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، محمد شهباز شريف، قد استقبل في مكتبه بالعاصمة إسلام آباد، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم، تلبية لدعوة رسمية، حيث ناقش اللقاء جملة من الموضوعات على الساحة الإسلامية، كما أثنى شريف على جهود الرابطة في هذا المجال، ولا سيما مبادراتها في جمع كلمة العلماء، التي كان آخرها المؤتمر الدولي: «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، الذي احتضنته المملكة العربية السعودية، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مستطرداً في هذا السياق، بالتأكيد على أن باكستان تولي أهمية قصوى لعلاقاتها القوية مع المملكة العربية السعودية، والتي تستمدّ جذورها من الإيمان المشترك والِقَيم الإسلامية المشتركة، منوّها بجهود الرابطة الدولية البارزة في إيضاح حقائق الإسلام، ومواجهة ممارسات الإسلاموفوبيا وخطاباتها، معبّرا عن تقديره لجهود الرابطة في جمهورية باكستان الإسلامية في مختلف المجالات ذات الصلة برسالة الرابطة، وُمشدداً على دعم باكستان المستمر للرابطة في كافة جهودها، داخل باكستان وخارجها.