بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2018 12:02ص الفساد أم الفوضى؟!

حجم الخط
سؤال تشغلني الاجابة عليه منذ مدة..
هل الفساد المنتشر من حولنا... سببه الفوضى التي تأصلت في بلادنا..؟!
أم أن الفوضى في مجتمعنا... سببها الفساد المستوطن في حياتنا..؟! 
ربما يعتقد البعض أن السؤال جدلي سفسطائي لا فائدة منه، وأن الإجابة تحتاج الى كلام طويل وشرح أطول.. 
ولكن الحقيقة التي لا يريد كثير من حولنا أن يعترف بها، هي أن الفساد والفوضى وجهان لعملة واحدة اسمها.. سوء الفهم لديننا العظيم..؟! 
نعم... سوء الفهم وسوء التدبر وسوء التفسير وسوء التفاعل وأخيرا سوء العمل بتعاليم ديننا الراقية، هو سبب كل فساد وكل فوضى وكل منكر نراه في مجتمعنا أيا كان مصدره أو نوعه.
وهذا السوء الذي أسدل سواد ستائره على كل ما هو من حولنا.. طال استقراره عندنا فتحول عند البعض إلى أمر ديني، فارتكبوه ومارسوه ونشروه مقتنعين أنهم يقدمون الخير..؟!
لذا.. هم يشرعنون الفساد والفوضى بمسميات مزخرفة ويحسبون أنهم ينالون حقا من حقوقهم..؟
وترى أحدهم يسير عكس ما أمر الله به فيشوه وينفر ويكرّه الناس، ثم يخبرك بلسان كذب عن سعيه الدؤوب لنشر الأخلاق والفضائل..؟! 
أنهم وبكل صدق حقّ عليهم قول الله تعالى: «وإنهم ليصدون عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون»..؟! 
إن الاعوجاج الفكري والنفسي والسلوكي الحاصل في التعامل مع تعاليم الإسلام الحنيف لن يكون إلا سبباً مباشراً في زيادة الفساد والفوضى في مجتمعنا، وطالما نحن لا نريد الاعتراف بهذا الاعوجاج ولا نريد السعي الجاد لإصلاحه، فلا تتوقعوا خيراً لا اليوم ولا غداً، بل على العكس تماماً.. حضروا أنفسكم ومجتمعكم إلى أصناف من الفساد لم نعرفها من قبل... والمؤسف أنها ستداهمنا بمسميات وشعارات دينية...!؟
الفوضى أيها السادة هي الفساد.. والفساد هو الفوضى.. وكل فاسد أو فوضوي هو عدو لله ولرسله ولكتبه...؟!
وليس هناك فساد صغير وفساد كبير، ولا فوضى خفيفة وفوضى ثقيلة، فمن يرضى بالفساد والفوضى في أقل أمور حياته سيرضى بهما في أعظم الأمور لأن المبدأ مستقر في حياته وهو قابل للتطور، وبالتالي من رضي بالقليل يرضى بالكثير بل وبالأكثر إن توافقت مصالحه معه..؟!
إن الواحد منا أصبح وبكل أسف كيفما سار و أينما استقر، لا يرى إلا نماذج إبليسية تلبست بأجساد بشر، مهما عملت يرى المؤمن فيها مصداق قول الله تعالى {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ   وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ   فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ   وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}.


bahaasalam@yahoo.com