بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 12:05ص المؤتمر العالمي الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

بحضور ومشاركة أكثر من ثمانين دولة:اليوم إفتتاح

حجم الخط
تعقد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي يرأسها د. شوقي علام مفتي مصر مؤتمرها السنوي هذا العام بعنوان (التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق) في الفترة من 16 إلى 18 تشرين الاول الجاري، ويحضر المؤتمر أكثر من 120 عالمًا من أكثر من 80 دولة لبحث قضية التجديد في مجالات الإفتاء ومواجهة الاجتزاء الفقهي الذي دأبت عليه الجماعات المتطرفة والمتشددة.
حيث أكد د. أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن مصر ستشهد حدثًا علميًّا كبيرًا متمثلا في انعقاد المؤتمر العالمي الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الأمر الذي يعني أن مصر الأزهر كانت وستظل قبلة العلوم وراعية الإسلام والفكر والتجديد.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في تصريحات صحفية أن العالم عانى في الفترة الماضية من مشكلات كبيرة بسبب صدور فتاوى خطرة من تيارات شاذة ليس لها أدنى علاقة بالدين، فرسمت صورة سلبية عن الإسلام في الغرب والشرق.
كما أشار إلى أن المؤتمر العالمي الذي يحضره عشرات المفتين وولاة أمر الشأن الديني في العالم؛ ليضع القواعد والمعالم للفتاوى الرشيدة التي تنطلق من أصول الدين، وتستلهم مقومات التجديد، وتراعي مصالح العباد والبلاد، وتركز على خطاب التصالح بمفهومه الشامل، وتقضي على خطاب التقاطع بين الناس.

نجم
{ أما الشيخ د. إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر فقد أكد في تصريحات له على أن انعقاد المؤتمر العالمي الرابع لدور الإفتاء هذا العام يأتي حاملا معه هموم وآمال أمتنا الإسلامية، وما يشغلها من القضايا الشرعية والفكرية، وذلك استجابة للدعوة الكريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني بما يأخذ بناصية الأمة نحو الخير، وحماية لها من الأخطار والمكائد التي تتعرض لها وصيانة لهويتها السمحة من التبديل والتغيير.
فالمؤتمر ينعقد هذا العام بمشاركة العديد من أصحاب العلم والفضل من المفتين والعلماء ورجال الدولة ورواد الإعلام، وذلك تحت عنوان «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق» والذي ينطلق منه المؤتمر لمعالجة بعض المحاور الأساسية التي يندرج تحتها الكثير من القضايا والمسائل التي تشتد الحاجة إليها في وقتنا الحالي، فيعمل المؤتمر على مواجهتها من خلال وضع التصور الشرعي الصحيح لها والقيام على نشر هذا التصور بين أبناء الأمة وتفعيله، كخطوة من خطوات التجديد وتصحيح المفاهيم والتصدي للفكر المتشدد الذي انحرف بالكثير من أبناء الأمة عن حقيقة الدين وسماحة شريعته.
 وقال: ومن أهم هذه القضايا التي يناقشها المؤتمر في فعاليته هذا العام: قضية الاجتهاد الجماعي وأهميتها في الوقت الحالي. حيث إن طبيعة الحياة في عصرنا الحالي وما يظهر فيه من القضايا الكلية أو المسائل المستحدثة، تتطلب تضافر جهود أهل العلم للعمل من أجل معالجتها، وتبني منهج العمل المؤسسي الموحد القائم على التعاون العلمي بين القائمين على أمر الإفتاء في العالم وبين كل مؤسسات العمل المدني والتقني؛ حيث إن العمل الجماعي في مجال الإفتاء والصدور عن حكم ورأي واحد متفق عليه بين من أناطت بهم الأمة مسؤولية الإفتاء وأمانته يعطي مزيدا من الأمان والسلامة الفكرية للناتج العلمي في المسائل والقضايا، فقد حفظ الله هذه الأمة من أن تجتمع على ضلالة، وكذلك يفتح المجال أمام التطبيق الكلي للفتاوى بحيث تتحول إلى منهج حياة لدى جميع المسلمين، فتغلق الأبواب أمام المدعين من أصحاب الفكر المتشدد الباطل غير المؤهلين للفتوى في أمر خاص أو عام.
 وتابع: فالعمل على تفعيل أمر الاجتهاد الجماعي بين علماء الأمة وتنشيط عمل المجامع الفقهية ونشر توصياتها وآرائها، ونشر العمل التعاوني المؤسسي والتنسيق الدائم، والتواصل بين دور الفتوى ومراكز الأبحاث والهيئات الشرعية، كل ذلك يعمل على خلق رأى عام متحد معتدل موافق لمقاصد الشريعة بين أفراد أمتنا، ويحميها من كل فكر ضال ينحرف بأبنائها عن الطريق المستقيم.
قضية الجهاد
 وأكد على إن من متعلقات قضية الاجتهاد الجماعي التي يعالجها مؤتمر هذا العام مستجدات المسائل في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تتطلب آراء متحدة يظهر من خلالها الحكم الشرعي لهذه المسائل وفق رؤية معاصرة صحيحة، وتقضي على كل تفرق وتشرذم علمي وفكري، ويراعي فيها السقف الشرعي المسموح في تلك المسائل وتحقيق مصلحة المسلمين، بحيث لا يصبح المسلمون منفصلين عن واقع العالم المعاصر ومتطلباته، ولا تتوقف فيه المصلحة نتيجة للفتاوى غير الصحيحة التي تصدر عن غير المتخصصين. وهذا الأمر من أهم محاور تجديد مجالات الفتوى والإفتاء فالشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، وبها من الأصول الكلية ما يندرج تحته كل تصور لتحقيق المصلحة البشرية والتعايش مع الواقع بكل متغيراته مع الحفاظ على الثوابت الشرعية.
 وكذلك من متعلقات الاجتهاد الجماعي التي يهتم بها مؤتمر هذا العام معالجة النوازل التي تنزل بأمة الإسلام في وقتها الحالي، والتي هي أكبر من أن يقوم شخص واحد بحمل أمانتها والقيام بها؛ وإنما هي أمانة أهل العلم جميعا من المختصين بأمر الإفتاء والعلماء من أهل كل تخصص، حيث يتعلق بهذا الأمر توجه أمة الإسلام ووحدتها الفكرية والعملية، فهو ضرورة تتعلق بهوية الأمة. فمن خلال تفعيل الاجتهاد الجماعي ينغلق الباب أمام المغرضين، الذين أضلوا الأمة بالفتاوى التي ألصقت بالدين ما ليس منه من التشدد والوحشية وسفك الدماء وشرعنة الخروج على النظام الضابط لبلاد المسلمين، فأضلت الكثير من أبناء الأمة وأدت بهم للسير في طريق تخريب البلاد. وهذا الاتجاه الجماعي في أمر الإفتاء هو ما دلت عليه نصوص الكتاب، يقول الله عز وجل: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. وكذلك السنة المطهرة، حيث قال نبينا  صلى الله عليه وسلم : «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ». وحال المسلمين وسلوكهم منذ الصدر الأول يدل على ذلك، حيث كان لا يتاح الإفتاء في أمر العامة إلا لأهل الحل والعقد من المؤهلين فلم تظهر فيهم الفوضى الفكرية التي ألمت بنا في هذه الأيام.
 واختتم بالقول: تأمل الأمة من المؤتمر العالمي لدور الإفتاء لهذا العام أن تصدر عنه من التوصيات والتوجيهات ما يحقق هذه الغاية من تفعيل أمر الاجتهاد الجماعي بين علماء الأمة، بما يضعه من التصورات والاقتراحات التي تحقق وحدة الأمة الفكرية والعلمية؛ حيث أن هذا الأمر من أهم مجالات التجديد التي يتم بها إحياء معالم الدين وشعائره، فهو من الضرورات التي تحتاجها الأمة وهو صورة من صور المواكبة والمعاصرة المنضبطة بقواعد الشرع ومقاصده فعالمنا اليوم هو عالم العمل الجماعي ولا مجال فيه ولا استمرار للعمل المنفرد، فطريق النجاح هو طريق التعاون وهو يبدأ من التعاون العلمي، فانظار المسلمين وقلوبهم تتعلق بمثل هذه المؤتمرات تدعو للجميع بالسداد والتوفيق وتبتهل إلى الله أن يوفق قادة الأمة وعلمائها إلى ما يحقق خير البلاد والعباد.
أبو هاشم
{ من جهته أشاد د. محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بموضوع مؤتمر دار الإفتاء العالمي «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»، مضيفا أن المؤتمر له دور كبير في تعظيم جهود تجديد الخطاب الديني والإفتائي، كما يعزز مكانة مصر بين مختلف دول العالم الإسلامي.
وقال إن المؤتمر أصبح موعدا دوريا سنويا لطرح كافة المستجدات الفقهية في كافة أنحاء العالم الإسلامي، الذي توليه الدولة المصرية دعما واهتماما كبيرا، مشيرا إلى أن دار الإفتاء تقوم بدور محوري كبير في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم، وكذلك في مواجهة التطرف وفوضى الفتاوى المنتشرة في السنوات الأخيرة، بتأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي وحدت جهود علماء الأمة في تبصير عموم المسلمين بدور الفتاوى.