بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2019 12:01ص المستقبل لأولادنا... وليس لنا..؟!

حجم الخط
يشعر العديد منّا حين يختلط مع الأهل والأصدقاء والجيران أن هناك شيئا ما في مفهومنا للعلاقات التي تنشأ بين مختلف أفراد الأسرة.. وهذا الشيء يعطي دلالة واضحة على أن كثيرا من الناس قد فَقدَوا المعنى الصحيح للأسرة ثم أسّسوا حياتهم بعيدا عن النهج الصحيح.

ولكن مشكلة المشاكل في أيامنا هذه أن عددا غير قليل من الرجال والنساء يجتمعون تحت سقف بيت واحد وينجبون الأبناء دون أن يكون أي منهم قد سأل نفسه قبل الزواج هل تصلح هذه المرأة لتكون أما لأولادي... والعكس صحيح..!!

ومن هنا نقول أننا نحن بأشدِّ الحاجة إلى حملات توعية وإرشاد تخاطب الشباب، ذكورا وإناثا، حتى لا نقع كمجتمع مرة أخرى في الفخ نفسه، والمطلوب ليس أبدا أن نخاطب من هم مقبلون على الزواج وإنما أن نخاطب الشباب عموما منذ سنوات الشباب المبكر حتى يكون المنطلق في نفوسهم وعقولهم ومفاهيمهم منطلقا صحيحا وسليما، فنعلم كل طرق حقه وواجبه، ونشرح لهم طبيعة الحياة الزوجية بما فيها من مشاكل قد تنشب ومن اختلافات في الآراء والطباع ولأذواق وكيفية التعامل مع كل هذا، وأيضا نعلّمهم ما هي أسس التربية للأبناء وكيف أنهم خلقوا لزمان غير زماننا وعلينا جميعا أن نحسن تهيئتهم لهذه الأزمنة المقبلة.

إن المجتمع اليوم يعاني من أزمات مصيرية في كل المجالات، وعلينا جميعا أن ندرك أن هذه التحدّيات والأزمات لن نخرج منها إلا بجيل واعٍ متعلّم صاحب عقل وتفكير وإيمان صحيح وسلوك إنساني، ولا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نحمل الأبناء خطأ الآباء ثم نجعلهم ضحايا يدفعون الأثمان ويعانون الأمرّين... مرّ الواقع الذي عاشوا في كنفه ومرّ المستقبل الذي ضيّعناه عليهم بجهلنا وسوئنا وتعصّبنا...؟!

وليعلم الجميع إن المستقبل لأبنائنا... وأبدا ليس لنا... فأكرموا أبناءكم بحسن التنشئة والتربية، ولا تكونوا مجرمين بحق ماضينا.. وحاضرنا... وبحق مستقبل أبنائنا..؟!