بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2023 12:00ص المفتون حول جريمة حرق القرآن الكريم: الأمر يستوجب موقفاً إسلامياً عالمياً حازماً ضد السويد ومقاطعة منتجاتها

حجم الخط
لا تزال جريمة حرق القرآن والتي تتكرر كل فترة في بلاد الغرب تشكّل محط استنكار واسع في مختلف المجتمعات والبلاد الإسلامية، خاصة أنها تمسّ أقدس المقدّسات لديهم وهو كتاب الله تعالى.
فقد طالبت جهات عديدة محلية ودولية كل بلاد أوروبا أن تحترم المقدّسات، كما دعت إلى الرجوع للالتزامات بموجب القانون الدولي تجاه احترام الأديان وعدم التعدّي عليها مع ضرورة التفريق بين حرية الرأي والتعبير وبين الاعتداء على المقدّسات.

الغزاوي

بداية أكّد عضو مجلس المفتين في لبنان مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي أنّ «لكلّ حرّية حدوداً، ونحن نرى أنّ بعض الحرّيات ليست لها حدود حتى لو كانت تخالف عقلانية الإنسان وإنسانيّته. هناك حرّيات نرى أنّ البعض يضع لها القيود. والأصل بالحرّية أن تكون مقيّدة بقيد، والكلّ يعلم من خلال القانون أنّ حرّية المرء تنتهي عندما يصل الأمر إلى التعدّي على حقوق الآخرين».
وقال المفتي الغزّاوي «عندما تصل الحرّية إلى التعدّي على الآخر، فعندئذٍ يغلَق بابها. ومعلوم أنّ الأصل في الإنسان أن يدرأ المفسِد إذا كانت المفسدة تتعارض مع مصلحته. نحن نتساءل ما هي مصلحة الغرب ككلّ أو فرد من الأفراد أو مؤسّسة من المؤسّسات أن تتبنّى كلّ هذا؟ من هنا نحن نطالب الأفراد والمؤسّسات والدول أن تكون أكثر عقلنة في تحديد مسار الحرّية وتحديد قيودها حتى لا تؤدّي الحرّية إلى فساد في الأرض».
وتابع كلامه فقال إنّ «إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرِّضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال حرّية التعبير مطلقاً، ويجب الكفّ عن ارتكاب الأفعال والممارسات التي تؤجّج الكراهية والتمييز».
أما بالنسبة إلى من أحرق المصحف والذي يحمل الجنسية العراقية، قال أنه حتى لو كان من أحرقه من أصول عراقية، فنحن لا ننظر إلى أصل الإنسان الذي أحرق. بلادنا فيها من ينتمي الى ديانات مختلفة. لا ننسب الفعل إلى البلد، بل ننسبه إلى الشخص، ولا نقول إنّ البلد كلّه قد أساء، لكن نقول إنّ المحكمة التي أقرّت هذا الفعل هي التي أساءت، وعندما يقول لسان الدولة هذا بكلّ يقين نقول أساءت الدولة بكلّيتها.

حسن دلي

من جهته، قال مفتي حاصبيا الشيخ حسن دلي: قال الله تعالى {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون} فالله سبحانه وتعالى وعد بحفظه ولن يخلف الله وعده وقد تحقق من وعد الله بذلك ما تقرّ به عيون الموحدين من حفظ القران في الصدور وحفظه في السطور، فكلام الله سبحانه وتعالى هو تقريع لهؤلاء المشركين وردع لهم وإعلان بما يملأ صدورهم حسدا وحسرة.
والذي أقوله في أولئك الذين تملأ نفوسهم الحقد على دين الله وكتاب الله ان ما تفعلونه تحت غطاء دولكم بداعي حرية التعبير وتسمّون ذلك ديمقراطية وتظنون انكم بما تفعلونه تقويض دين الله والقضاء على كتابه الكريم من خلال حرقه، وغاب عن ذهنكم ان كتاب الله هو بحفظ الله الى يوم القيامة وان عملكم هذا ان دلّ على شيء إنما يدلُّ على قصور فهم لا بل تقومون بحماقة لا تزيد المسلمين المؤمنين إلّا تمسّكا ودفاعا عن كتاب الله وشريعة الله، وانني أرى ان هذه الأفعال من أولئك تعطينا دفعا الى أن نتمسّك بأهداب ديننا وكتاب ربنا، وان اساءات تلك الدول الى دستورنا وكتاب ربنا فان لذلك ارتدادات سلبية على من يسيء الى شريعتنا من خلال المسّ بكتاب ربنا القرآن الكريم، وان تظنون انكم بحرقكم للقرآن تقضون على الشريعة الإسلامية نقول لكم انكم تحترقون بحقدكم وكيدكم وسيرتد كيدكم الى نحركم وان حفظ كتاب ربنا وديننا مكفول من خالق السموات والأرض.
وقال: وانني أنصح السلطات السويدية أو أي دولة أخرى الكفّ عن أفعالهم المشينة وليتخلوا عن حقدهم وكراهيتهم وعنصريتهم، فلكتاب الله رب يحميه ولدينه وذكره إله يحفظه، مهما تآمروا ومهما احرقوا ومهما كادو فقال تعالى {إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}.

 حجازي

أما مفتي راشيا الدكتور الشيخ وفيق محمد حجازي فقد أدان حرق المصحف في السويد، وقال أن قيام متطرف سويدي بحرق المصحف وبغطاء من دولته وشرطتها وعلى مرأى ومسمع من العالم فهذا يدلُّ على خطورة هذا التصرف لما فيه من اعتداء على معتقدات الناس وخاصة المسلمين، وذلك يستوجب موقفا إسلاميا عالميا موحّدا حازما ضد هذه الدولة المتطرفة ومقاطعة منتجاتها بل وقطع العلاقات معها وهذا أقل الواجب تجاه كتاب الله تعالى فضلا عن أننا كمسلمين مأمورون عقائديا عدم الاعتداء على مقدسات الآخرين حتى لو تجرأوا على مقدساتنا لأننا ننتسب لدين عالمي ورسالة سمحة عظيمة ونبي ذي الخلق العظيم، والقرآن محفوظ بحفظ الله له صدرا وسطرا كما وعملا في حياة الأمة بحمد الله.
وقال: نهيب بالمسلمين في السويد العمل على حفظ كتاب الله والوقوف بحزم تجاه هذه الجرائم النازية تجاه المقدسات الإسلامية ومواجهتها بالقانون والمحافظة على أبنائهم من الوقوع فريسة المماحكات الإرهابية المتطرفة لأذيتهم ونشر الشذوذ الجنسي وخطف الأولاد المسلمين تحت أي ذريعة كانت، حمى الله الأمة من شر كل ذي شر .

الرفاعي

وكذلك أكد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي على أن دولة السويد تتعمّد الإساءة للدين الإسلامي ولرموزه وقيم الدين الإسلامي وهذه الحادثة تكررت وللأسف الشديد تحت عنوان هو الحرية، سؤال إذا كانت الحرية تسيء الى حرية الآخر هل نعتبر انها الحرية..؟! بالتأكيد لا والمسألة هي متعمّدة من الدولة ومن كافة المؤسسات وإذا السويد لديها بعض المشاكل تتعلق باللاجئين إليها فهي تريد تصدير هذه المشاكل عبر افتعال هذه الأزمات والإساءة إلى المقدسات.
وتابع بالقول: وهنا نطرح السؤال إذا أراد أحدهم إحراق علم الشذوذ الجنسي في السويد، فهل يعتبر ذلك من باب الحرية؟! أنت حر ما لم تضرّ، أما عندما يقع الضرر أنت ما عدت حرّا والمعلوم عند الجميع تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين وما يحصل اليوم هو مخطط له ومدروس ومتعمّد في السويد حتى من خلال الممارسات التي تتعلق بالعائلات المسلمة الموجودة فيها، بدأنا نتلمّس العنصرية التي تفضح الازدواجية المفروضة في الغرب، لما تتعلق المسألة بالمسلمين هناك حرية وعندما لا تتعلق بغير المسلمين لا تعود هذه الحرية موجودة.
وأضاف: يجب على المستوى الشعبي رفض هذا الموضوع وأن يتحوّل إلى قضية رأي عام، وبالتأكيد في المساجد هناك غضب شعبي مرتفع وعلى مستوى الحكومات يجب أن تكون هناك مبادرات وقطع الصلات مع هذه الدولة حتى ترعوي وتعود إلى رشدها وإذا لم يتوقف هذا الأمر الآن مرشح للمزيد في أكثر من دولة وأكثر من مكان، المطلوب قرار حاسم وفوري من الدول العربية والإسلامية والدول التي تدّعي انها تحترم الحريات والديمقراطية.