بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2020 12:05ص المفتون والعلماء يرفضون صفقة العار

ستبقى مآذنها... تربتها... هويّتها... عربية ولا تقبل «القسمة على اثنين»

حجم الخط
منذ فترة وعيون العالم تنظر إلى القدس عاصمة الأرض والسماء، وعاصمة فلسطين...

هي مسرى ومعراج نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم، هي قبلة الإسلام الأولى، ومعبد الشرق والغرب وأروع مدن العرب الكنعانيين ورمز وحدة دين الله الواحد القهّار، كانت زهرة المدائن وما تزال، وإذا كان اليهود نشروا الأكاذيب وزيّفوا الحقائق بما يتعلق بالقدس وحاولوا إقناع العالم زوراً وبهتاناً بأنهم هم الذين انشاءوا وشيّدوا مدينة القدس، فان المصادر التاريخية والأثرية القديمة تكشف أكاذيب اليهود وادّعاءاتهم الباطلة بأنهم شيّدوا القدس منذ ثلاثة آلاف عام، والأدلة على ذلك تحكيها فصول من التاريخ والذي تؤكده المصادر القديمة ان مدينة القدس مدينة عربية خالصة انشأها العرب الكنعانيون منذ آلاف السنين وكانوا يسمّونها أوسالم أي مدينة السلام.. ولقد جاءت «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي توجب القرارات المجحفة والمخالفة للقانون الدولي بشأن القدس والجولان والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ولن يكتب لها النجاح باعتبارها مخالفة للمرجعيات الدولية لعملية السلام ولا تلبّي الحد الأدنى من تطلّعات وحقوق الشعب الفلسطيني.

كيف ينظر العلماء إلى هذه الصفقة؟ وكيف يجب التصدّي لها؟ هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي: 

المفتي الصلح

{ بداية، اعتبر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح إن ما يسمّى بصفقة القرن محكوم عليها بالفشل، وقال في بيان له: «نحن أمام تاريخ طويل وعميق يشهد بأن فلسطين القدس، والقدس هي فلسطين، والمسجد الأقصى هويتها عربية وستبقى كما هي عربية إلى يوم الدين.


المفتي الشيخ خالد الصلح

وقال: وان النبي  صلى الله عليه وسلم قد أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وعُرج به من هناك إلى السموات العلا، وهو أمر ثابت بنص قطعي الثبوت في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، وهو ما يجعلنا أمام ربط بين مسجدين لهما من القدسية والرعاية في قلب كل مسلم مكان كبير.

وأضاف: ان هذه الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلاً، لأن أي قطعة أرض عربية وقف إسلامي لا يجوز بيعه والمساومة عليه. وبدون فلسطين وحق العودة للأخ الفلسطيني الى داره وأرضه، لن يكون هناك استقرار في المنطقة، كما سنرفض توطين الأخوة الفلسطينين.

فالتصدّي للعدوان الغاشم والكيان الصهيوني هو واجب شرعي مهما قدّمت الولايات المتحدة من اغراءات وهمية للشعوب العربية، والشعوب العربية والإسلامية لن تسمح بتقسيم فلسطين المحتلة وستتصدّى لهم ولمسرحياتهم بوحدة الصف والموقف.

ستبقى مآذنها.. تربتها.. هويتها.. عربية ولا تقبل «القسمة ع اثنين»..

ولهذا طلب المفتي الصلح على أئمة وخطباء المساجد في محافظة بعلبك الهرمل بأن تكون خطبة يوم الجمعة لفلسطين وأن يتم التركيز على القضية الفلسطينية ورفض الصفقة ومن أجل استنهاض الشعوب دعماً لحق الأخوة الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها الأبدية القدس.

المفتي دلي

{ أما مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي فقال: لقد طالعتنا وسائل الإعلام العربية والعالمية بالمؤامرة ببيع فلسطين والاعتداء على حقوق المسلمين والمسيحيين في فلسطين المغتصبة من أجل تشريع إنشاء دولة عنصرية مغتصبة لفلسطين والذي يهمّنا ان ما عرضته تلك القوى المتغطرسة والداعمة للصهاينة في سلب حقوق المسلمين والمسيحيين عامة والفلسطينيين بوجه خاص بتشريع للعدو المغتصب أرضنا العربية وتسليمها الى أولئك المغتصبين.


المفتي الشيخ حسن دلي

وأتوجه الى العالم الحر والى الأمم المتحده إيقاف هذا الاعتداء الغاشم على أرضنا ومقدساتنا من الدول التى تدّعي انها ديمقراطية وهي مغتصبة للحق وعلى الدول كافة أن تعلن دعمها للشعب الفلسطيني وحقه بالعودة الى أرضه ووطنه معزّزا مكرّما، فأرضنا وكرامتنا ومقدّساتنا ليست للبيع ولا للمساومة..

عريمط

{ أما رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط قال: صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصهيوني بنيامين نتنياهو هي صفقة القهر والظلم والعدوان على شعب فلسطيني عربي قاتل منذ سبعين عاماً ولا زال دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية للحفاظ على الوجه العربي لفلسطين وقدسها.


القاضي الشيخ خلدون عريمط

وأضاف: وصفقة القرن التي أعلنت في واشنطن هي استكمال لوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى أرضاً لشعب بلا أرض، وهذا العطاء البريطاني كان نتاج الحرب العالمية الأولى والثانية التي دمرت بلاد العرب والمسلمين، وصفقة القرن هذه هي صفقة العار لمن قبل بها أو يقبل بها، لانها نتيجة للحرب الكونية التي قادتها أميركا وإسرائيل على العرب والمسلمين منذ عام 1948 مروراً بعام 1956 و1967 و1982 عام الاجتياح الصهيوني لعاصمة العروبة بيروت وهذا يعني ان مسلسل الإجرام البريطاني أو الأميركي ومعهم الاسرائيلي هو مستمر على أمتنا العربية والإسلامية مستغلاً ومستفيداً من الصراع العربي - العربي، والصراع العربي - الإيراني، والصراع الإسلامي - الإسلامي، وهذا ما تعمل له الأجندة الأمنية الأميركية والإسرائيلية لتمزيق أمتنا العربية، وتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية بتحالف أميركي - إسرائيلي، وأحياناً بعلم أو بدون علم تساهم إيران فيها بين وقت وآخر لاعطاء مبرّر لوجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

وأشار إلى أنه من الواجب الشرعي لدى العلماء والوطني والديني لدى العرب والمسلمين أن يتضامنوا ويتعاونوا ليكونوا كما أرادهم الله بقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا} فلا يمكن لنا أن نوقف صفقة القرن أو لعنة القرن إلا بالخروج من هذه الحروب العبثية والحرائق المتنقلة بين أقطارنا العربية والإسلامية.

 واختتم قائلاً: لا يمكن أن نحرّر فلسطين أو بعض فلسطين إلا بالتكامل والاتحاد بين العرب جميعاً والخروج من ألقاب ممالك وامارات وجمهوريات لنكون اتحاداً عربياً من المحيط الاطلسي إلى الخليج العربي لنكون فعلاً أمة عربية تحمل رسالة الإيمان والإسلام والخير والسلام لكل الأمم والشعوب.