بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2020 12:00ص المفتي الشهيد حسن خالد.. لن ننساك!

حجم الخط
إن الشّهداء عند الله أحياء يُرزقون. ومن أجل لبنان وتضحيات أبنائه الذين سقطوا برصاص الجهل والحقد، يجبُ لزاماً أن يكون لنا معهم محطّاتَ ذِكرى ووفاء واستذكار.

في السادس عشر من شهر أيار، تطلّ ذكرى استشهاد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، الرجل القوي في قول الحق دون مساومة ومهما كان الثمن، والقائد العملاق الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً وهو يحملُ همومَ وطنه وأُمَّته. 

نستذكر اليوم مواقف وأقوال المُفتي الشّهيد الشجاع المقدام ووقوفه في وجه الظُّلم حاملاً لواء الدعوة الى الوحدة والاعتدال ومدِّ جسور التحاور والتلاقي والتصالح بين أبناء الوطن، فكان خيرَ مدافعٍ عن وحدة لبنان شعباً وأرضاً، رافضاً مبدأ تعايش المنفعة وداعياً الى تعايش الالتزام بين اللبنانيّين. نستذكرُها وهي تُلامس الواقع اللبناني في تفاصيله كافّة، لأنّ المُفتي الشّهيد كان على درجة عالية من الحِنكة والقدرة على التواصل وإدراك نبض الناس، لا بل كان يتميّزُ ببُعد النّظر في قراءة الأحداث التي تجري على أرضنا.

بعد انقضاء واحدٌ وثلاثون عاماً على ارتواء أرض الوطن بدماء المُفتي الشهيد الزّكيّة الطاهرة، يزدادُ المُفتي الشهيد ترسّخاً في وجداننا، قامةً عملاقةً يفتقد الوطن والشعب لاعتداله، ويشتاق لبنان لشجاعته وكلمته الحُرّة.

نستذكِرُ شهيدنا الكبير من خلال السّير والعمل على نهجه، والعودة الى ما تركَهُ لنا من مواقفَ ورؤىً تحمِلُ في صميمها بذور النّهوض بالوطن، حتّى نستطيع أن نجلِبَ للناس الخير الوفير والمنفعة العامّة. ونعاهدُهُ أن نُكمِل المشوار تكريماً لذكراه واقتناعاً بمبادئه الرّاسخة فينا، ونقلها وتعليمها الى الأجيال القادمة.

رحم الله شهيد التلاقي والحوار وأحسن إليه في علياه.. لم ننساه ولن ننساه.. وفعلاً في الليلة الظلماء يُفتقد البدر!