بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2019 12:05ص تحذيرات إسلامية - مسيحية من مغبّة التفريط بتراب الوطن

في ظل سرقة الاحتلال للأوقاف والأراضي الفلسطينية

مدينة القدس مدينة القدس
حجم الخط
أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري «أن أهالي فلسطين متمسّكون بأراضيهم ولن يبيعوها».

ولفت الشيخ صبري، في تصريح له، إلى الفتوى الشرعية الصادرة عن المجلس الإسلامي الأعلى عام 1935 التي تجرّم الذي يفرّط بأرضه، وذلك للحفاظ على الأرض وتنبيه الشعب للمؤامرات اليهودية في استملاك الأراضي. وقال: «لا يجوز أن نفرّط بأرض فلسطين فهي أمانة في أعناقنا جميعا، وهي وقف إسلامي، ولا مجال للمساومة أو المفاوضة عليها من البحر إلى النهر».

كلام صبري يأتي في الوقت الذي تستمر فيه سلطات الاحتلال بهدم البيوت وسرقة الأراضي من أهلها، ومؤخرا أنذرت سلطات الاحتلال أهالي حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة حتى الثامن عشر من الشهر القادم لتنفيذ قرارات هدم منازلهم التي يزيد عددها عن المائة منزل.

ونقل مركز معلومات وادي حلوة عن لجنة حي وادي الحمص أن محكمة الاحتلال العليا صادقت وشرعنت الخميس الماضي، على  قرار جيش الاحتلال القاضي بهدم 16 بناية سكنية تضم أكثر من 100 شقة في الحي، بحجّة قربها من جدار الضم والتوسّع العنصري المقام على أراضي القرية.

وأضافت اللجنة أن الجيش أمهل السكان اليوم حتى الثامن عشر من الشهر القادم، لتنفيذ قرارات الهدم يدويا أو قيام الجيش بهدمها بعد هذا التاريخ.

وأوضحت اللجنة أن جيش الاحتلال بدأ بملاحقة السكان منذ حوالى 3 أعوام، بقرارات الهدم بحجّة «القرب من الجدار الأمني» وهو عبارة عن شارع محاط بالأسلاك الشائكة والمجسّات الإلكترونية، وحسب قرارات سلطات الاحتلال يمنع البناء على بُعد 250 مترا من الجدار لأسباب ودواعٍ أمنية، مما يعني أن خطر الهدم يهدّد حوالى 1500 دونم من مساحة وادي الحمص/ نصف الحي.

وأضافت اللجنة أن البنايات التي صودق على هدمها يقع الجزء الأكبر منها في منطقة مصنفة أ وحاصلة على تراخيص بناء من وزارة الحكم المحلي.




الشيخ عكرمة صبري

المطران حنا

{ من جهته، قال المطران عطا الله حنا ان «سلطات الاحتلال سرقت أوقافنا المسيحية، وتواصل اعتداءاتها على المسجد الأقصى وعلى كثير من أحياء القدس وأبنائها، وهي نفسها التي تقمع النشاطات الثقافية في المدينة  المقدسة».

ولفت المطران حنا، في تصريح له، الى منع الاحتلال مهرجان شعري ثقافي بمدرسة الأيتام في القدس القديمة، وقال: «في الآونة الأخيرة شهدنا منعا للكثير من النشاطات والفعاليات الثقافية التي تحمل الطابع الوطني في المدينة المقدسة، كما أن الاحتلال يسعى لسن قوانين تُمنع بموجبها أية نشاطات فلسطينية في مدينة القدس».

وأضاف «ان مؤتمر البحرين المشبوه الذي سيعقد بعد أيام لن يعقد من أجل الدفاع عن القدس ولن يعقد من أجل الدفاع والحفاظ على أوقافها ومقدساتها المستباحة بل يعقد من أجل تمرير صفقة القرن والتآمر على القضية الفلسطينية وعلى مدينة القدس وعلى أوقافها بشكل خاص».

ولفت إلى أن «الأوضاع في مدينة القدس وصلت الى مرحلة في غاية الخطورة فكل شيء عربي وكل شيء فلسطيني إسلامي أو مسيحي مستهدف ومستباح في المدينة المقدسة وحتى النشاطات والفعاليات الثقافية تمنع وتقمع في القدس ويتم اعتقال المبادرين والداعين لها».

وأوضح أن «الاحتلال - من خلال قمعه واستهدافه للنشاطات الثقافية في القدس - يهدف شطب القدس من قاموسنا ويريدنا أن نتخلّى عن إنتمائنا لمدينتنا».

المطران عطا الله حنا

عمرو

{ أما الخبير المقدسي د. جمال عمرو فقد حذّر من مخططات الاحتلال في مدينة القدس والتي تهدف إلى نزع الصبغة الإسلامية والعربية عن المدينة، وإقامة مشاريع تهويدية لتثبيت الرواية «الإسرائيلية» المزوّرة.

وقال عمرو، في تصريح صحفي: ان «بلدية الاحتلال في القدس هي ذراع دولة الاحتلال في تنفيذ مخططات مرعبة على الأرض، بهدف تغيير المعالم بشكل جذري، فما يجري في منطقة باب العامود وإزالة الحديقة المتاخمة له بمساحة خمسمائة متر، وخلع ألف بلاطة من التاريخ الإسلامي، كل ذلك يأتي في سياق الحرب اليومية على كل ما هو تاريخي وإسلامي في المدينة، فالاحتلال اعتقل طاقم دائرة الإعمار في المسجد الأقصى لقيامهم بتثبيت بلاطة في ساحات المسجد الأقصى، كانت تتحرك تحت أقدام المصلين، وأُخضعوا للتحقيق، وتم تهديدهم في قادم الأيام إذا تكرر الفعل، وإن عليهم الحصول على إذنٍ من سلطة الآثار ومن الضابط المسؤول الذي يطلق عليه ضابط «جبل الهيكل»، فيما تمّ في منطقة باب العامود جرف المنطقة التاريخية بكل مقومات من بلاط وأشجار ومصاطب حتى مغارة سليمان، ولم يتم وضع لافتات تُبيّن طبيعة المشروع الذي سيقام، في عملية استهتارٍ واضحةٍ بالمقدسيين والمسلمين».

وأضاف: «قبل تجريف الحديقة المتاخمة لباب العامود الذي يُعتبر من أهم أبواب البلدة القديمة، ويتصل بطريق الواد شريان البلدة القديمة، تمّت إقامة منصات وأبراج أمنية بداخلها جنود على أهبّة الاستعداد للقتل، في محاولة لتفريغه من المقدسيين والمارة، كونه مربعاً أمنياً خطيراً، ولمنع أي مواجهات تحدث في المكان، فمن الناحية الأمنية تمّت السيطرة في المكان، ومن الجهة الأخرى تمَّ تغيير المعالم الجغرافية، حتى لا يشهد البلاط المخلوع والمدمّر على تاريخ المكان».

وتابع عمرو قائلا: «في منطقة برج اللقلق بالقرب من باب الأسباط هناك مخطط مرعب ملاصق لسور البلدة القديمة، سيتم استخدامه في تفويج المجموعات السياحية وسرد الرواية التوراتية وصولاً وسط مقبرة الرحمة، حيث مكان التلفريك، فتكون السيطرة والسرد التاريخي من الأرض ومن الأعلى، في عملية خطيرة تستهدف محاصرة التاريخ والجغرافيا في المكان، وكذلك باب الخليل الذي تم تهويده بكل تفاصيله، ووضع الأبراج والساحات ومتحف، وشطب المسميات فيها، حيث كانت دار الحكم وفيها قلعة القدس إبان الحكم العثماني الإسلامي».

ولفت عمرو الى المشاريع التهويدية التي يتم فرضها على قلب المدينة المقدسة، وقال انه يتم تغليفها بالمشاريع السياحية الاقتصادية، لكنها في حقيقة الأمر مشاريع ذات طابع تهويدي بعد قرار ترامب المشؤوم والتهافت على مؤتمر البحرين، كي يتم تنفيذ بنود صفقة القرن، فالاحتلال يريد أن يقول للعالم اليوم رسالة واضحة المعالم، مفادها أن الحكم لدولة الاحتلال بلا منازع، ولا يحق لأي جهة الاعتراض على ما يتم من مشاريع إنشائية.