بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2019 12:02ص تديّن النكايات... لا القناعات..؟!

حجم الخط
دعونا نتحدّث بصراحة عن واقعنا، لعلّنا نبدأ بأول خطوة في طريق التصويب والإصلاح التي أضعنا بوصلتها من سنوات وسنوات..؟!

وأول سؤال نودّ أن نطرحه هو.. هل تديّن أو إلتزام الكثير ممّن هم حولنا.. هو تديّن القناعة بالإسلام، أم يا ترى هو تديّن بدافع النكاية والانتقام..؟!

ودعونا - للمرة الثانية - نتحدّث بصدق وصراحة.. 

عدد كبير من الناس نراهم اليوم يلتزمون بالشعارات والشعائر ليس من منطلق الاقتناع وإنما لمجرّد النكاية بالطرف الآخر - أي طرف آخر كان -؟!

يرفع الأول شعارا.. فيبادر الثاني إلى رفع شعار خاص به...؟!

يقوم الثاني بعمل ذات معنى ديني.. فيسارع الأول إلى عمل مشابه...؟!

يعبّر الأول عن اعتقاده بكذا... فيباغته الثاني بالإعلان عن إيمانه بكذا...؟!

وهكذا حتى ساد في مجتمعنا إيمان النكايات واندثر إيمان القناعات، وبالتالي لا تستغربوا أبدا من إنحطاط الفكر ولا من تراجع الفهم ولا من اختلال الموازين الأخلاقية والثقافية والإنسانية، بل توقّعوا المزيد من التقهقر في ظل تلك الأيام النحسات..؟!

إن «تديّن النكايات» لم يقف عند هذا الحد.. بل توغّل عندنا وتلصّص فينا حتى أصبح هو المتحكّم الأول في كل أمورنا بلا منازع..؟!

لا نتكلم إلا به، ولا نحكم إلا بفساده، ولا نحتكم إلا لطغيانه، ولا نسير إلا بطريقه، وإن «ذبلت وروده السامة» ذات يوم... سارعنا إلى تغذيتها بمياه العصبية والمذهبية والطائفية، وفي كل مرة تكون النتيجة بكل أسف إيجابية..؟!

نعم أيها السادة...

نحن نعيش في زمن نكاية الآخر فيه – أي آخر كان – أهم من الالتزام بالقرآن الكريم وأهم من الالتزام بالسنّة النبوية وأهم من التقيّد بالحكمة، وأهم من حق وأهم من كل شيء..؟!

نحن نعيش في زمن الريادة فيه للنكايات والعصبيات المقيتة وإن كانت سببا لدمارنا وتخريب بلادنا..؟!

والأنكى من كل ما سبق أننا «تشيطنا» فرحنا نسقي عقول أولادنا وأحفادنا بتلك المياه الآسنة «زخرف القول غرورا» ونحن فرحين متفاخرين وكأننا نقدّم خدمة العمر إليهم..؟!

أيها السادة...... وأكملوا أنتم مكان النقاط..؟!

إن البلاد تلعننا.. والعباد يلعوننا... وقبلهم حلّت علينا لعنة الله تعالى لما نقضنا الميثاق وقمنا بخيانة العهد... وإن لم تصدّقوا وظللتم على مكابرتكم الإبليسية..

فإقرأوا قول الله {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}..؟!