بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 نيسان 2019 12:02ص تعالوا لنصلح في رمضان..؟!

حجم الخط
تعالوا يا كل أفراد المجتمع - مواطنين كنتم أم مسؤولين - لنتفق معا على أن يكون شهر مضان المبارك ونحن على أبوابه، شهر الإصلاح في كل أمور حياتنا..
تعالوا لنتفق على أن يكون الشهر الذي يراجع فيه المسلم كل أمور وشؤون حياته فيرى مدى توافقها مع كتاب الله وسنّة رسوله الكريم ثم يبدأ بالإصلاح والتغيير والتجديد والترميم طوال العام حتى يأتي رمضان التالي فيعود إلى عملية التقييم السنوي ليرى حينها كيف أصبح إيمانه.
فإن شهر رمضان بهذا المعنى الحضاري والإصلاحي.. هو الذي جعل من المسلمين قديما في مقدّمة الأمم و الشعوب..؟!
وشهر رمضان المبارك.. بهذا الفهم الراقي هو الذي حرّك عقولهم وجوارحهم وإبداعاتهم لتعمل وتجتهد وتقدّم للأمة ما ينفعها وينفع الناس جميعا..
فرمضان في ديننا شهر للإبداع... 
وشهر لغرس أسس التقدّم والتطوّر..
وشهر لبناء الخطط المستقبلية وفق قواعدها الصحيحة..
وشهر لإنطلاق الأمّة - بأفرادها ومسؤوليها ومؤسساتها - نحو حياة جديدة ليس فيها إلا العمل والاجتهاد والتفاؤل والتعاون والمساندة والتكاتف والعلم والثقة بالله تعالى..
هذا هو شهر رمضان الذي نعرفه والذي نريده..!؟..
فتعالوا لنجتهد.. ولنجاهد.. ولنعمل بكل طاقاتنا.. ليكون شهر الإصلاح في كل أمور حياتنا التي باتت متخمة بكل أنواع الفساد..؟!
فلم يعد من المقبول أبدا أن يكون رمضاننا شهر صوم للأمعاء .. ثم بعدها.. هجوم شرس على الطعام عند الإفطار... ثم بعدها.. تمسمر مرضي أمام التلفاز ... وتكون في النهاية كل إبداعاتنا.. في خلطات «المعسّل» و«تنوّع الحلويات»..؟!؟
ولم يعد من المقبول أيضا.. أن يمرّ رمضان.. ثم رمضان.. ثم رمضان.. ونحن كما نحن، نغرق سنة بعد سنة أكثر وأكثر في «وحول» التراجع الفكري والثقافي والأسري والأخلاقي والحضاري حتى اختفى أثرنا البنّاء من كل مجال وصرنا أمّة مقلّدة... مستهلكة.. لا تعرف للانتاج الفعّال أي معنى..؟!
إننا بحاجة كبيرة - أيها السادة جميعا – إلى الوقوف مع أنفسنا وقفة حق.. لندري فعلا كيف هي علاقتنا مع هذا الدين العظيم الذي أكرمنا به المولى تعالى وارتضاه لنا دينا... فإذا بنا نهجر العمل به في كل مناحي الحياة لنكتب بأيدينا وبسوء أعمالنا شهادة الغربة عنه وعن تعاليمه.. ثم - ويا للعجب - نستعجب أحوالنا المقلوبة وواقعنا المتأزّم..؟!
إن شهر رمضان المبارك.. فرصة ربّانية عظيمة للإصلاح، فتعالوا - وللمرة الألف - لنحسن استثمارها حتى على الأقلّ نبرّأ ذمّتنا أمام الله تعالى؟!..