بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2018 12:02ص تعليق الزينة واليافطات أم بناء المدارس والمستشفيات

حجم الخط
منذ بداية شهر ربيع الأول والمسلمون في بلادنا يحتفلون بذكرى مولد النبي  صلى الله عليه وسلم ، مؤسسات أو جمعيات أم مساجد أم أفراد، وهذا أمر جميل ولا ننكره عليهم.
ولكن يحق لنا تزامنا مع هذه الاحتفالات أن نسأل وبوضوح تام ... ماذا بعد..؟!
ماذا بعد أن اختلفنا على تعليق الزينة واليافطات..؟!
وماذا بعد أن تنافسنا على استضافة أجمل الأصوات..؟!
وماذا بعد أن أبدعنا في نشر الإعلانات..؟!
وماذا بعد أن تفاخر كل واحد منكم بأنه حقق أعلى النسب في حضور الشخصيات..؟!
هل عملنا على إحياء سنة واحدة من سنن النبي عليه الصلاة والسلام..؟!
هل قمنا بتغيير واقع مأساوي يعيش فيه المسلمون..؟!
هل فرجنا همّ مسلم أو كشفنا كربه أو حققنا أمنيته..؟!
هل ساعدنا فقيرا هنا أو مريضا هناك..؟!
بل هل خططنا لمشروع يخدم المسلمين في أمر من أمورهم الحياتية التي يعانون بسبب غيابه أشد المعاناة..؟!
إننا أيها السادة نعيش في زمن الكل فيه قوّال.. لا نبرع ولا نتقن ولا نحسن الا الكلام... ولا شيء سوى الكلام..!!
المشكلة الأكبر أن كثيرا من المسلمين ساروا في ركب الزيف المنتشر من حولنا حتى أصبحوا مطبلين لكل من قال.. بل يعتبرون مجرد قوله إنجازا كبيرا يستحق المدح..؟!
يبدو أيها الأعزاء - وآسف على قولي - أننا جميعا مصابون بداء العمى القلبي والفكري... فأن ننشد وأن نبتهل وأن نستمتع بالتواشيح وأن ندفع آلاف الدولارات على المفرقعات النارية احتفالا بمولد النبي فهذا أمر نراه انجازا عظيما...؟! 
أما أن نبني المجتمع... أن نخدم الناس.. أن نخطط لغدنا الذي لم نعد ندري كيف سيكون... أن نعالج مشكلة تحيط بنا من كل الجوانب... أن نعالج سوء الاخلاق المنتشر، أن ننقذ آلاف العائلات التي تنهار... أن نقدم على خطوة عملية واحدة تترجم صدق محبتنا للنبي عليه الصلاة والسلام ... فهذا أمر لا يعنينا ولا نلتفت إليه..؟!
أيها المسلمون جميعا من كل فكر أو اتجاه أو مذهب أجيبوني يرحمكم الله.. 
أيها أولى في مجتمع الغابة الذي نعيش فيه ..؟!
تعليق التهاني والزينة واليافطات... أم بناء المدارس والمستوصفات...؟!
إزعاج الناس بالاصوات العالية وبزحمة السير.. أم خدمة من يبكون ذلا على أبواب المستشفيات...؟!
إن الواقع يصرخ في وجهنا... فهل من يجيب..؟!