بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آذار 2019 12:04ص تكامل الأدوار بين المدرسة والأهل: نحتاج إلى تعاون وثيق يضمن حسن التربية والتعليم في بلادنا

حجم الخط
تعتبر العلاقة بين البيت والمدرسة من الأمور المهمة في العملية التعليمية والتربوية، لما لها من اثر إيجابي في تذليل وحل الصعوبات التي قد يتعرّض لها بعض الطلاب في النواحي التعليمية والتربوية بالإضافة إلى حل الكثير من المشكلات السلوكية.
فالعلاقة بين البيت والمدرسة هي علاقة طويلة ووطيدة لأن البيت والمدرسة شريكان رئيسيان في تربية الأبناء وتعليمهم... وأي تقاعس في هذا الدور يؤدي إلى فشل العملية التربوية عند الكثير من الطلاب...
في عيد المعلم نسأل ما هو دور التكامل بين الأهل والمعلم لتحقيق نجاح دراسي للطلاب؟ هذا ما يجيبنا عنه نخبة من المتخصصين في هذا التحقيق:

آراء مختلفة
{ لمى فرحات قالت: ان معظم المعلمين لا يؤدون الدور المنوط بهم بصفة كاملة، معتبرين ان دورهم فقط في شرح الدرس أو التسميع للتلميذ... لذلك تظل علاقة الطالب بالمعلم علاقة جانبية يسودها التوتر والكره في كثير من الأحيان.
{ أما إبراهيم الطاهرة فيرى انه يجب ان تكون علاقة المعلم مع تلميذه علاقة أخويّة وقريبة جداً حيث يتشارك بالحوار والمناقشة مع طلابه وما المانع ان تُبنى علاقات إيجابية معهم ومع ذويهم ما يُساعد على توضيح التغييرات النفسية والسلوكية التي تحدث لهم ولابنائهم في سن المراهقة.
ومن تجربتي مع مدرّسي اولادي أجد ان قرب المعلم من تلاميذه يساعدهم على حب الدراسة والنجاح في مادته.
البدوي
{ الشيخ أحمد البدوي قال بداية: الاسلام الذي واكب حياة الاشخاص والمجتمعات، وأعطى كل ذي حق حقه، وأشار الى تربية الأبناء والبنات في مراحل ومواطن كثيرة، ان كان في القرآن الكريم او بقول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم او قول الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم وعنا اجمعين.
أبناؤنا وبناتنا، فلذات أكبادنا، لأجلهم نعمل ونضحي، ولحياتهم نجتهد ونقضي، ولاسعادهم نسهر ونمرض.
أولادنا بالنسبة لنا نحن البشر هم الدنيا وزينتها, قال الله سبحانه وتعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»، لكن أمام هذه التضحيات التي يقدمها الأهل ينبغي أن تكون هناك ثمرة وهذه الثمرة إما أن تكون ثمرة خير أو ثمرة شر، كل حسب التربية التي يسعى اليها.
وقال: صحيح اننا نرسل ابناءنا للمدرسة وربما نضعهم بأفضل المدارس وأغلاها وأحلاها وربما لنتراءى أمام الناس أني وضعت ابنائي بهذه المدرسة أو تلك. وهذا الخطأ بعينه..
أترك ولدي على حل شعره يدور ويقلد، لا اراقبه ما يريد اقدمه له وأنا فرح من غير النظر الى العواقب المؤدية لما بعد هذا التقديم.
وأضاف: ولدك أخي القارئ مسؤوليتك أمام الله وامام رسوله صلى الله عليه وسلم والناس أجمعين يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، اذاً فالمسؤولية كما تقع على المدرسة هي بالأساس على الأهل فلا ينبغي ان نحمل المدرسة ما لا تطيق وكذلك المدرّس.
وهنا اضرب مثلاً : ان المدرّس في الصف عنده ما يزيد عن 20 طالباً خلال فترة وجيزة عليه ان يتمم الشرح ويضبط الصف ويصحح الوظيفة أو يسمّع الدرس فهنا يستحيل معنى التربية بحقيقتها، بينما الأهل عندهم ولد او اثنين يجلسون معهم الوقت الأطول يدرسونهم وربما يأتون لهم بالمدرسين الخصوصيين لينجحوا وهو امر حسن وبقية الوقت عليهم بالتربية، بل هناك من الأهل مَن يشكو ولده ويحمل المسؤولية على المدرسة. أيها الأهل الكرام المسؤولية على عاتقنا لا ينبغي ان نحمل خطأنا للمدرسة. 
وتابع: المدرسة للعلم وشيء من التربية. والمنزل هو تكملة العلم واساس التربية نكمل بعضنا البعض ولا ينبغي ان نعطي ولدنا أكثر مما يرغب ونطمعه على مدرّسه ان كان المدرّس أخطأ نعالج الموضوع بعيداً عن الطالب حتى لا يتطاول على مدرّسه وتضيع الهيبة التي من شأنها كان المدرّس، خاصة أنه يحمل رسالة العلم.
واختتم بالقول: لذا ينبغي أن نقدر المعلم ونحترمه ونربي أبناءنا وبناتنا على احترمه، والا الخسارة ان سمحنا لولدنا التطاول على معلمه وشجعناه على ذلك فإن الوقت سيدور ويحين الوقت الذي سيسمح فيه ولدنا لنفسه بالتطاول علينا.
اقرأوا الشرع الحنيف وكيف رب النبي صلى الله عليه وسلم ابناءه وصحابته ولنتعلم من هذا الإنسان العظيم الذي فاق كل الحدود بالتربية والمعاملة والأخلاق والشجاعة والإنصاف واحقاق الحق وابطال الباطل...
صالح
{ وفي هذا الإطار تقول الاختصاصية التربوية حبيبة صالح ان التكامل بين الأسرة والمدرسة أمر ضروري نحن في أمس الحاجة إليه، فالعلاقة بين المعلم والأهل علاقة تكاملية تبادلية، فالبيت هو اللبنة الأساسية للمدرسة والمدرسة هي التي تتناول هؤلاء التلاميذ بالتربية والتعليم بالشكل الذي يتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم وبالشكل الذي يتطلبه المجتمع والأهل أيضاً، فالتعاون بين الأسرة والمدرسة امر ضروري لتحقيق التكامل التربوي والتعليمي والتوجيهي وتنسيقه وتوجيهه بحيث تحقق الغايات المرجوة في العملية التربوية على اكمل وجه.
وأشارت إلى ان تربية الأبناء تتأثر تأثراً مباشراً بموقف كل من البيت والمدرسة وان نجاح تربية الطفل في المدرسة يتوقف على التعاون الوثيق في العمل بين مكونات المجتمع المدرسي أي المعلم والأسرة لمنع التعارض الذي قد يحدث بين التربية والمدرسة والتربية الأسرية حيث يؤدي هذا التعارض إلى زعزعة تفسير الطفل وبدون هذا الاتصال والتكامل بين الطرفين يصعب تحقيق نتائج تربوية هامة لأن هذا الاتصال يُساعد على حل مشكلات الطالب..
فنقطة الشراكة بين الأسرة والمدرسة يجب ان تعتمد على الادراك الحقيقي ان الوالدين والمعلم قادران على المشاركة التكاملية من أجل تحقيق تعليم أفضل..
ولفتت إلى أن دور المعلم لا يقتصر على علاقته بالطالب بل يمتد إلى بناء علاقة إيجابية مع ذويه للمساعدة على توضيح التغييرات النفسية والسلوكية التي تحدث للابناء في فترة المراهقة..
واختتمت قائلة: ان الأسرة والمعلم هما الشريكان الاساسيان في العملية التعليمية ولا تقييم مسيرة الطالب التعليمية إلا في وجودهما وكل عام وكل المعلمين والمعلمات بألف خير.