بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2019 12:02ص تنمية الشباب حماية للأمة

حجم الخط
الشباب يمثل في حياة كل أمة وفي مسيرة أي مجتمع الرأسمال البشري الذي ينبغي الحرص عليه وتوجيه كل طاقاته ليخرج لنا إيجابيات تكون مستقبل الوطن وتحمي استمرارية تقدمه ونموه ووجوده في مقدمة قافلة الإنسانية، ولا تأتي هذه المفاهيم باعتبارها كلمات تتردد أو مقاطع لفظية تتحلى بها الأبحاث والمقالات، لكنها عمل وطني مجهد في مجال التكوين الثقافي والتأهيل التربوي؛ لأن صناعة الرجال هي أكبر الصناعات الثقيلة وتكلفتها كبيرة ومردودها الاجتماعي والإنساني أكبر. يكفينا التقاط صورة من تاريخنا العربي الإسلامي عندما ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم  واحدا من شباب الأمة ليكون قائد جيشه في معركة حاسمة، فجيش أسامة كان يتحرك ومعه عشرات من صحابة رسول الله الكبار ذوي الأسبقية في دخول الإسلام وذوي التجارب العريضة في مواجهة الحياة، ومع ذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن الأنفع للأمة حاضرا ومستقبلا أن يكون الشباب في مقدمة الصفوف وأن يكون القائد منهم.
نحن اليوم في مسيس الحاجة إلى استعادة هذا الدور الوطني والقومي لشبابنا، وهو ما رأته القيادة السياسية ممثلة في عناية متكاملة ولقاءات متكررة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي مع جموع من الشباب من كل أنحاء مصر بل من بلدان أخرى من العالم لايجاد ثقافة جديدة وصنع علاقات بين أطرافها تقوم على بناء العقل وتنمية الوجدان والإحساس بالمسؤولية نحو الوطن ونحو الكائن الإنساني في كل أرض من بلاد الله.
وهذا يعني أن المؤسسات العاملة في حياتنا الوطنية قد ألقيت عليها مسؤوليات جسام من خلال مبادرة القيادة، فالمؤسسة التعليمية عليها أن تعيد مناهجها ووسائلها لكي تكون أقدر على مجابهة العصر وأجدر بانتمائها إلى هذه الحضارة، وقس على ذلك الدائرة الثقافية، نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة متواصلة مع عصرها متصلة بمنظومة قيمها التاريخية وثوابتها الإيمانية والفكرية، وبحاجة إلى تنمية لطاقات الشباب الرياضية، لا ليفوز لاعب بجائزة، بل الأهم من ذلك أن تحصل الأمة على جسم سليم يؤدي إلى ازدهار عظيم، وكذلك الدائرة الإعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية عليها أن تتواكب مع هذه الاتجاهات بدلا من أن تكون سببا من أسباب التراشق الثقافي والتدهور المعنوي وجعل ما يضر بالشباب ومستقبله هو القاعدة العريضة، فنحن نرى جعجعة ولا نرى طحنا كما يقولون واختلافات حول أغنية أو لاعب أو مسلسل بإخراج أقل ما يوصف أنه ردىء، ومستقبلنا يستدعي غير ذلك وتراثنا الثقافي يحمينا من كل ذلك. ينبغى أن يكلم المثقف مجتمعه، لا أن يحدث نفسه من أجل شهرة أو سلطة أو مال؛ لأن كل ذلك زائل ومعه ما يقوله هؤلاء.
د.محمد كمال إمام
 أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الإسكندرية