بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2017 12:03ص ثقافة الإستقرار التي نحتاجها

حجم الخط

لا شك أننا جميعا نبحث عن الاستقرار في كل نواحي الحياة وخاصة في أيامنا هذه المليئة بالاضطراب ولكن لا بد لنا أن نعلم أن تحقيق هذا الأمر لن يكون بوجود ثلاثة عناصر أساسية هي أشبه بالأرض الخصبة التي تنبت عليها بذور الاستقرار حتى نستطيع مستقبلا أن نقطف ثمارها.. وهي العلم...والعدل.. والإيمان..
أما العلم فلأن الجاهل لا يمكن أن يعمل ولا أن يعيش ولا أن يتعامل وفق ثقافة الاستقرار ولا أن يفهم معانيها فهذه القيمة التي اسمها الاستقرار غائبة تماما عن القاموس الفكري والحياتي للجاهل.. 
وإذا ما قمنا بعمل إحصاء لرأينا أن نسبة الإجرام أو الانحراف عند الأميين والجاهلين  أكبر بكثير منها عند المتعلمين،، لأن العلم إذا فهمناه بالشكل الصحيح سيحول كل صراع إلى اختلاف بناء يغني البشرية بالآراء المتنوعة.
وأما العدل.. فهو متل أساس الملك.. وفي القرآن الكريم {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}، فالعدل أساس الحياة وبلا عدل لا وجود لا للاستقرار ولا لأي من معاني هذا الاستقرار، إذ كيف يمكن لإنسان عاش طوال عمره في ظلم واضطهاد وقهر أن يشعر بالاستقرار أو يفهم الاستقرار أو يحقق ثقافة الاستقرار في حياته..؟!
وكيف يمكن لإنسان تربى على ثقافة الظلم ابتداء من منزله ومرورا بالعمل وانتهاء بالمجتمع ككل.. أن يفهم ما تمثله ثقافة الاستقرار من ركن أساسي في الحياة...؟!
حين أبلغوا عمر بن عبد العزيز أن أحد الأمراء طلب إذن استعمال القوة مع أهل بلدته كتب عمر له رسالة وقال له: «لقد بلغني كتابك تذكر أن أهل قريتك قد ساءت أحوالهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط... فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق»... فالعدل ثم العدل ثم العدل. 
أما ثالثا فهو الإيمان الصحيح لأنه الدافع  والحامي الأول للاستقرار، والإيمان بمعنى أن نعيش حالة الإيمان لا أن نقوله، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}، فنحن مطالبون أن نحيا بالإسلام لا أن نحيي بعض المناسبات الإسلامية..!؟
كم من أناس من حولنا تدّعي الإيمان وتمارس بعض الطقوس ولكن عند اختلاطهم بالناس يتعاملون بأساليب تنفي كل مظاهر وأسباب الاستقرار في المجتمع...؟!
كم نسبة الأشخاص الذين انعدمت عندهم ثقافة الاستقرار بكل معانيها بسبب اعوجاج في مفهوم الإيمان في نفوسهم...؟!
إذن .. أيها السادة .. 
إذا أردتم الاستقرار في النفوس والبيوت و المجتمع كله، فثالوث تحقيقه هو العلم  والعدل والإيمان الصحيح.. فيا ليتنا نسعى لتحقيقه..؟!