يقول الله تعالى {إن مع العسر يسرا} ويقول أيضا {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، ومن هذه الآيات نفهم أن الإنسان المسلم إنسان طموح عنده أمل دائم، وعنده تفاؤل مستمر..
ونحن إذ نتحدث عن الطموح فلأن موجة كبيرة من التشاؤم تسيطر على نفوس كثير من الشباب من حولنا حتى أصبحنا فعلا مستسلمين لها لا نردد إلا ما يخدم انتشارها في محيطنا..؟!
فالتشاؤم في ديننا لا يمكن أن يتوافق مع الإيمان الحقيقي، لأن الله تعالى خاطبنا بالآية الصريحة فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، فما دمتم أيها المسلمون على قيد الحياة توكلوا على الله واعملوا بالأسباب وجهزوا واستعدوا واسعوا حتى تكونوا مؤمنين فعلا ..
وهذا الطموح ليس المقصود به ما نراه عند بعض الناس من قصور واضح في حصر الطموح في سيارة أو ما شابه، ولكن نقصد طموحا كبيرا يتناسب وحجم دورنا الإصلاحي في هذه الحياة فيغير مجريات الاحداث ويسعى في التغيير نحو الأفضل..
ولعل من أبرز متطلبات هذا الطموح هو أن نربي أبناءنا عليه وأن نغرس في نفوسهم قيمته وأهميته ومكانته.
نربي أبناءنا على ثقافة تنمي الطموح في نفوسهم وتجعله متوهجا دوما وفق معايير الكتاب والسنة...
يطمحون بغد أفضل... وبمستقبل واعد... وبأهداف كبيرة يسعون لتحقيقها في الحياة..
أبناء لا يعرفون لكلمة مستحيل معنى، ولا تمنعهم الصعوبات من المحاولات المتكررة في سبيل تحقيق الانجازات..
إننا أيها السادة حين نربي أبناءنا على التشاؤم والاحباط نزكي في داخلياتهم دون أن ندري ثقافة الاستسلام والانهزامية حتى يصبحوا قابلين لكل منكر يشيع في المجتمع وراضين بكل فساد عم في بلادنا بل وأحيانا مشاركين في تعميم هذا المنكر..؟!
علموا أبناءكم معنى الطموح وازرعوا فيهم فضيلة حسن التخطيط حتى على الأقل نرى بصيصا من الأمل لهذا المجتمع الذي بات يتخبط برياح الضياع والعشوائية حتى أدمنها..؟!