بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2019 12:02ص ثقافة النكايات لا تبني وطناً..؟!

حجم الخط
في ظل الأوضاع المأساوية التي تمرُّ بها البلاد ويعاني من آثارها كل مواطن لبناني، يجب علينا وبلا تردّد أن نسأل أنفسنا كمسلمين... أي مشروع إصلاحي أعددنا لإنقاذ البلاد والعباد من تلك الأزمة الصارخة..؟!

فنحن المسلمون السنّة في لبنان – وأتكلم هنا من باب المواطنة وأبداً ليس من باب الطائفية - نحن علينا مسؤوليات كبيرة في مختلف المجالات، وبالتالي على الدعاة والخطباء وأئمة المساجد وكل من هو في ميدان العمل الدعوي، أن يبادر لتوعية الناس وتثقيفهم ولإيصال الرسالة الصحيحة إليهم حتى يكونوا مواطنين صالحين ومصلحين...

وبالتالي يبرز السؤال... ما هو المشروع الإصلاحي والإنقاذي الذي نريد أن نقدّمه لكل مواطن لبناني وليس فقط لأهل السنّة...؟!

أقول هذا الكلام بعدما سمعت وشاهدت كثيرا خلال الفترة السابقة انتشار غريب ومستهجن «للثقافة التبريرية» في بلادنا حتى كادت أن تكون الأصل.. إن لم تكن قد أصبحت فعلا...؟!

فحين تتكلم مع أي إنسان وتقول له علينا أن نفعل كذا أو كذا... يكون الرد: (ولماذا «الآخر.؟!» لا يفعل..؟!)..

تقول له.. إن على كل مواطن أن يتوقف عند مفسدة كذا.. فيردّ عليك قائلا: (ليبدأ الآخر..؟! ثم أفعل أنا)..؟!.. وهكذا حتى أصبحت ثقافة المواطن اللبناني ثقافة تبريرية إبليسية..؟!

المؤسف في هذا الأمر.. أن هذه الثقافة الفاسدة قد غلبت ثقافة التفكير في الإصلاح، فبات كل مواطن في لبنان ينتظر إقدام الطائفة الفلانية أو المذهب الفلاني على العمل حتى يعمل هو...؟!

والمؤسف أكثر من كل ما سبق.. أن لهذه الثقافة المرفوضة دينا وإنسانيا ووطنيا.. مناصرين من العاملين في مجال الدعوة يروّجون لها وكأنها أمر ديني محض ولا بد من الالتزام بها..؟!

نعم أيها الأحبة.. نحن شعب يعيش في حالة ترقّب وإنتظار..

ليس ترقّبا لنتائج أعمال البناء التي زرعناها...؟!

ولا انتظار نتائج المشاريع الاصلاحية التي قمنا بها..؟!

ولكن انتظار كل فريق لخطوات الفريق الآخر حتى يبني على الشيء مقتضاه... وإن كان ثمن هذا الانتظار ضياع البلاد.. وأذيّة العباد... وانتشار الفساد... وهجرة الأولاد..؟!

إن القرآن الكريم أيها السادة الكرام.. قد أمرنا بالإصلاح وإن كنا في وسط أمواج عاتية من الفساد، ولم يجعل أبدا من أخطاء الآخر – أي آخر كان – سببا لقيامنا بأخطاء مماثلة..؟!

فليكن لنا - والخطاب هنا للمواطنين اللبنانيين جميعا - مشروع وطني وإنقاذي وإصلاحي يقوم على الحق والصواب فيحقق العدل والمساواة... فهو بلا أدنى شك خير من «أطنان النكايات» التي زرعت على مدى سنوات في النفوس – وللأسف - تحت ستار ديني أو مذهبي...؟!